تعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير في رسالة حصلت رويترز على نسخة منها يوم الاثنين أن يبذل كل ما في وسعه لنزع سلاح ميليشيات الجنجويد والسعي باتجاه ابرام هدنة في منطقة دارفور المضطربة لكنه قال ان جماعات المتمردين عقبة في طريق السلام.
وكان البشير يرد على رسالة بعث بها الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في 24 من مايو أيار يقول فيها انه يتوقع من الخرطوم وجماعات التمرد أن تعلن هدنة وأن تنزع حكومة السودان أسلحة ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب أعمال اغتصاب ونهب وقتل. ومن المقرر أيضا أن يساعد السودان قوات حفظ السلام على الحصول على معدات للانتشار في دارفور وتسريع السماح لجماعات الاغاثة الانسانية بالوصول الى المحتاجين.
وعن وقف اطلاق النار قال البشير في رسالته التي تحمل تاريخ الرابع من يونيو حزيران ان حكومته أعلنت في وقت سابق هدنة لكنها لم توقف الهجمات من جانب جماعات المتمردين التي لم توقع على اتفاق سلام فاشل عمره عام.
وقال الرئيس في رسالته ان السودان مع ذلك مستعد للالتزام بوقف فوري لاطلاق النار ضمن حزمة شاملة تتولى الامم المتحدة والاتحاد الافريقي تنسيقها على أسس كفيلة بانعاش عملية السلام.
وفيما يتعلق بالجنجويد قال ان الخرطوم ملتزمة بنزع سلاح «كل الميليشيات في دارفور» لكن هذه العملية لم تؤت ثمارها حتى الان ولم يتم تنسيقها مع هدنة فعالة واتفاق سلام له مقومات البقاء.
وقال ان المخاوف الاخرى مثل تفاصيل خطة قوة «مختلطة» من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام تتألف من 23 ألف جندي تخضع للمناقشة في أديس أبابا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء من جانب خبراء من كل الاطراف.
وقال البشير ان الاجتماع في العاصمة الاثيوبية فرصة مهمة لاظهار التزام الحكومة السودانية بالاتفاق على الاجراءات المطلوبة لحل الصراع في دارفور.
ومع ذلك يشير عمال الاغاثة وقوات حفظ السلام الى عقبات بيروقراطية في الحصول على تأشيرات والاراضي اللازمة لاقامة المخيمات والمعدات. وفي الشهر الماضي قصفت طائرة حكومية موقعا في شمال دارفور حيث كانت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ينظمان مؤتمرا كان من المقرر عقده بين المتمردين.
وقال السويدي يان أليسون مفاوض الامم المتحدة في عملية السلام في دارفور الاسبوع الماضي ان جماعات المتمردين مشكلة خطيرة لعملية السلام وانها انقسمت ليتضاعف عددها الى 12 فصيلا وقد تشهد مزيدا من الانقسامات.
وأبدى أليسون ونظيره من الاتحاد الافريقي سالم أحمد سالم أملهما في أن يكون بمقدورهما بدء المفاوضات بنهاية الصيف وعرضا خطة خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف.
كان متمردون أفارقة قد حملوا السلاح في دارفور في أوائل عام 2003 متهمين الحكومة السودانية بعدم الاكتراث لمتاعبهم. وردت الخرطوم بتسليح ميليشيات الجنجويد العربية. ويقدر خبراء أن 200 ألف شخص لقوا حتفهم وان مليونين اخرين نزحوا من ديارهم. وفي العام الماضي اقتتلت جماعات المتمردين فيما بينها.