وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشكل نهائي على نشر ثلاثة آلاف من الجنود الأوروبيين في تشاد وجهورية أفريقيا الوسطى وبالقرب من إقليم دارفور غربي السودان «لدعم عمليات حماية السكان المدنيين واللاجئين الهاربين من المواجهات المسلحة».
وقال بيان للاتحاد الأوروبي إن القوات الجديدة ستعمل إلى جانب شرطة الأمم المتحدة المنتشرة في هذه المنطقة, بتكلفة تصل إلى 142 مليون دولار في العام الواحد.
وقال المنسق الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبية خافيير سولانا إن القوات الجديدة تعد الثالثة التي تخصص لعمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية من جانب أوروبا, مشيرا إلى أن الوضع «غير مستقر» في منطقة دارفور وما حولها.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن مهمة القوات ستتركز حول تحسين الوضع الأمني بالمنطقة وضمان وصول المساعدات وتسهيل عمل فرق الإغاثة القريبة من دارفور.
كما نفى كوشنر أن تكون مهمة القوات تأمين أو حراسة الحدود, ووصف العملية بأنها «مهمة إعادة بناء». وأعلن أيضا أن القوات ستبدأ الانتشار في غضون الأسابيع الأولى من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
الوزراء الأوروبيون شددوا على أن المهمة تركز على الجانب الإنساني (الفرنسية)
يشار إلى أن هذه القوات ستضاف إلى 26 ألف جندي من القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي سيجري نشرها في دارفور, طبقا لقرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد.
وقد تم تعيين الجنرال الإيرلندي باتريك ناش قائدا لهذه العملية التي سيكون مقر قيادتها في مون فاليريان في ضواحي باريس حسب ما جاء في بيان الدول الـ27، على أن يكون قائدها الميداني الجنرال الفرنسي جان فيليب غاناشيا. وينتظر أن تقدم فرنسا التي لها قوات في تشاد نحو ألف وخمسمئة جندي إلى هذه القوة.
من جهة ثانية دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيانهم أطراف الأزمة السودانية في الشمال والجنوب إلى احترام اتفاق السلام الموقع عام 2005, محذرين من احتمالات اندلاع حرب أهلية جديدة من شأنها تعقيد أزمة دارفور.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك ثلاثة ملايين شردتهم الصراعات في تلك المنطقة الحدودية بين تشاد والسودان معظمهم من لاجئي دارفور.
اجتماعات جوبا
على صعيد آخر تشهد مدينة جوبا جنوبي السودان اجتماعات لعدد من ممثلي فصائل التمرد في دارفور التي لم توقع على اتفاق السلام مع الخرطوم.
تهدف الاجتماعات إلى توحيد مطالب الفصائل قبل المحادثات المرتقبة مع الحكومة السودانية.
سلفاكير حث فصائل التمرد على الوحدة (رويترز-أرشيف)
وفي هذا الصدد شدد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير التي وقعت اتفاق السلام مع الخرطوم في 2005، ومنظم الاجتماع على ضرورة «وحدة الفصائل والشعب في دارفور».
وأوصى كير المشاركين بوضع «مطالب مشتركة وتشكيل وفد واحد» أثناء مفاوضات السلام مع الخرطوم المتوقعة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الحالي في مدينة سرت الليبية برعاية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وأعرب سلفاكير -الذي يشغل منصب النائب الأول للرئيس السوداني في الحكومة المركزية في الخرطوم- عن استعداده، لجعل متمردي دارفور يستفيدون من الخبرة التفاوضية التي اكتسبتها حركته.
ويغيب عن الاجتماعات التي تنتهي الجمعة المقبلة في جوبا حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور الذي يرفض المشاركة في المفاوضات في ليبيا.
وفي وقت سابق هدد فصيل وحدة جيش تحرير السودان بعدم المشاركة في محادثات السلام مع الخرطوم المتوقعة في نهاية الشهر الجاري في ليبيا، وذلك إثر قرار بتجميد مشاركته في الحكومة المركزية.