اعلنت الحركات الرافضة لاتفاق ابوجا لسلام دارفور رفضها التام وضع شروط مسبقة لاستئناف المفاوضت مع الحكومة السودانية ، وتحفظت علي فرض المبادرات التي تقوم بها بعض دول الجوار السودانى ، وشددت انها لن تتعامل مع اى مباردة الا وفق التى طرحها مبعوثى الامم المتحدة والاتحاد الافريقى ، فى وقت علم ان مبعوث الاتحاد الاوروبي ابلغ القيادة الارترية ضرورة السماح للحركات الرافضة لاتفاق ابوجا والموجودة في اسمرا للذهاب الي ممبسا للقاء بقية الحركات .
وقال مصدر مطلع مقرب من ملف دارفور (للسوداني ) ان مبعوث الاتحاد الاوروبي للسودان هافستو الذى زار اسمرا مؤخرا طلب من القيادة الارترية ان تضع مجهوداتها ضمن المجهودات التى تقوم بها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ،واضاف ان المجتمع الدولى لن يتعامل الا ما طرحه مبعوثا المنظمة الدولية والاقليمية لحل ازمة دارفور ، مشيرا الي ان المبعوث الاوروبى ابدى استيائه لكثرة المبادرات الاقليمية من التى تجاور السودان ، وقال ان هافستو طلب من بعض قيادات الحركات الموجودة في اسمرا اللحاق الى رفاقهم في الاجتماع المزمع عقده فى ممبسا الكينية لتوحيد حركة تحرير السودان والمتوقع ان تلتئم في الاسبوع القادم .
من جهته ندد الناطق الرسمى باسم حركة العدل والمساواة الرافضة لاتفاق ابوجا لسلام دارفور احمد حسين ما وصفه بالشروط المسبقة التى تفرضها الحكومة السودانية لاستئناف المفاوضات مع الحركات الرافضة في دارفور ، وقال ان هناك حديث متكرر من رموز النظام حول فهمهم للحل السياسي لقضية السودان في دارفور ، واضاف علي الخرطوم الاستفادة من الدروس والعبر ومن الخطأ ان يظنوا ان الظروف الحالية يمكن ان تخدمهم ، واضفاً ذلك بالسطحية وقصر النظر ، معتبرا ان ذلك تكرار لما قاموا به حينما وقعوا اتفاقاً مع فصيل منى اركو مناوى ، وقال عليهم التوصل الي اتفاق سلام شامل وعادل بدلا من ان تسيطر عليهم هذه العقلية .
وشدد حسين في تصريح (للسوداني ) على قضية دارفور ليست عرضة للبيع في اي سوق ، وقال (واهم من يتخيل انه يستطيع القفز علي قضية دارفور ) ، مشيرا الى ان مستقبل السودان والنظام رهين بحل عادل وشامل لازمة الاقليم ، وقال (النظام يتبجح بان الحركات مشتتة في وقت انه يعاني انقسامات وله اكثر من مركز قوى مما انعكس سلباً على القضية )، وكشف ان مستشار الرئيس السوداني والذي كان ممسكاً بملف دارفور الراحل مجذوب الخليفة تحدث الى الحركات اكثر من مرة في مفاوضات ابوجا الاخيرة والتى وقعت الخرطوم اتفاقاً مع فصيل واحد في دارفور انه كان يحاول كسب الحركات ضد نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ، وقال (الان هناك انقسام فى من الذى سيمسك بملف دارفور بعد وفاة الخليفة ) ، وتابع علي النظام ان يصلح فيما بينه قبل الحديث عن الاحرين والتقدم الى المفاوضات بقلب مفتوح للوصول الى حل سياسي عادل وشامل ، وقال ان حركته متوحدة وان قضية توحيد الحركات ذاتية وتحتاج الي ارادة ، واضاف انهم يقدرون دور ارتريا وعليها ان توحد جهودها مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي .
فيما نفى الناطق باسم حركة تحرير السودان عصام الدين الحاج (للشرق الاوسط ) في اتصال هاتفي وجود اتصال من مبعوثى الامم المتحدة والاتحاد الافريقى حول مباردتهما لحل ازمة دارفور ، مطالبا المنظمتين احترام الحركات لان لديها رؤيتها ، واتهم دولا فى الاقليم –دون ان يحددها – بانها تسعي بشكل هدام في ملف دارفور ، وقال ان بعض دول الجوار تعلن عن لقاءات للحركات وورش عمل وتحتوى فى ذات الوقت بعض ممثلين في تلك الحركات ، واضاف (هذه اجندة تخص تلك الدول ولا يمكن الوثوق بها ) ، مؤكدا استعداد حركته التعامل مع دور ليبى في حل ازمة الاقليم ، معتبرا في ذات الوقت ان المبادرة التى طرحتها الحركة الشعبية لتوحيد فصائل دارفور تجاوزتها الاحداث ، وقال (لا مجال لنقاش تلك المبادرات لانها تصلح اساساً للوفاق بين الفصائل ) .
وقال الحاج ان الحكومة السودانية ليست في موقع من تضع الشروط لاستئناف التفاوض ، واضاف (الخرطوم لا تملك اى موقف موحد في التعامل مع الازمة وتعمل علي الحل بالتجزئة وهذا لا يفيد السودان ) ، معتبراً ان المواعيد التى حددتها الامم المتحدة والاتحاد الافريقى في منتصف الشهر الجارى تنم عن رغبة الخرطوم ، وقال ان الحركات لم يجرى معها تشاوروهذا قفز علي النقاط ، معلنا عن تحفظ حركته لتلك المواعيد ، واضاف هذا سيصبح تكرارا لابوجا الاولي وستتوالى الى ابوجا ثانية والى ما لانهاية وجميعها لن تحقق السلام في السودان