رحَّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بموافقة الحكومة السودانية على نشر قوة سلام مشتركة في دارفور، مشددا على أهمية تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار في الإقليم المضطرب. وكان السودان قد وافق في وقت سابق اليوم الثلاثاء على خطة معدلة لنشر قوة حفظ سلام مشتركة من الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة في الإقليم الواقع غربي السودان. محادثات أديس أبابا
وقد تم التوصل إلى الاتفاق الجديد إثر إجراء محادثات في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، بين الأطراف المعنية بالموضوع. وكان قد تم التوصل إلى الاتفاق المتعلق بتشكيل القوة المكونة من حوالي 25000 عسكري من قبل كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الأسبوع الماضي بعد عملية مطولة بسبب رفض الحكومة السودانية قبول نشر قوة حفظ سلام من قبل الأمم المتحدة لوحدها.
وكانت وكالات الأنباء قد نقلت عن سعيد ديجنتي، مسؤول الأمن والسلام في الاتحاد الإفريقي، قوله إن عدد أفراد القوة المقترحة سوف يتراوح بين 17 ألفا و 19 ألف جندي. إيضاحات وتفسيرات وقال ديجنتي إن الموافقة السودانية جاءت بعد تقديم إيضاحات وتفسيرات من جانب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بخصوص القوة المقترحة. وأضاف إنه سيتعين موافقة مجلس الأمن الدولي على الاتفاق لكي يصبح نافذا.
وسيكون نشر هذه القوة هو المرحلة الثالثة والأخيرة من خطة الأمم المتحدة لدعم قوة الاتحاد الأفريقي المنتشرة في دارفور ويقدر عددها بسبعة آلاف فرد لكنها تعاني من عجز في التمويل ونقص في التجهيزات. وطبقا للخطة الجديدة فسيتولى الاتحاد الأفريقي مسؤولية تسيير العمليات اليومية لقوة حفظ السلام، فيما سيكون للأمم المتحدة الإشراف الكلي على القوة. موافقة وتردد
وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد أعلن موافقته على الخطة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكنه عطَّل تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية ثم أبدى تراجعا فيما بعد. لكن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنار أعلن بعد لقائه البشير أمس الاثنين أنه أبلغه بموافقته الكاملة على الخطة شريطة أن تأتي كل القوات من أفريقيا.
وقد فر الكثيرون من ديارهم بسبب استمرار العنف والهجمات من جانب ميليشيا الجنجويد العربية الموالية للحكومة والمجموعات المتمردة في دارفور، فيما لقي 200 ألف نسمة على الأقل حتفهم. وهناك ما لايقل عن أربعة ملايين شخص في دارفور بحاجة الى مساعدات إنسانية، إضافة الى مليوني شخص مشردين داخليا بحسب تقارير الأمم المتحدة من جراء القتال المتواصل في الإقليم. ويعيش مليونا نسمة في مخيمات في السودان وفي تشاد المجاورة منذ بدأ الصراع عام 2003.