السودان- نشرة اللجنة الدولية الإخبارية، العدد 49⁄2007
آخر التقارير عن أنشطة اللجنة الدولية في الميدان
استمر انعدام الأمن في المناطق الحضرية والريفية من دارفور في تعطيل حياة الناس اليومية وإعاقة وصول وكالات الإغاثة إلى المحتاجين، مما انعكس بالضرر الشديد على المجتمعات القروية. وتتعرض أيضاً للتهديد سبل كسب الرزق لدى الناس بسبب النهب وتقييد حرية الحركة وقلة الاستفادة من الخدمات الطبية الأساسية والرعاية البيطرية. ومن تم قُوِّضت آليات مواجهة الوضع، كالتجارة الصغيرة، من جراء إتلاف المحاصيل وتغيير الخطوط الأمامية.
والوضع ليس مستقراً أيضاً بالنسبة للمدنيين الذين فروا من قراهم والتحقوا بالأقارب من أجل الأمان في مخيمات النازحين داخل البلاد. فقد تتعرض صحتهم وسلامتهم للخطر إذا ما تعذر على العاملين في الحقل الإنساني مواصلة أنشطتهم بسبب انعدام الأمن. وقبل شهر واحد فقط تعرضت وكالات الإغاثة لهجوم مباشر في قريضة.
قريضة
بدأت تظهر العواقب الإنسانية الناجمة عن الحادث الأمني الأخير في قريضة وما تلاه من إخلاء لعمال الإغاثة. ولم يتبق لسكان المخيم من الطعام سوى ما يكفي لأسبوعين بالكاد، وبالتالي بدأ القلق ينتابهم الآن. وتعد صيانة أنظمة الإمداد بالماء وتحسين مستوى نظام الصرف الصحي والنظافة مصدر قلق آخر. فالغذاء والنظافة والماء النقي أمور مرتبطة مع بعضها البعض إلى درجة أن إهمال أي واحد منها يمكن أن يكون له أثر مباشر على الحالة الصحية للناس.
أما بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وكالة الإغاثة الوحيدة التي ما زال لديها موظفون أجانب في قريضة، فإن صيانة الخدمات الأساسية مثل الإمداد بالماء والصرف الصحي فضلا عن تنفيذ برامجها في مجالي الصحة والتغذية، زادت من عبء العمل الثقيل أصلاً الذي يتحمله موظفوها الأجانب الثمانية وأكثر من 200 موظف محلي.
أماكن أخرى من دارفور
بالرغم من انعدام الأمن السائد في أجزء شتى من دارفور ما زالت اللجنة الدولية منتشرة في الولايات الثلاث، وتعتمد طريقة مرنة في العمل الميداني حتى يتسنى لها القيام بأنشطتها إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك وعندما تسمح لها بذلك.
وفي ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني تمكنت فرق اللجنة الدولية من العودة إلى بعض المناطق التي لم يكن من المسموح بالوصول إليها سابقاً نظراً لانعدام الأمن. وأجري تقييم للأوضاع في مواقع قريبة من ثابت الغربية، شمال دارفور التي لجأ إليها المستفيدون من المواد الغذائية التي كانت توزعها اللجنة الدولية العام الماضي بعد أن لاذوا بالفرار من الهجمات على قراهم. يعيش الكثيرون منهم تحت الأشجار وهو بحاجة إلى المأوى والبطانيات وقدور الطبخ وصفائح الماء وما إلى ذلك من المستلزمات الضرورية الأخرى.
نظمت رحلات ميدانية أيضاً إلى مناطق أخرى كانت غير آمنة مؤخراً مثل قرسيلة ومقجر غرب دارفور. إلا أن التوتر ظل على أشده في الجنينة وضواحيها، وهي العاصمة الإقليمية لغرب دارفور، مما حال دون الخروج من المدينة، فيما عدا رحلة واحدة إلى صليعة نظمت في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول.
