أعلنت بعثة الأمم المتحدة في السودان أمس أن القتال تجدد بين القوات الحكومية والمتمردين في دارفور، ما أدى إلى نزوح آلاف السكان وحرمان آخرين من الحصول على الغذاء، في وقت تكثفت مساع أممية وأفريقية لإيجاد تسوية سريعة تنهي أزمة الاقليم. واستقبل مسؤولون في الخرطوم أمس المبعوث الدولي إلى السودان يان إلياسون وقائد القوة المختلطة بين المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي الجنرال النيجيري مارتن لوثر اغواي.
وقالت الناطقة باسم بعثة الأمم المتحدة في السودان راضية عاشوري خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس إن التقارير الواردة من دارفور تحدثت عن نشوب قتال بين القوات الحكومية والحركات المتمردة في 26 حزيران (يونيو) في المناطق الواقعة جنوب منطقة طويلة في ولاية شمال دارفور. ونوهت إلى أن الوضع الأمني لا يزال يؤثر بقوة على الأوضاع الإنسانية، مؤكدة تواصل «حلقات نهب السيارات واستهداف العمال الإنسانيين».
وأكدت أن استمرار غياب الأمن في شرق جبل مرة أدى إلى نزوح 2700 شخص إلى الفاشر خلال الشهر الماضي، بينما لم يوزع الغذاء في منطقتي شمال دار زغاوة وكتم طيلة حزيران، ما حرم 16500 متضرر من الحصول على مساعدات غذائية.
وأوضحت عاشوري أن انعدام الأمن في جنوب دارفور تسبب في نزوح الآلاف إلى معسكر السلام، بينما وصلت معدلات سوء التغذية في أم دخن في ولاية غرب دارفور إلى مرحلة حرجة. ولفتت إلى أن برنامج الغذاء العالمي عكف مع منظمات غير حكومية على توزيع إمدادات غذائية طارئة على مدار الأسبوعين الماضيين لتغطية 950 شخصاً فروا بسبب مناوشات الميليشيات في أم دافوق.
وكشفت أن بعثة تقويم دولية رفعت توصية إلى الجهات الحكومية لإغلاق معسكر السلام للنازحين في جنوب دارفور، بعدما وصل عدد قاطنيه إلى 33007 يتلقون جمعياً معونات غذائية. واستنتج الفريق أن الخدمات المتوفرة لن تكفي السكان الحاليين في الموقع وأوصى بإغلاق المخيم والبحث عن حلول بديلة للنازحين.
وأشارت إلى أن مجلس الامن سينظر الأسبوع المقبل في مشروع قرار حول نشر قوات هجين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور. وتوقعت ان تبعث دولاً عدة بفرق تقصي حقائق إلى دارفور للوقوف على الاوضاع قبل الموافقة على الاسهام في القوات المقترحة. وقالت إن المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى دارفور يان إلياسون وصل الى الخرطوم لدفع جهود التسوية السياسية، وسيصل المبعوث الأفريقي سالم أحمد سالم السبت المقبل لإجراء مشاورات مع اطراف النزاع حول مؤتمر يعقد في العاصمة الليبية يومي 15 و16 تموز (يوليو) الجاري تحت الرئاسة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لمناقشة الإعداد للمحادثات المرتقبة بين الحكومة والمتمردين. وإقرار المرحلة الأولى من خريطة طريق لإنهاء أزمة دارفور.
وكشف مستشار الرئيس الاريتري عبدالله جابر الذي يزور الخرطوم أن اجتماع طرابلس ستشارك فيه أطراف المبادرة الإقليمية في شأن دارفور وهي تشاد واريتريا وليبيا والسودان، موضحاً أن بعض المجموعات العربية في دارفور ستشارك في المفاوضات المرتقبة. وقال إن الوفد الاريتري الذي يزور الخرطوم أبلغ شريكا الحكم السوداني، وهما «حزب المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بالعقبات التي تعترض الجهود الاريترية لتوحيد فصائل المتمردين، مؤكداً أن خمسة فصائل من حركات دارفور موجودة الآن في أسمرا نظمت نفسها تحت مظلة واحدة وتنتظر طلباً من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي واللاعبين الأساسيين لاختصار الطريق وبدء محادثات مع الحكومة السودانية في شكل عاجل، إلا أنه لم يجد أي استجابة أو مجهودات دولية للملمة الأطراف.
وفي الشأن ذاته، يتوجه النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت إلى طرابلس السبت المقبل لإجراء مشاورات مع الزعيم الليبي معمر القذافي حول دارفور ولقاء عدد من قادة الفصائل المسلحة الموجودين هناك.
إلى ذلك، بدأ قائد قوات القوات الهجين في دارفور الجنرال مارتن لوثر اغواي الذي يتولى قيادة القوات الافريقية في الاقليم لقاءات مع المسؤولين في الخرطوم. وأبلغ وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين الجنرال اغواي حرص الحكومة على التعاون مع الأطراف كافة لتحقيق السلام في دارفور، مشدداً على دور الاتحاد الافريقي وقواته في تولي المهمة. وأكد قائد القوات الهجين حرصه على دعم السلام، بغية التوصل إلى حل سلمي للقضية.
وينتظر أن يصل اليوم إلى الخرطوم الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي إلى دارفور ادولفو ادادا الذي سيعمل رئيساً لبعثة الاتحاد الافريقي في السودان إلى حين نشر القوات الهجين. ويتوقع أن يعقد ادادا اجتماعاً مع مسؤولين في الخرطوم قبل التوجه إلى دارفور