أعلنت «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور أنها أفرجت أمس عن خمس رهائن خطفتهم خلال غارة على حقل نفطي تديره شركة صينية في إقليم كردفان قرب دارفور، وكررت تهديدها بمهاجمة مزيد من مواقع شركات النفط الأجنبية في المنطقة.
وقال زعيم «العدل والمساواة» الدكتور خليل إبراهيم إن حركته سلمت ثلاثة سودانيين ومصرياً وعراقياً إلى زعماء العشائر، وانهم في طريقهم إلى المجلد في غرب كردفان، حيث تتسلمهم الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضاف: «أريد أن أقول لشركات النفط الأخرى، خصوصاً الصينية، ان عليها أن تترك المنطقة الآن. وإذا لم ترحل ستصبح أهدافاً عسكرية». وأكد أن حركته لم تحصل على فدية مقابل الإفراج عن الرجال الخمسة الذين خطفوا قبل ثلاثة إسابيع، موضحاً أنها قررت الإفراج عنهم عقب مناشدات من الأمم المتحدة ومصر، وليس لها مصلحة فى احتجاز مدنيين.
على صعيد آخر، كذبت الإدارة الأميركية أمس الرئيس السوداني عمر البشير في شأن زيارة نائبه الأول رئيس حكومة إقليم الجنوب سلفاكير ميارديت إلى واشنطن التي قال إنها لم تكن بعلم حكومته، في وقت صعد سلفاكير الذي مدد زيارته للولايات المتحدة للقاء الرئيس جورج بوش لهجته تجاه شركائه في الخرطوم. ورأى أن الجنوب إذا انفصل عن شمال البلاد سيكون «جاراً جيداً».
وردت السفارة الأميركية في الخرطوم بتعميم صحافي مقتضب أمس على ما اسمته «التقارير الزائفة» عن زيارة سلفاكير إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أنها «تمت بعلم الحكومة السودانية وجرى إخطار الخارجية السودانية رسمياً في 8 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عبر رسالة من السفارة الأميركية أفادت أن الزيارة بدعوة من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس»، مشيرة إلى أن الزيارة تمت بعد شهر من الإخطار.
وكان البشير شكك في زيارة سلفاكير إلى الولايات المتحدة، موضحاً أنها رتبت مع مكتب «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في واشنطن وليس مع السفارة السودانية هناك. وتساءل: «لماذا تتم دعوته ويذهب من دون علم الخارجية؟».
وكشف سلفاكير وجود خطة بديلة في حال استمرار أزمة «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي يتزعمها مع «حزب المؤتمر الوطني» بزعامة البشير، وعدم تنفيذ مطالبها بترجمة البنود العالقة في اتفاق السلام. واكد احترام حكومة الجنوب قرار مواطني الاقليم عبر استفتاء ينتظر ان يجرى في 2011 بالوحدة أو الانفصال عن الشمال، لكنه شدد لدى مخاطبته مساء أول من أمس كوادر حركته في واشنطن، على أن «الوحدة أولوية قصوى».
ووصف خيار الوحدة بأنه «مثل فتاة دميمة يجب تجميلها كالعروس حتى تكون جذابة قبل تزويجها»، مؤكداً وقوف الحركة مع خيار «الوحدة الجاذبة». لكنه أضاف: «في حال تقسيم السودان إلى دولتين سنكون جارين جيدين، وإذا رجحت كفة الانفصال، فلن يكون ذلك بسبب الحركة، وانما الشريك الثاني الذي لم يدعم الوحدة». ولفت إلى أن «نصيب الجنوب من النفط ما زال غير معروف ولا نزال نجهل إيراداته وحجم الانتاج».
وأضاف أن شركاء السلام في الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي «سيتدخلون في حال عدم التوصل إلى حلول للقضايا العالقة». وانتقد وسائل الإعلام السودانية، وقال إنها درجت على انتقاد حركته والإساءة إليه، «لكن الخرطوم لم تحرك ساكناً بينما تُعطل صحفاً وتوقف صحافيين انتقدوا وزراء».