أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان تأجيل اجتماع كان مزمع تنظيمه لتضييق الهوة بين قادة الحركات المسلحة في دارفور في عاصمة الجنوب «جوبا» غدا الى اجل غير مسمى، فيما قالت ان التأجيل جاء استجابة لطلب شركاء الحركة في ترتيب الاجتماع، اعتبرت مصادر مطلعة تحدثت لـ«الشرق الاوسط» ان التأجيل سببه فشل الحركة في استقطاب الفصائل الرئيسية في حركات دارفور المسلحة.
وترافق التأجيل مع هجوم عنيف من فصيل رئيسي في حركات دارفور على الحركة الشعبية، واتهمتها بانها تسعى لحل المشكلة بالاستعانة بحركات هامشية، وطالبتها بان «تدخل البيوت من أبوابها»، في إشارة الى ضرورة ان تتعامل الحركة في توجهاتها تلك مع الحركات الرئيسية. وابلغ ادوارد لينو عضو اللجنة العليا لحل مشكلة دارفور مؤتمرا صحافيا رتب له على عجل امس ان زعيم الحركة الشعبية طلب تأجيل الاجتماع بناء على طلب في هذا الشأن من ممثلين من الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة وكندا «ظلوا شركاء في ترتيبه في الفترة الماضية».
وكان النائب الاول لرئيس الجمهورية وزعيم الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت اطلع ممثلي تلك الجهات على جهود الحركة الشعبية لحل مشكلة دارفور، وشدد على ان مبادرتها ليست بديلا للمبادرات المطروحة. وكان لينو قال اول من امس ان الحركة اكملت ترتيباتها لاستضافة رافضي ابوجا للاجتماع فى الجنوب.
وفي تصريحات له، قال مستشار رئيس الجمهورية منصور خالد ان الحركة ليست وسيطة من خلال ترتيبه للاجتماع، واضاف «ولا نقدم حلولا ولكننا نسعى لتوحيد رافضي ابوجا على موقف ورؤية موحدين حول قضايا محددة تكون محور النقاش والتفاوض».
وشن عبد الواحد محمد نور زعيم حركة تحرير السودان المسلحة في دارفور هجوما عنيفا على الاجتماع وترتيبات الحركة لها، وشدد على ان حركته لن تشارك في الاجتماع باعتبار ان الحركة ترتب للاجتماع باجندة حزب المؤتمر الوطني الشريك الاكبر الحاكم في البلاد.
وكشف انه تحدث هاتفيا لمدة ساعتين مع زعيم الحركة سلفاكير حول الاجتماع، وقال «قلت له ان الحركة لن تشارك في اجتماع جوبا لانه يتم وفقا لاجندة المؤتمر الوطني»، واضاف «انه رغم اننا نعتبر ان الحركة الشعبية حليفة لنا الا ان الطريقة التي ترتب بها الاجتماع خاطئة، تعقد المشكلة بدلا من حلها»، وقال «لا توجد حركة في دارفور غير حركة تحرير السودان يمكن التوحد تحت ظلها». ومن جهة اخرى، كشفت حركة تحرير السودان الرافضة لاتفاق ابوجا لسلام دارفور عن لقاء يجمع القادة العسكريين والسياسيين في ممبسا العاصمة الثانية لكينيا بهدف توحيدها برعاية اميركية اوروبية بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي نهاية الأسبوع المقبل.
في نفس الوقت تعكف الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة النائب الاول للرئيس السوداني الفريق اول سلفاكير ميارديت وضع اللمسات الاخيرة لعقد لقاء يجمع كافة فصائل حركات دارفور الرافضة لاتفاق ابوجا وحددت مدينة رومبيك معقل الحركة التاريخي مقرا للقاء.
وقال الناطق باسم حركة تحرير السودان الرافضة لابوجا عصام الحاج لـ«الشرق الاوسط» ان اجتماعا حدد له نهاية الاسبوع المقبل سيعقد في ممبسا الكينية يجمع فصائل حركة التحرير لتوحيدها، واضاف ان اللقاء تم بمبادرة اميركية ـ أوروبية بالتنسيق مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي اللتان ستتكفلان بترحيل القادة العسكريين من داخل دارفور الى مكان الاجتماع، مشيرا الى ان الحكومة السودانية لا يمكنها عرقلة هذه الجهود، نافيا مشاركتهم في اللقاء الذي تزمع الحركة الشعبية لتحرير السودان عقده للحركات الرافضة لاتفاق ابوجا في مدينة رومبيك. ومن جهته قال مندوب السودان الدائم لدى الامم المتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم ان زيارة وفد مجلس الامن الدولي برئاسة سفيري جنوب افريقيا وبريطانيا «رئاسة ثنائية» لبلاده اليوم تعد مكسبا كبيرا للسودان وفرصه للوفد للتعرف على جهود انفاذ اتفاقيات السلام بالبلاد والوقوف على وجهة نظر السودان حول مختلف القضايا عبر لقاءات الوفد بالوزراء والمسؤولين السودانيين. وقال عبد الحليم ان برنامج وفد مجلس الامن يشتمل على عقد جلسة هامة برئاسة وزير الخارجية ولقاء تنويري مع الرئيس في المحاور السياسية والانسانية والدبلوماسية، واضاف ان دعوة مجلس الامن بكامله لزيارة السودان تعد سابقه فريدة من دولة عضو بالمنظمة الاممية