حذر الجيش السوداني في بيان له أمس، تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، من تفجر الأوضاع بمنطقة أبيي الغنية بالنفط والتي تشهد قتالاً بين قوات الجيش الشعبي لتحرير ومليشيات تابعة للقوات المسلحة. واتهم البيان المسؤول السياسي للحركة في المنطقة، ادورد لينو، وحذرته في لغة مشددة بأنها ستحسمه اذا لم ينصع، وقال البيان «لن تقف القوات المسلحة مكتوفة الأيدي ازاء الوضع المتردي، وإنها ستقوم بالحسم اللازم إذا لم ينصع ادوارد لينو ومن يقف معه لقرارات اجتماع أبيي الأخيرة».
وقال البيان الموقع من الناطق باسم الجيش، العميد محمد عثمان الأغبش، ان اجتماع اللجنة، خلال زيارة وفد مكون من القوات المسلحة والقوات المشتركة وممثل للحركة الشعبية في أبيي واللجنة الفنية ومراقبي الأمم المتحدة، قرر انسحاب الجيش الشعبي إلى مواقعه السابقة جنوب البحر، والابقاء على القوات الحكومية ملتزمة معسكراتها داخل أبيي وعدم انفتاحها خارج معسكرات اللواء 31 مشاة، على ان تقوم القوات المشتركة بتسلم وتأمين كل النقاط شمال أبيي بالاضافة الى تعجيل تنفيذ بروتكول المنطقة. وأضاف البيان ان القوات المسلحة ستكون درع الوطن القوي متعاونة مع الاطراف التي بادرت بالتعاون معها من الحركة الشعبية.
واشار البيان الى ان المنطقة ليست خارج حدود السيطرة وان المساعي الآن تجري على قدم وساق للخروج بالمدينة الي بر الأمان، واضاف «رغم ان ادوارد لينو قد اعلن عقب هذا الاجتماع انه لا يعترف بما جاء به،وقد تم اخطار الامم المتحدة بضرورة عودة المواطنين الى منازلهم كما تم اخطارها بأن الحكومة المركزية ستقدم لهم اغاثة عاجلة بالطيران في منطقة هجليج».
واوضح البيان ان الاتفاقية نصت على وجود قوة عسكرية مشتركة بحجم كتيبة في مدينة أبيي يناط بها حماية المنطقة، وتابع «ولكن الحركة الشعبية قامت بنشر قواتها المنسحبة من الشرق والبالغ عددها 3 آلاف جندي بكامل تسليحهم في مناطق حول أبيي مما حدا بالقوات المسلحة الابقاء على اللواء 31 مشاة بالمنطقة».
وقال البيان إن منطقة أبيي تعتبر لحين ترسيم الحدود جزءا من ولاية جنوب كردفان وينبغي إلا تنتشر بها شرطة غير شرطة ولاية جنوب كردفان حسب نص الاتفاقية والدستور الاتحادي والولائي، وأضاف البيان ان حكومة الجنوب قد قامت بنشر ما يسمى بشرطة الحركة الشعبية بالمنطقة الشيء الذي تسبب في مجمل الأحداث التي وقعت أخيراً، وأشار الى ان وجود حراسة كبيرة تقدر بكتيبة مشاة تابعة للجيش الشعبي لحراسة السيد اداورد لينو. واتهم البيان الحركة بمقتل ضابط برتبة النقيب وجندي وافراد قوات مسلحة بالقوات المشتركة دون المساس بأفراد الحركة الشعبية بالقوات المشتركة. وقال بيان الجيش ان الحركة اعتقلت ممثلي المؤتمر الوطني، زكريا اتيم، والشيخ الرحيمة حماد بواسطة افراد القوات المشتركة من جانب الحركة الشعبية حيث لا يعرف مصيرهم حتى هذه اللحظ، ونفى البيان اتهام ادورد لينو المسؤول السياسي للحركة في أبيي للجيش السوداني بحرق سوق المنطقة وعدد من المنازل، وقال البيان «هذا الاتهام باطلا بل معكوسا حيث ان الحركة الشعبية التي حاصرت اللواء 31 مشاهد الواقع في قلب المدينة وبالقرب من السوق هي التي فعلت ذلك»، مشيراً الى أن 3 آلاف مواطن لجأوا للاحتماء بمعسكر الجيش، وقال بيان الناطق باسم الجيش ان الحركة الشعبية سحبت قواتها التي كانت ضمن القوات المشتركة إلى جنوب البحر وان الجيش قام بذات الخطوة لقواته. وقال الناطق باسم الجيش ان الحركة الشعبية تقوم الآن بتعزيز قواتها في منطقة الكبرى وجنوب البحر بالأسلحة الثقيلة والدبابات وبتحريك كل القبائل الجنوبية جنوبا في اتجاه بحر العرب.
من جهة اخرى قالت الشرطة السودانية إنها أوقفت 105 أشخاص في منطقة في حي«امبدة» الشهير في أم درمان يشتبه في أنهم من فلول حركة العدل والمساواة التي هاجمت المدينة السبت قبل الماضي. وقال الفريق شرطة محمد عثمان نور، مدير شرطة ولاية الخرطوم، في تصريحات صحافية إن قوات كبيرة من الشرطة والجيش والأمن الوطني نفذت حملة تفتيش واسعة في أم درمان خلال اليومين الماضيين بحثاً عن متسللين لحركة العدل والمساواة، وذكر ان المقبوض عليهم سيخضعون للاستجواب لتصنيفهم، وأكد نور استمرار حملات الدهم والتفتيش في محليتي ام درمان وكرري وهما من المناطق التي تسلل عبرها المتمردون للخرطوم وذلك لحماية المواطن وضبط المتسللين من المرتزقة والمشاركين في هذه المؤامرة.
الى ذلك، كشف صديق محمد حماد، منسق قوات الدفاع الشعبي بشمال كردفان في تصريحات صحافية انه تم قطع الطريق امام فلول الفارين من قوات العدل والمساواة بعد الهجوم على ام درمان في منطقة وادي الملك، واستطاعت ان تدمر وتستولي على 23 عربة، منها 14 بحالة جيدة بها هاونان من طراز 106 بجانب تانكر وقود. وقال ان مقدمة العربات المستولى عليها والبالغة 9 عربات وصلت الى مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان.
ومن جهة اخرى، جرح 19 مواطناً اثر انفجار «دانة» في معرض إقامة الحكومة في أم درمان فيه الأسلحة والسيارات التي خلفتها حركة العدل والمساواة بعد معركة ام درمان، وقال المكتب الصحافي للشرطة في بيان ان سبب الانفجار تماس في التوصيلة الداخلية للدانة، وأضاف ان التماس ناجم عن الارتفاع الشديد في درجة الحرارة في المدينة، وذكر البيان ان الحادث وقع اثناء الشرح لرواد المعرض. وقال المدير الطبي لمستشفى أم درمان، الدكتور عثمان الزبير ان«19 جريحاً وصلوا الى المستشفى وأجريت لهم الاسعافات والعلاجات اللازمة»، وأفاد الاطباء بأن اثنين من المصابين في حالة خطرة لإصابتهما في الـرأس