في وقت اعتبرت الخرطوم أن «مؤتمر باريس» المزمع عقده أواخر هذا الشهر لمناقشة أزمة دارفور «تحصيل حاصل» ولم يعد له لزوم، أبلغ الرئيس السوداني عمر البشير مجلس الأمن موافقته على الاسراع بنشر القوات المشتركة في دارفور. ومع إكمال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ترتيبات زيارته الأولى إلى الخرطوم قريباً، قام وفد يضم كامل أعضاء مجلس الأمن بزيارة للعاصمة السودانية أمس في سياق جولة أفريقية شملت عدداً من العواصم كان آخرها أديس ابابا.
وكشف ممثل جنوب أفريقيا في الأمم المتحدة دوميسانو كومالو في مؤتمر صحافي في الخرطوم موافقة الرئيس البشير على نشر القوة المختلطة المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي «بلا شروط». وأكد أن الأمم المتحدة ستقوم بالسيطرة على القوات المختلطة في دارفور بقيادة ضابط نيجيري.
وأعلن مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد المحمود عبدالحليم ترتيبات زيارة مرتقبة للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون للبلاد، وعبّر عن أمله في أن تحصل قريباً. وقال السفير عبد المحمود لوكالة الأنباء السودانية «سونا» إن «الكرة (الآن) في ملعب الأمم المتحدة لتوفير الدعم اللوجستي والفني والمالي والاداري المتفق عليه مع الاتحاد الافريقي». وأضاف «انها تُعد سابقة في عمليات حفظ السلام، وكلها تمت برؤية وشروط سودانية، واستوعبت مشاغل البلد».
وسلّم «تحالف القوى الوطنية» المعارض رسالة الى وفد مجلس الأمن حض فيها على أهمية إيلاء المجتمع الدولي اهتماماً أشد للأوضاع في دارفور بعد اخفاق اتفاق ابوجا وتدهور اوضاع النازحين واللاجئين. وتحدثت الرسالة التي سبقتها اجتماعات واتصالات بين نحو 17 حزباً وتنظيماً على رأسها أحزاب الأمة والمؤتمر الشعبي والاتحادي الديموقراطي، عن حتمية مضاعفة العالم جهوده لتوفير الأمن والحماية لأهالي دارفور. وتمسكت الأحزاب بالمحاسبة والمحاكمة الصارمة لكل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وفي القاهرة، اعتبر مسؤول سوداني الاجتماع المقرر عقده في باريس نهاية الشهر حول دارفور»تحصيل حاصل ليس أكثر»، وقال إنه «لم يتبق له شيء» بعد التوافق الأخير بين السودان والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي حول «القوات الهجين». وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني علي كرتي التقى في القاهرة أمس كلاً من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وقال كرتي «إن مؤتمر باريس هو تحصيل حاصل ليس أكثر، ولكن هناك دولاً رأت أن تجتمع بدعوة من فرنسا لمناقشة العديد من القضايا التي ستطرح حول دارفور».