انعدام الأمن يزيد من ضعف جماعات محلية بأكملها

April 2007 · 5 minute read

يساور اللجنة الدولية قلق بالغ إزاء الوضع الإنساني الهش الذي تشهده أرجاء مختلفة من دارفور. وإن استمرار القتال وعدم استقرار الأوضاع الأمنية عموماً في العديد من المناطق يجعلان الناس أكثر ضعفاً من ذي قبل، ويعيقان وصول عمال الإغاثة إلى من هم بحاجة إلى المساعدة. وقد تعرّضت اللجنة الدولية نفسها لحادثين أمنيين خطيرين منذ بداية العام، وهو وضع تستهجنه.
وقع الحادث الأول في شرقي جبل مرة عندما كان فريق ميداني في طريق العودة إلى المنطقة بعد غياب طويل. وبعد أن أجرى الفريق تقييماً بشأن الاحتياجات المحلية، بدأ عملية توزيع المواد غير الغذائية في أوائل شهر فبراير/شباط على أكثر من 13 ألف نازح. ولكن، في نصف عملية التوزيع المخطط لها لمدة ثلاثة أسابيع، تم اختطاف سائقين من سائقي الفريق لفترة وجيزة وسُرقت سيارة من طراز «لاند كروزر» تابعة للجنة الدولية في وضح النهار، مما أدى إلى وقف عملية التوزيع بطريقة مفاجئة. ثم ألغيت عملية التوزيع وعاد الفريق إلى الفاشر.
ووقع الحادث الثاني في 8 مارس/آذار على الطريق بين أبطا وزالنجي. كان ستة موظفين من اللجنة الدولية في طريق العودة إلى قاعدتهم في آخر بعد الظهر بعد أن أجروا تقييماً وعملوا على تحسين مرافق تزويد المياه في القرى، عندما تم اختطاف السيارة من طراز «لاند كروزر» التي كانوا يستقلونها وشاحنة تابعة لهم بكامل الفريق. لم يتعرض أي منهم للأذى وأطلق سراحهم في صباح اليوم التالي ووجدوا ملاذاً في إحدى القرى بعد أن مشوا في الصحراء لمدة خمس ساعات.
إن الوضع الأمني الهش يجعل من الصعوبة بمكان التخطيط للأنشطة الميدانية والاضطلاع بها ويعني عدم التمكن من الوصول إلى الجماعات المحلية الأكثر عرضة للخطر في المناطق الريفية إلا بشكل متقطع، إن لم يكن معدوماً.

قريضة

تغطي اللجنة الدولية حالياً الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمياه والمرافق الصحية في مخيم قريضة وأعدت خططاً لحالات الطوارئ حتى نهاية هذا العام. كما تبقي اللجنة الدولية على اتصال وثيق مع المنظمات غير الحكومية التي انسحبت من المدينة عقب الهجوم الذي تعرضت له في 18 ديسمبر/كانون الأول (أنظر النشرة السابقة)، حتى يكون من الممكن تحويل الأنشطة إليها عندما تعود مجدداً.

بعد أن استلمت اللجنة الدولية هذه الأنشطة، كانت الأولوية الأولى بالنسبة إليها تكمن في توزيع المواد الغذائية وهي عملية كانت قد توقفت منذ مغادرة المنظمات غير الحكومية. بدأت عملية التوزيع في 11 فبراير/شباط واستمرت طوال أسبوعين واستفاد منها 122 ألف شخص. أما عملية التوزيع الثانية فقد بدأت في مارس/آذار وشارك فيها موظفون من اللجنة الدولية ومتطوعون من الهلال الأحمر السوداني وأكثر من 100 عامل بأجر يومي. حصل المستفيدون على الصابون بالإضافة إلى كميات منتظمة من الماريك والعدس والسكر والملح وزيت الفول السوداني. هذا ووضعت خطط مستقبلية لتوزيع مواد غير غذائية مثل القماش المشمع والبطانيات ومجموعات من اللباس وصفائح المياه. ويتم حالياً شراء كميات من هذه المواد تكفي 25 ألف أسرة.

لقد تم تعزيز فريق اللجنة الدولية العامل في قريضة بشكل أساسي للتكيّف مع حمولة العمل الإضافي في المخيم. كما ستتخذ تدابير لتجنب إيقاف البرامج التي تدعم الزراعة وتعزز الأمن الاقتصادي وتحافظ على إمدادات المياه والصرف الصحي في عدة قرى من منطقة قريضة. مثلاً، أجري في فبراير/شباط تقييم في إحدى القرى القليلة التي عاد إليها النازحون بشكل متقطع لحصاد المحاصيل التجارية والاستعداد لموسم الزراعة الجديد والقيام بأنشطة أخرى مدرة للمداخيل.

وفي الأسابيع القادمة، تخطط اللجنة الدولية إلى تزويد الأسر العائدة ببذور المحاصيل الرئيسية لمساعدتها على المحافظة على سبل عيشها في قراها. كما تخطط لتوزيع المحاريث التي تجرها الحمير وغير ذلك من الأدوات.

