رفض متمردون تشاديون يوم الجمعة أحدث اتفاق سلام بين تشاد والسودان وهو الاتفاق الذي قالت الخرطوم وباريس انه يجب ان يكتب له النجاح اذا كانت هناك اي فرصة للتوصل الى حل سياسي في اقليم دارفور.
وكان الرئيس التشادي ادريس ديبي ونظيره السوداني عمر حسن البشير وقعا في السنغال في ساعة متأخرة يوم الخميس اتفاق عدم اعتداء يهدف الى انهاء هجمات المتمردين عبر الحدود على جانبي حدودهما.
لكن التحالف الوطني التشادي وهو طرف في تحالف المتمردين الذي هاجم العاصمة التشادية نجامينا الشهر الماضي وحاصر ديبي في قصره الرئاسي لمدة يومين رفض اتفاق دكار وتعهد بمواصلة حملته ضد الرئيس التشادي.
وقال علي جادي المتحدث باسم التحالف لرويترز ان الاتفاق الذي وقع عليه الرئيسان التشادي والسوداني «لا علاقة لنا به.» وأضاف «اذا لم يكن ديبي يرغب في حوار فسنجبره على الرحيل.»
واضاف جادي الذي كان يتحدث من هاتف يعمل بواسطة الاقمار الصناعية » نحن نعمل انطلاقا من أراضينا الوطنية ولدينا هدف واضح الا وهو تحرير شعبنا الذي يعيش رهينة لعشيرة (ديبي).»
ويهدف الاتفاق الذي شهد توقيعه الامين العام للامم المتحدة بان جي مون وممثلون للاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي الى احياء مجموعة من الاتفاقيات السابقة التي فشلت في انهاء القتال على الحدود التي تمثل الجهة الغربية لدارفور.
وقال فردريك ديزانيو نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي في باريس «لا يمكن في الواقع تحقيق استقرار دائم او ايجاد حل سياسي لدارفور بدون تطبيع العلاقات بين الخرطوم ونجامينا.»
وتعهد ديبي والبشير في الاتفاق الذي توسط فيه الرئيس السنغالي عبد الله واد بحظر أنشطة جميع الجماعات المسلحة ومنع استخدام أراضي كل منهما لزعزعة استقرار الاخرى.
ووصف الذي توسط في الاتفاق على هامش اجتماع قمة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في دكار هذا الاتفاق بأنه «معجزة.»
وقال الزعيم السنغالي الذي يسعى للتوسط في عدة صراعات افريقية بعد انتهاء اجتماع القمة يوم الجمعة «لقد قمت بجزء صغير فيه ولكني اعتقد ان يد الله ساعدتنا.»
ورحب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بالاتفاق وحث تشاد والسودان على ان «يظلا ثابتين على عزمهما لاعادة السلام والاستقرار على حدودهما المشتركة لان هذا سيساهم في استقرار اوسع في المنطقة.»
ويقول دبلوماسيون أجانب ان متمردي تشاد يستخدمون بشكل منتظم منطقة الحدود في اقليم دارفور السوداني قاعدة ينطلقون منها لشن هجمات داخل تشاد. واتهم السودان بدوره مرارا حكومة تشاد بدعم جماعات متمردة في دارفور.
وقال مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني ان المسألة تتعلق بالكيفية التي يمكن ان يعمل بها البلدان سويا لتسوية مشكلة دارفور . واضاف ان مشكلة دارفور هي السبب الرئيسي لتدهور الاوضاع بين تشاد والسودان.
وقال لرويترز ان القبيلة التي تتزعم التمرد في دارفور هي نفس القبيلة التي تحكم تشاد الآن.
وينتمي الرئيس التشادي ديبي لقبيلة الزغاوة التي تعيش على جانبي الحدود السودانية التشادية.
ويعيش بالفعل في المناطق الحدودية القاحلة في شرق تشاد نصف مليون نازح بينهم تشاديون نزحوا بسبب القتال ولاجئون من دارفور حيث قتل العنف السياسي والعرقي حوالي 200 الف شخص منذ عام 2003.
وتضررت جهود الاغاثة الدولية نتيجة عدم الاستقرار على جانبي الحدود. وامتدت حالة عدم الاستقرار ايضا الى جمهورية افريقيا الوسطى مما فاقم من تمرد داخلي هناك.
وبدأت قوة امن تابعة للاتحاد الاوروبي الانتشار في شرق تشاد الشهر الماضي لحماية المدنيين النازحين في المستعمرة الفرنسية السابقة. ويقول عمال الإغاثة الانسانية ان توفير الامن هو الاساس اذا كانوا سيواصلون عملياتهم في دارفور وحولها.
ويشمل اتفاق دكار الذي وقع خلال قمة منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 دولة تشكيل «مجموعة اتصال» لوزراء خارجية افارقة يجتمعون شهريا للتأكد من ان الالتزام بالوعود لا يزال قائما