قررت الامم المتحدة سحب موظفيها غير الاساسيين من مدينة أبيي السودانية بعد القتال الذي اندلع بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان وقبائل عربية في جنوبي السودان.
وتعد مدينة أبيي الغنية بالنفط والواقعة عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه من اكثر القضايا الحساسة في اتفاق السلام لعام الفين وخمسة والذي ادى الى انهاء الحرب الأهلية التي استمرت لعقدين من الزمان.
وصرح أحد السكان في المدينة لبي بي سي بأن السوق الرئيسية اصيبت بنيران مدافع الهاون ولكنه اشار الى ان حدة القتال هدأت الليلة الماضية بينما أشارت أنباء الى مقتل عدد من الأشخاص.
وتشير منظمات دولية عاملة في المنطقة الى ان هجمات المسلحين العرب تمنع عودة النازحين الى قراهم في جنوب السودان.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن هؤلاء المسلحين قتلوا العشرات واعتقلوا واصابوا عشرات المدنيين بجراح منذ بداية العام الحالي بهدف منع ابناء هذه المنطقة من العودة الى بيوتهم التي تركوها خلال سنوات الصراع الدامي بين الشمال والجنوب.
وقالت المنظمة ان التحقيقات التي قامت بها في ولاية الوحدة التي توجد بها أبيي بينت انه منذ اواخر العام الماضي شن المسلحون من البدو العرب من قبيلة المسيرية عشرات الهجمات على السكان الذين يسعون للعودة الى بيوتهم في المنطقة.
يذكر ان الحكومة السودانية اجبرت مئات الالاف من قبيلة النوير التي كانت تسكن هذه المنطقة على الرحيل عنها خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي من اجل استغلال حقول النفط التي تم اكتشافها في هذه المنطقة.
وبعد توقيع اتفاق السلام لم يعد الى جنوب السودان ومن بينه ولاية الوحدة سوى عدد ضئيل من النازحين الجنوبيين.