أعلنت وزارة الخارجية الصينية مؤخرا أن الحكومة الصينية قررت إرسال وحدة هندسية متكونة من 275 جنديا إلى إقليم دارفور السوداني وتعيين ممثل خاص للشؤون الإفريقية تتركز مهامه على قضية دارفور. ويرى خبير صيني في الشؤون الإفريقية أن قرار الحكومة الصينية يجسد موقف الصين الإيجابي إزاء حل قضية دارفور والذي يخدم تحقيق السلام بالمنطقة في أسرع وقت ممكن.
هذا وقد ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو مؤخرا أن الصين سترسل وحدة هندسية إلى إقليم دارفور السوداني تلبية لدعوة من الأمم المتحدة حيث قالت:
«قررت الحكومة الصينية إرسال وحدة هندسية متكونة من 275 جنديا إلى إقليم دارفور للمشاركة في تنفيذ خطة المرحلة الثانية لمشروع الأمين العام السابق كوفي أنان في إقليم دارفور.»
هذا وأعلن أنان في نوفمبر عام 2006 أن السودان قد وافقت مبدئيا على انتشار قوات حفظ السلام المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بإقليم دارفور وبعد ذلك أرسلت الأمم المتحدة عددا من المستشارين العسكريين لتنفيذ مهمة المرحلة الأولى لقوات حفظ السلام المشتركة. ووافق ممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والحكومة السودانية مبدئيا في إبريل الماضي على بدء خطة المرحلة الثانية المتمثلة في قيام الأمم المتحدة تدريجيا بزيادة مساعدات الخدمات الإسنادية والفنية والتجهيزات لقوات حفظ السلام المتمركزة بدارفور، وقررت الحكومة الصينية إرسال الوحدة الهندسية إلى إقليم دارفور للمشاركة في خطة المرحلة الثانية. ويرى السيد وانغ هونغ يي خبير الشؤون الإفريقية بمعهد البحوث الصيني للقضايا الدولية أن هذا العمل يخدم تحقيق السلام بإقليم دارفور في أسرع وقت ممكن وقال:
«إن قرار الحكومة الصينية إرسال وحدة هندسية إلى إقليم دارفور السوداني يجسد موقف الصين الإيجابي بشأن قضية دارفور أي دفع تحقيق الاستقرار والسلام في إقليم دارفور عبر التعاون الوثيق مع المجتمع الدولي.»
وبشأن قضية دارفور تواصل الحكومة الصينية الدعوة إلى حماية سيادة السودان وسلامة آراضيه ودفع الحل السياسي لقضية دارفور عبر الحوار والتشاور القائمين على المساواة. وأكدت جيانغ يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أن تحقيق السلام والاستقرار وإعادة الإعمار الاقتصادي بإقليم دارفور عبر المفاوضات يعدان الشرط الأساسي الذي ترى الحكومة الصينية أنه ينبغي بمقتضاه معاجلة قضية دارفور.
«تواصل الصين بذل جهودها لحل قضية دارفور بشكل مناسب وأجرت العديد من المشاورات في مختلف المناسبات عبر تبادل الزيارات وإرسال المبعوث الخاص والاتصالات وقدمت مساعدات إنسانية وتبرعات مادية لإقليم دارفور والبعثة الخاصة للاتحاد الإفريقي.»
جدير بالذكر أن الرئيس الصيني هو جين تاو أجرى خلال قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي التي عقدت في نوفمبر من العام الماضي وأثناء زيارته للسودان في فبراير الماضي أجرى محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير حول قضية دارفور وأوضح الموقف الصيني المبدئي بشأن هذه القضية والمتمثل في احترام سيادة السودان وسلامة آراضيه والتمسك بالحوار والتشاور القائمين على المساواة وحل القضية بأسلوب سلمي وتأييد قيام الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بدور بناء في هذه القضية، وكان رد فعل المجتمع الدولي على ذلك إيجابيا للغاية.