بوش يدعو لزيادة الجهود لمساعدة دارفور

February 2008 · 3 minute read

بعد أن زار نصبا تذكاريا لضحايا الابادة الجماعية في رواندا دعا الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الثلاثاء الى زيادة الجهود الدولية لمساعدة دارفور.

وزار بوش النصب التذكاري للابادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 عندما قتل متطرفون من الهوتو 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين.

وفي متحف دفنت فيه رفات نحو 250 ألف ضحية شاهد بوش صورا لاطفال قتلوا ووضع اكليلا من الزهور عند نصب تذكاري.

وقال بوش في مؤتمر صحفي مع الرئيس الرواندي بول كاجامي في المحطة الثالثة من جولته الافريقية التي تشمل خمس دول «أحد الدروس المستفادة من الابادة الجماعية في رواندا تمثل في أن نأخذ بعض علامات الانذار المبكر على محمل الجد.»

ووجه بوش الانتباه الى الصراع في اقليم دارفور الذي كان قد وصفه بأنه ابادة جماعية وانتقد الامم المتحدة واتهمها بالبطء الشديد في ارسال المزيد من قوات حفظ السلام. وقال » يبدو الامر شديد البيروقراطية بالنسبة لي لاسيما وأن الناس يعانون.»

وتضغط الامم المتحدة لنشر قوة حفظ سلام مختلطة من المنظمة الدولية والاتحاد الافريقي قوامها 26 ألفا في دارفور.

وتشير تقديرات لخبراء دوليين الى مقتل 200 ألف شخص على الاقل في الاقليم الواقع بغرب السودان ونزوح 2.5 مليون اخرين عن منازلهم. وينفي السودان ذلك ويقول ان 9000 شخص فقط قتلوا في الصراع.

وأعلن الرئيس الامريكي أن الولايات المتحدة توفر 100 مليون دولار للمساعدة في تدريب وتسليح قوات حفظ السلام الخاصة بدارفور من بينها 12 مليون دولار لرواندا.

وأضاف أنه لا يزال يعتقد أنه اتخذ القرار الصحيح بعدم القيام من جانب واحد بنشر قوات أمريكية بدارفور بيد أن ذلك أدى الى حتمية التعامل مع بطء استجابة الامم المتحدة

وقال بوش ان متحف الابادة الجماعية «يذكر الناس بأن هناك شرا في العالم وبأنه يجب مواجهة الشر.»

وتجيء زيارة بوش لرواندا بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام لتنزانيا حيث استقبلته حشود مبتهجة.

وبدأ بوش جولته الثانية بالقارة الافريقية بتوقف قصير في بنين. ومن المقرر أن يزور غانا وليبيريا قبل أن يعود لبلاده يوم الخميس.

وكان ناجون من الابادة قد انتقدوا الولايات المتحدة من قبل لعدم تدخلها لوقف المذابح في رواندا.

وقال تيودور سيمبورودالي رئيس جماعة ايبوكا للناجين من الابادة لرويترز «ليس هناك ما يمكننا أن نقوله له. نحن حتى لا نعتزم لقاءه لانني على يقين من أنه يعرف محنة الناجين من الابادة في رواندا.»

وفي عام 1998 قام بيل كلينتون الذي كان يتولى الرئاسة وقت الابادة بزيارة رواندا واعتذر عن عدم بذل جهد أكبر لمنع المذابح.

وتعتبر واشنطن كاجامي مثل غيره من الرؤساء الاخرين للدول التي يزورها بوش في جولته واحدا من جيل جديد من الزعماء الافارقة التقدميين.

ووجه الرئيس الرواندي الشكر لبوش على الاهتمام الذي يوليه لافريقيا. وقال «رفعت مستوى العلاقات الامريكية الافريقية الى حد ينبغي ألا يخفضه الرئيس القادم للولايات المتحدة.»

ورغم أن بوش لا يتمتع بشعبية في أماكن أخرى من العالم بسبب أسلوب ادارة الحرب في العراق وأفغانستان فانه يحظى باحترام في مناطق كثيرة في افريقيا حيث أنفق أموالا على المعونات تتجاوز ما أنفقه كلينتون

وكان بوش قد تعهد بزيادة قيمة المساعدات الاجمالية الى 8.7 مليار دولار بحلول عام 2010 أو ما يعادل مثليها في عام 2004.

ويركز بوش في هذه الجولة على الجهود التي تمولها الولايات المتحدة لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) والملاريا وتقديم مساعدة في التنمية الاقتصادية.

وقال بوش «الناس يقولون لماذا تريد المجيء الى أفريقيا في هذه المرحلة من رئاستك.. السبب هو لانني في مهمة للرحمة.»

ولن يزور بوش كينيا رغم توقفه في جارتيها تنزانيا ورواندا. وأرسل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى نيروبي يوم الاثنين لدعم جهود الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان لانهاء الازمة التي اندلعت عقب الانتخابات الرئاسية وقتل خلالها نحو 1000 شخص.

ويتوجه بوش الى غانا مساء يوم الثلاثاء في المحطة الرابعة من جولته.