نزعت الرئاسة السودانية فتيل أزمة بين شريكي الحكم في البلاد وهما حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، وقررت تأجيل إجراء التعداد السكاني الذي كان مقرراً اليوم إلى الثلثاء المقبل، وذلك بعد يوم من تعليق حكومة إقليم الجنوب اجراء الاحصاء إلى وقت لاحق.
وأصدرت مؤسسة الرئاسة التي تضم الرئيس عمر البشير ونائبيه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان طه فجر أمس ستة قرارات لمعالجة الأزمة حددت إرجاء التعداد أسبوعاً. وقال وزير شؤون الرئاسة في حكومة الجنوب لوكا بيونق إن الرئاسة، وجّهت باجراء مسوحات عقب التعداد لمعالجة مطالب «الحركة الشعبية» في شأن الدين والعرق، كما شددت الرئاسة على ضرورة تسهيل وأزالة كافة المعوقات أمام عودة النازحين إلى ديارهم.
وكان نائب الرئيس علي عثمان طه اتهم مجموعات في «الحركة الشعبية» بعرقلة تطبيق اتفاق السلام، وعدم احترامها لقرارات مؤسسة الرئاسة، وقال إنه ربما كانت هناك مخاوف وسط هذه المجموعات من نتيجة الاحصاء وتأثيرها على نسب المشاركة في السلطة، لافتاً إلى أن سلفاكير يواجه صعوبات في ظل الوضع الذي ورث عليه الجنوب وبناء مؤسساته وضعف بنيات الحكم هناك.
وعقدت مفوضية الاحصاء والتقويم اجتماعاً طارئاً امس وذكرت ان ارجاء التعداد اسبوعاً سيكلّف الدولة 27 مليون دولار.
إلى ذلك، وجه البشير انتقادات لاذعة إلى «دول الاستكبار»، مؤكداً أنها لا تزال تستهدف السودان بالحصار والعقوبات الجائرة، إلى جانب حرب المصطلحات «البائرة» مثل دمغ حكومته بـ «الابادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب» في دارفور. وقال أمام ملتقى دولي لرؤساء القضاء وخبراء القانون حول الملكية الفكرية في الخرطوم، أمس، إن السودان «حقق السلام في أوج الحرب والاقتصاد المتنامي في قلب الحصار والحرمان من حقه في صناديق التمويل الدولية حتى أصبح قبلة للمستثمرين»، مؤكداً سعيه إلى تسوية أزمة دارفور عبر الحوار من دون الالتفات إلى «اصحاب الاجندات الخفية».
وفي منحى آخر، قال وزير الخارجية دينق الور إن لقاء يضم مسؤولين من الحكومة السودانية والادارة الاميركية سيعقد غداً الأربعاء فى العاصمة الايطالية لمناقشة تسوية القضايا العالقة التي تعرقل تطبيع العلاقات بين البلدين، موضحاً أن اللقاء سيحضره المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان ريتشارد وليامسون ومسؤولون اميركيون آخرون ، ومن جانب الخرطوم دينق الور ومساعد الرئيس نافع علي نافع ووكيل الخارجية مطرف صديق. وكان وليامسون سلم البشير خلال زيارة إلى الخرطوم الشهر الماضي لائحة تضم اقتراحات وأفكاراً لتطبيع العلاقات.