قال رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة يوم الاربعاء ان احتمالات السلام في دارفور أصبحت أبعد في ظل تراجع الأمن وتدهور أوضاع النازحين ورفض الأطراف المتحاربة التفاوض.
ويجري تدريجيا نشر قوة سلام مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في الاقليم الواقع في غرب السودان الذي يمزقه العنف لكن جان ماري جيهينو رئيس عمليات حفظ السلام أبلغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في واحد من أشد تقييماته تشاؤما انها لا تزال أضعف من أن تضطلع بمهمتها.
ووصف جيهينو هجوما شنه متمردون من حركة العدل والمساواة على الخرطوم في مطلع الأسبوع بأنه «تطور يدعو للانزعاج الشديد» وقال انه يشعر بقلق بالغ لان قوة حفظ السلام المختلطة فشلت في اكتشاف المقاتلين وهم في طريقهم الى العاصمة السودانية.
وأضاف قائلا «يبرز الحادث أوجه القصور الخطيرة في الموارد المتاحة للبعثة لاسيما قدرات الاستطلاع الجوي.»
واستطرد قائلا انه مما يدعو لانزعاج مماثل أيضا تقرير لم يتسن التحقق من صحته حصلت عليه قوة حفظ السلام يفيد بأن جيش تحرير السودان فصيل الوحدة وهو جماعة تمرد أخرى أعاد تجميع أكثر من 40 عربة استعدادا لمهاجمة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور حيث يوجد مقر قيادة القوة.
لكن الجماعة نفت من السودان أنها تعتزم شن هجوم.
وقال جيهينو ان الاشتباكات التي اندلعت مؤخرا بين القوات السودانية والمتمردين والاشتباكات بين جماعات المتمردين وعدم الاستقرار المتنامي على الحدود التشادية السودانية وتنامي عصابات قطع الطرق تعني أن «الوضع الامني في دارفور يتدهور على نحو يدعو للانزعاج.»
وأضاف أن العنف أجبر أكثر من 150 ألف شخص على الفرار من بيوتهم هذا العام وحده.
وقال ان تلك الاشتباكات وقرار اتخذه مؤخرا برنامج الأغذية العالمي يخفض الى النصف حجم المعونات الغذائية الي حوالي ثلاثة ملايين شخص يطعمهم في دارفور والذي فرضه خطف الشاحنات يعنيان أن وضع المدنيين في الاقليم » يزداد خطورة يوما بعد يوم.»
وقال جيهينو انه خلال الاثني عشر شهرا الماضية «أصبح الوضع في دارفور أكثر تعقيدا بشكل كبير وأن احتمالات السلام تبدو بعيدة بشكل أكبر.»
واستطرد قائلا «الأطراف لا تبدي إرادة سياسية للتخلي عن الخيار العسكري والانخراط في مفاوضات أو التعاون بشكل كامل مع قوة حفظ السلام المشتركة والمجتمع الانساني.»
ويقدر مسؤولو الامم المتحدة أن 300 ألف شخص على الاقل قتلوا في الصراع الدائر في دارفور منذ خمس سنوات. وتقول الخرطوم ان عدد القتلى حوالي عشرة الاف فقط.
ولم تسفر محادثات سلام جرت في ليبيا في أكتوبر تشرين الاول الماضي عن نتائج. ويحاول مبعوثون من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي عقد اجتماع بين الحكومة السودانية وخمس جماعات للمتمردين في جنيف بحلول أواخر مايو ايار الجاري لكن تلك المحادثات ستقتصر على سبل تحسين الوضع الامني.
وقال جيهينو الذي من المنتظر أن يتنحى في يونيو حزيران بعد ثمانية أعوام في منصبه ان الامم المتحدة ستمضي قدما في نشر قوة حفظ السلام المشتركة التي من المقرر أن يصل قوامها 26 ألفا من الجنود والشرطة.
ويبلغ قوام القوة المشتركة في الوقت الحالي أكثر من تسعة الاف رجل. وطبقا لجدول معدل فانها تهدف الان الي نشر 80 في المئة من حجم القوات بنهاية العام الحالي. لكن جيهينو سلم بأنه حتى ذلك الرقم يعبر عن » تقدير طموح».
وتواجه قوة حفظ السلام المشتركة صعوبات مثل رفض المساهمين تزويدها بأصول رئيسية للامداد مثل طائرات الهليكوبتر وخلافات مع الخرطوم بشأن التفاصيل وانعدام الامن بشكل عام وهو ما يعني أن نقل الامدادات لمسافة 2200 كيلومتر من ميناء بورسودان الى دارفور يستغرق سبعة اسابيع