قال الرئيس السوداني عمر البشير ان بلاده هزمت مجلس الأمن في قراره الخاص بنشر قوات دولية في اقليم دارفور ،1706 واعتبر معركة دارفور أصعب من المعركة التي كانت قائمة في جنوب السودان. وإلى ذلك، أقر بوجود خلافات في حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه، ويعد الشريك الأساسي والأكبر في حكومة الوحدة الوطنية.
وفي ختام اجتماعات لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطني امس في الخرطوم قال الرئيس السوداني عمر البشير ان حزم الدعم الثقيل للقوات الافريقية الموجودة في اقليم دارفور “خرجت كما طلبناها”، وأكد بقاء المهام التنفيذية من قبض وتحفظ وتحر لدى الشرطة السودانية في الاقليم. وأضاف ان السودان أدار معركة دبلوماسية نشطة وذكية هزمت قرار مجلس الأمن الدولي ،1706 “لكنهم حاولوا الالتفاف من خلال حزم الدعم لإدخال بعض البنود، ودرسنا هذه الحزم، وأوضحنا المقبول لدينا وما نتحفظ عليه، وذهبنا بهذه الرؤية الى اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي في أبوجا، وقدمنا رؤيتنا التي وجدت الاستحسان من القادة الافارقة ونجت هذه السياسة”.
وقال البشير ان معركة دارفور كانت بالنسبة لنا أصعب من معركة الجنوب التي كانت عسكرية فقط، بينما في دارفور مواجهة مع الأمم المتحدة، وقد دامت قضية الجنوب 20 عاما، ولم يتدخل مجلس الأمن، بينما ادخلوا قضية دارفور في السنة نفسها الى مجلس الأمن. وأضاف “اذا كانت للدولة هيبة فالناس يحترمونها، وإذا ضاعت الهيبة ضاع كل شيء وفقد الأمن تماما”.
وقد تمسكت الحركة الشعبية لتحرير السودان بمبادرتها لحل أزمة دارفور، واطلع النائب الاول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة الامريكية وكندا على جهود الحركة الشعبية لحل مشكلة دارفور.
وصرح مستشار الرئيس السوداني الدكتور منصور خالد عقب لقاء في القصر الجمهوري انه تم التأكيد على دور الحركة الشعبية في حل مشكلة دارفور باعتبارها جزءا من حكومة الوحدة الوطنية، وينطلق موقفها من محاولة تسهيل المهمة لحل هذه المشكلة حلا ناجعا وسريعا، انطلاقا من سعي الحركة لتوطيد اتفاقية السلام الشامل، حيث ان حل مشكلة دارفور ضروري ليكون السلام شاملا.
وقال خالد “لسنا وسطاء ولا نقدم حلولا، لكننا نسعى لتوحيد رافضي اتفاق ابوجا على موقف ورؤية موحدين حول قضايا محددة تكون محور النقاش والتفاوض”، وأوضح ان هدف الحركة الشعبية هو توحيد كل القوى التي لم توقع على اتفاق ابوجا وتحييد موقفها حتى تتحدث بصوت واحد”.
على صعيد آخر، كشف الرئيس عمر البشير عن خلافات وسط قيادات حزب المؤتمر الوطني، ودعا الى إخراجها للنور ومواجهتها على الرغم من قلتها.
وأضاف في ختام اجتماعات لمجلس شورى الحزب الحاكم “مهمتنا وحدة السودان وفاقد الشيء لا يعطيه، ونعاني داخل “المؤتمر الوطني” من مشكلات يجب ألا نتردد في مواجهتها بشجاعة، وإبراز خلافاتنا على الطاولة، وأن ندخلها مؤسساتنا ونناقشها، وأضاف نريد اولاً توحيد المؤتمر الوطني، وتجنب الخطر الماثل في إحساسنا بأننا منفردون بالساحة، ويجب أن نشعر بوجود قوة متربصة بنا”.
وشدد البشير على ضرورة الاحتكام للمؤسسات، وأضاف “كل منا يدافع عن رأيه، لكن القرار يجب أن يكون ملزما، وعقب توحيد صف الحزب وتصفية خلافاته على الرغم من قلتها لا توجد حاجة للمنازعات”.
قلل مسؤول في حزب المؤتمر الوطني من الخلافات في الحزب، واعتبرها تبايناً في الرؤى تجاه بعض القضايا، ووصفها بأنها ظاهرة صحية، وقال ان مؤسسات الحزب قادرة على تجاوزها عبر الحوار، واستبعد ان تؤدي الى اي انقسام او تشرذم. وأضاف ان “المؤتمر الوطني” لا يخشى طرح تباين المواقف بين بعض قادته على طاولة الحوار في داخل الحزب من أجل التوصل الى تفاهم وموقف واحد يكون ملزما للجميع، وأفاد ان منطلق تلك الخلافات هو الحرص على المصلحة الوطنية، وليس وراءها أجندة شخصية او محاولة للسيطرة على النفوذ”.
ورفض المسؤول الكشف عن القضايا موضع الخلاف، وقال ان الرؤى تتقاطع في شأن معالجتها، ونفى أن تكون مواقف قيادة الحزب متباعدة او متنافرة، ونفى معلومات عن رفض نافذين مقترحات للتخلي عن مواقعهم في السلطة، والتفرغ للعمل في الحزب استعدادا للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة