انتهت التوعدات التى اطلقها بعض اعضاء مجلس الامن قبل وصولهم الى الخرطوم الى وعود بعدم اصدار المجلس لأية عقوبات جديدة على السودان مشددين على ان طاولته خالية تماما من اى مشروع فى هذا الصدد حاليا بعد تلقيهم موافقة غير مشروطة من الحكومة امس بنشر القوات الهجين فى دارفور وتعهد اعضاء المجلس الذين امضوا سبع ساعات من الاجتماعات المتوالية مع مختلف المسؤولين الحكوميين على رأسهم الرئيس عمر البشير بالشروع فور عودتهم فى التقدم بطلب للجمعية العامة للامم المتحدة لتوفير الدعم المطلوب لانفاذ العملية الهجين التى تم الاتفاق عليها فى اديس ابابا.
و ابتدر اعضاء مجلس الامن الدولى الذين وصلوا الخرطوم فى الثامنة والنصف من صباح امس لقاءاتهم باجتماع مغلق قطع خلاله سفير الولايات المتحدة بالمجلس زلماى خليل زاده بان لا اجندة خفية لبلاده فى دارفور معاتبا السودان الذى قال انه يحمل كثيرا ممّا اسماه بسوء النية والظن تجاه المواقف الامريكية . وبحسب مندوب السودان فى الامم المتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم ان وزير الخارجية د.لام اكول احتج خلال الاجتماع مع اعضاء المجلس على العقوبات الامريكية الاخيرة.
وقال ان عقوبات واشنطن ساهمت فى بث رسائل سالبة لرافضى ابوجا مشددا على شكوك الخرطوم حيال النوايا الامريكية ستبقى مالم تثبت واشنطن العكس وتعمل على تغيير سياساتها تجاه السودان وبحسب السفير ان اجتماع الحكومة واعضاء المجلس الذى استغرق اكثر من ساعتين سادته روح ايجابية وشهد نقاشا واسئلة واجوبة من الطرفين مبينا ان مندوب سلوفاكيا استفسر عن موقف الحكومة من التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لافتا الى ان لام اكول جدد له الرفض الحكومى باعتبار ان السودان ليس عضوا فى المحكمة مشددا على ان للسودان قضاء مؤهلاً ان كانت هناك اسانيد تحتم محاكمة اى من الاشخاص.
وسرد اكول لأعضاء المجلس – حسب عبدالمحمود – جهود الحكومة في دارفور رافضاً التهديد بفرض العقوبات مشيراً الى انها ليست الوسيلة للحل وان الحوار هو الاصل في التوصل الى سلام وقال ان
المجلس كثيراً ما يرسل اشارات سالبة للتمرد تضعف الجهد السلمي وطالب لام المجلس باستصدار تفويض لتمويل تنفيذ اتفاق اديس ابابا. ودفع المسار للتسوية التي يقودها الياسون وسالم مذكراً بعدم الالتزام بالتعهدات التي قطعت في اوسلو وعبر مندوب جنوب افريقيا دوميساني كوماك عن تقدير المجلس لدعوة حكومة السودان وانهم جاءوا للتشاور والشراكة مع حكومة السودان وقال ان المجلس ملتزم بوحدة وسلامة السودان وانهم قدموا الدعم لمسيرة السلام في دارفور وتنفيذ اتفاق السلام الشامل وتخللت الاجتماع تقارير من مدير جهاز الامن والمخابرات حول الوضع الامني ومفوض العون الآنساني حول الاوضاع الآنسانية في دارفور.
وشدد اعضاء المجلس طبقاً لعبد المحمود بان التعاون بين المجلس وحكومةالسودان وصل مرحلة جديدة تتطلب تطابق الجهد لتأمين اتفاق السلام وحل مشكلة دارفور وان المجلس جاء بقلب مفتوح للتعاون مع التطورات وقال المندوب الافريقي ان لا أجندة خفية يحملها المجلس مشيراً الى ان هناك سوء نية وشكوكاً تجاه مواقف بلاده. واكد المجلس ان ايجاد التمويل سيكون احد الشواغل المهمة للمجلس عقب عودته وتطرق الاجتماع الى ان نظم وادارة القوات الهجين ستكون اممية فيما اوكل امر القيادة للاتحاد الافريقي ولم يتم التحديد لنشر القوات الهجين وقال مندوب السودان ان نسبة تنفيذ حزم الدعم الحقيقة لم تتجاوز «55%» وان الحزمة الثقيلة لم يبدأ تنفيذها بعد. واشار الى ان وكيل الامين العام لعمليات خوض السلام قال انه لن تتم عملية النشر قريباً بسبب عدم توافر البنيات الاساسية بدارفور. وقال المندوب البريطاني امير باري جوتسون في تصريح له عقب الاجتماع انهم تلقوا تأكيدات راسخة بان الحكومة قبلت العملية الهجين دون شروط وان السودان سيتشاور مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي حول كيفية التنفيذ وذكر مندوب جنوب افريقيا ان الاجتماع تم خلاله تبادل وجهات النظر بصورة واسعة حول الوضع الامني والآنساني وتم التأكيد على ان التحكم والادارة للقوة الهجين ستكون للامم المتحدة.