أما في جنوب دارفور فنظمت رحلة إلى مهجرية التي شهدت معارك عنيفة واضطرابات في أواخر عام 2006. كما تم تسيير رحلة أخرى للقيام بأعمال الترميم والصيانة في نظم الإمداد بالماء في ياسين جنوب شرقي نيالا التي تجمع فيها عشرات الآلاف من النازحين. وسافر المندوبون أبضاً إلى برام جنوباً لتقديم المساعدة إلى النازحين بالقرب من ردوم.
لكن وبالرغم من أن هذه التطورات التي تبعث على الأمل فإنه ما زال يتعين على اللجنة الدولية أن تتوخى الحذر لأن الوضع مازال متقلبا جداً في أنحاء دارفور.
نظرة شاملة عن الأنشطة
• ترميم و/أو إصلاح شبكات الإمداد بالماء في ثلاث مدن وتركيب أو ترميم أكثر من 350 مضخة يدوية وإعادة تأهيل 23 حوضاً مائياً في أكثر من 250 تجمعاً سكانياً في دارفور؛
• صيانة نظم للإمداد بالماء تخدم قرابة 80 ألف شخص في مخيمات النازحين؛
• تقديم 63 ملاحظة شفوية و11 خطية إلى أطراف النزاع احتجاجاً على انتهاكات القانون الدولي الإنساني وتبعاته على السكان المدنيين في دارفور؛
• إجراء 31 عملية لــمِّ شمل عائلي تخللها نقل أشخاص من تشاد إلى السودان، وخمس عمليات أخرى في أجزاء شتى من دارفور و13 في أنحاء متفرقة من السودان، بما فيه الجنوب (عملية نقل واحدة من مصر وأخرى من أوغندا)؛
• جمع وتوزيع حوالي 45500 رسالة من رسائل الصليب الأحمر (رسائل شخصية مقتضبة إلى الأقارب المنفصلين عن ذويهم بفعل الأحداث) موجهة إلى المدنيين المقيمين في جميع أرجاء السودان، تم تبادل أكثر من نصف عددها في دارفور (في جنوب السودان تعمل خدمات البحث عن المفقودين التابعة للجنة الدولية الآن على تخفيض حجم أنشطتها لأن المزيد من الناس يعودون من المنفى في بلدان الجوار أو يجدون وسائل أخرى للبقاء على اتصال مع أقربائهم، كالهواتف النقالة مثلا)؛
• جمع قرابة 200 رسالة من رسائل الصليب الأحمر (إضافة إلى الأرقام المشار إليها أعلاه) من المحتجزين وتوزيع أكثر من 100 خلال زيارات أماكن الاحتجاز؛
• إجراء 442 عملية جراحية لمصابين مقاتلين ومدنيين وقعوا في أتون القتال (أُوفِد فريق جراحي ميداني إلى مناطق الخطوط الأمامية في شمال دارفور وجنوبه)؛
• تزويد خمسة مراكز للرعاية الصحية الأولية في دارفور بالأدوية والإمدادات الطبية؛
• دعم مستشفيين اثنين في جنوب السودان، بما في ذلك المستشفى التعليمي في جوبا، حيث ظل فريق مؤلف من 16 مندوباً يعمل طوال العام (استقبل المستشفى ما يفوق 22500 مريض وأجريت فيه 6371 عملية جراحية)؛
• توفير أطراف اصطناعية أو أجهزة لتقويم العظام لحوالي 2500 مريض في ثلاثة مراكز لإعادة التأهيل البدني تدعمها اللجنة الدولية في جوبا ونيالا والخرطوم، وإرسال طلبة إلى رواندا وتنزانيا قصد التدريب؛
• توزيع 22445 طنا من الأغذية على 311000 مقيم ونازح في دارفور؛
• توزيع المستلزمات المنزلية الأساسية، بما في ذلك أواني الطبخ والبطانيات، على 170 ألف شخص معوز في المناطق الريفية؛
• دعم حملات التطعيم التي تديرها الحكومة للمواشي استفاد منها 223 ألف رأس من الغنم والماعز والإبل.
• تدريب 114 عاملاً في مجال الصحة الحيوانية وإمدادهم بمواد بيطرية حتى يتسنى لهم إقامة عيادات صغيرة للماشية داخل مجتمعاتهم المحلية.