أعلن برنامج الغذاء العالمي اليوم عن مقتل ثلاثة من موظفيه في جنوب دارفور، في تطور من شأنه زيادة التوتر قبيل مؤتمر السلام المرتقب بشأن دارفور بين الحكومة والمتمردين نهاية الشهر الجاري.
وأوضحت مصادر مكتب البرنامج في الخرطوم أن سائقين قتلا أمس قرب بلدتي حسكنيتا والمهاجرية حيث تعرضت قوة السلام الأفريقية لهجوم أوقع قتلى من أفرادها في وقت سابق.
وقتل السائق الثالث -حسب المصدر ذاته- يوم الجمعة على الطريق الذي يربط نيالا عاصمة جنوب دارفور بمدينة الفاشر كبرى مدن جنوب دارفور.
وأعرب المدير الإقليمي للبرنامج كينرو أوشيداري عن أسفه لمقتل الموظفين السودانيين الثلاثة. وقال إنهم رجال شجعان كانوا يعلمون المخاطر التي يواجهونها، لكنهم استمروا في العمل بدأب لرفع المعاناة وجلب الغذاء للجوعى في دارفور.
وجاء هذا التطور الذي استهدف الهيئة التي تدير أكبر عملية إغاثة في الإقليم قبيل المفاوضات المقرر إجراؤها بين الحكومة وفصائل التمرد في ليبيا في 27أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ثلاثة فصائل متمردة قررت تشكيل تحالف استعدادا لمؤتمر طرابلس (الفرنسية-أرشيف)
فصائل التمرد
وتزامن الإعلان عن استهداف موظفي البرنامج مع توافق ثلاثة فصائل متمردة بالإقليم من بين خمسة مجتمعة في جوبا على تشكيل تحالف استعدادا لمفاوضات السلام المرتقبة مع الخرطوم.
والفصائل الثلاثة منبثقة عن حركة تحرير السودان، أحدها بزعامة جار النبي عبد القادر يونس والثاني يرأسه صديق عبد الكريم أما الثالث فيقوده محمد كلاعي.
وقال يونس إنه يرغب بإقناع الفصيلين الآخرين وهما حركة تحرير السودان جناح الوحدة، بزعامة أحمد عبد الشافي وحركة العدل والمساواة فصيل القيادة الموحدة.
وانقسمت حركة تحرير السودان إلى حركتين، إحداها بقيادة ميني أركو ميناوي الزعيم المتمرد الوحيد الذي وقع اتفاق سلام مع الخرطوم عام 2006، والأخرى بقيادة عبد الواحد محمد نور، المقيم في المنفى بباريس وهو يرفض المشاركة بمفاوضات سلام دعا إليها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول بالجماهيرية الليبية.
وتفرعت عدة حركات عن حركة تحرير السودان الأم، وكذلك عن العدل والمساواة المتمردة في دارفور. بينما يشارك فصيل منشق عن العدل والمساواة يطلق على نفسه اسم حركة العدل والمساواة-القيادة الموحدة في مباحثات جوبا.
الحكومة قررت فرض الطوارئ في ثلاث مناطق شرق وشمال تشاد (الفرنسية-أرشيف)
شرق تشاد
في هذه الأثناء أعلنت الحكومة التشادية حالة الطوارئ في ثلاث ولايات تقع في شمال وشرق البلاد لمدة 12 يوما بعد صدامات إثنية حصلت الأسبوع الماضي وأوقعت نحو عشرين قتيلا.
ووقعت الصدامات بين قبيلة تمة التي ينتمي إليها وزير الدفاع محمد نور وقبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها الرئيس إدريس دبي، والتي لها امتداد في إقليم دارفور السوداني المجاور.
وحسب تصريحات وزير الداخلية أحمد محمد بشير لراديو تشاد فإن المصادمات وقعت في بلدة دارتمة الشرقية واستمرت ثلاثة أيام بسبب اتهامات متبادلة بين القبيلتين بسرقة مواشي.
وجاء إعلان الطوارئ أمس بعد يوم من إعطاء وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي موافقتهم النهائية على نشر قوة حفظ سلام مكونة من ثلاثة آلاف جندي في تشاد وأفريقيا الوسطى.
يشار إلى أن الحرب في إقليم دارفور دفعت الآلاف للهرب إلى شرق تشاد ودولة أفريقيا الوسطى. وقامت جماعات بالإغارة من السودان على اللاجئين والقرويين شرق تشاد، فيما استثمر متمردو تشاد عدم الاستقرار على الحدود للقيام بهجمات انطلاقا من دارفور.