ووصل موظفو اللجنة الدولية، في مجال الأنشطة الأخرى التي تم الاضطلاع بها في جنوب دارفور منذ بداية العام، جنوباً إلى «رادوم» وهي تبعد عن قريضة مسافة يوم واحد من السفر. وهناك، قاموا بتوزيع البطانيات ومستلزمات الطبخ وصفائح المياه والصابون وغيرها من المستلزمات الأسرية على أكثر من 3 آلاف شخص نزحوا خلال الاشتباكات المحلية.

دعم المعوقين في جنوب السودان
لا يزال رفاه الأشخاص المعوقين بسبب الحرب الأهلية الطويلة في جنوب السودان شغل اللجنة الدولية الشاغل. وبعد إقفال المستشفى الميداني في «لوكيشوكيو»، شمالي كينيا، في يوليو/تموز الماضي، نُقلت خدمة تقويم الأطراف الاصطناعية والخدمات الطبية الأخرى، التي قدمها المستشفى لحوالي 4 آلاف جريح حرب على مر السنين، إلى جوبا.

ومنذ الانتقال مجدداً إلى جنوب السودان، عاد أكثر من 400 شخص مبتور لتلقي العلاج في المركز الحكومي لإنتاج الأطراف الاصطناعية وإعادة التأهيل في جوبا الذي يتلقى الدعم من اللجنة الدولية. وخلال شهر واحد فقط هذا العام، تم استقبال 54 مريضاً من منطقة «واو» ومناطق أخرى في غرب بحر الغزال، أكثر من نصفهم كانوا مرضى سابقين تلقوا العلاج في المستشفى الميداني في «لوكيشوكيو» وأتوا لمتابعة العلاج. أعدت للمرضى أماكن للنوم وتقدم لهم وجبات طعام خلال إقامتهم في جوبا، وجميع هذه الخدمات مجانية.

وبموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة جنوب السودان في يونيو/حزيران 2006، تقوم اللجنة الدولية ببناء مركز جديد لإعادة التأهيل البدني في مدينة جوبا يمكن إحالة المرضى إليه. وسيتمكن هذا المركز شهرياً من صنع حوالي 100 طرف اصطناعي وجهاز لتقويم العظام بالإضافة إلى 1000 زوج من العكازات، معززاً بذلك الخدمات التي يستفيد منها المعوقون حالياً.

كما ترعى اللجنة الدولية 17 طالباً لتدريبهم كتقنيين لتقويم الأطراف الاصطناعية، 10 منهم يتواجدون في تنـزانيا. كما يدرَب أخصائيان في العلاج الطبيعي في رواندا. ويتم تدريب 14 تقنياً آخرين تحت رعاية اللجنة الدولية في الخرطوم، سيعمل اثنان منهم في جوبا عندما يصبحان مؤهلين بما فيه الكفاية.

هذا وتدعم اللجنة الدولية كذلك مركزاً آخر لتقويم الأطراف الاصطناعية وإعادة التأهيل في نيالا ومركزاً لإعادة التأهيل البدني في الخرطوم تديره الهيئة الوطنية لمراكز الأطراف الاصطناعية وتقويم العظام.

بشكل عام، شهد عام 2006 مساعدة 2454 مريضاً في عدة مراكز (بما فيها في «لوكيشوكيو» حتى شهر أبريل/نيسان). وتم صنع ما مجموعه 1342 طرفاً اصطناعياً و 2029 زوجاً من العكازات كما أجريت 1059 عملية تقويم للعظام.

نقل محتجزين سابقين
في 21 فبراير/شباط، وبناء على طلب من الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات المسلحة السودانية، سهّلت اللجنة الدولية نقل أربعة رجال إلى الخرطوم، كانوا محتجزين خلال الحرب الأهلية في جنوب السودان. وجرت عملية النقل هذه، بما يتماشى وشروط اتفاق السلام الشامل الذي اعترف بالمهمة الموكلة إلى اللجنة الدولية بصفتها وسيطاً محايداً.

وقبل نقلهم، التقت اللجنة الدولية مع المحتجزين السابقين في «نمولي» بالقرب من الحدود الأوغندية، للتأكد من أنهم عائدون إلى ديارهم بملء إرادتهم.

استقلّ الرجال طائرة تابعة للجنة الدولية واستقبلهم عند وصولهم إلى الخرطوم مسؤولون عسكريون سودانيون.

توزيع مواد أساسية على النازحين في بحر الغزال
قدمت اللجنة الدولية إلى 1000 نازح من منطقة «راغا» و»بورو مدينة» و»بحر الغزال» 500 بطانية و1000 قطعة من الصابون و500 قطعة من ثياب الأطفال. نزحت العائلات خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي أثناء الاشتباكات القبلية التي وقعت في القرى المحيطة «ببورام»، جنوب دارفور. وأجرى الهلال الأحمر السوداني عملية التوزيع يومي 3 و4 مارس/آذار، بالتعاون مع الصليب الأحمر الألماني الذي قام بإعادة تأهيل عيادات الرعاية الصحية الأولية الموجودة في المنطقة