قالت اسرائيل يوم الاحد إنها ستعيد اللاجئين من اقليم دارفور الذين يصلون الى أراضيها لكن ستسمح لحوالي 500 لاجئ من الاقليم الذي تمزقه الحرب موجودين فيها من قبل بالبقاء مؤكدة بذلك سياسة تهدف الى وقف الهجرة الافريقية غير الشرعية عبر مصر.
وقال مسؤولون أمنيون مصريون يوم الاحد ان اسرائيل سلمت مصر يوم السبت 48 مهاجرا سودانيا كانوا تسللوا الى أراضيها عبر الحدود وذلك للرد على تدفق مستمر للمهاجرين غير الشرعيين.
وقال مسؤول حكومي اسرائيلي ان اسرائيل حصلت على «تعهدات مصرية» بألا يعاد اللاجئون من دارفور الى السودان.
ويقول خبراء دوليون ان 200 ألف من أبناء دارفور لاقوا حتفهم وان 2.5 مليون شردوا من بيوتهم منذ أن حمل متمردون غير عرب السلاح في أوائل عام 2003 متهمين الحكومة السودانية بتهميش المنطقة.
وقال دافيد بيكر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ان عدد من سلموا لمصر بلغ 50 سودانيا وقال ان سياسة اسرائيل هي أن «أي شخص يدخل بطريق غير قانوني من مصر سيعاد الى مصر.»
وأضاف أن هناك 500 مهاجر من دارفور ستسمح لهم الحكومة الاسرائيلية «بالبقاء لاسباب انسانية.»
وسئل عما سيحدث من الان فصاعدا اذا ضبطت اسرائيل لاجئا من دارفور على الحدود فقال «سيعاد الى مصر.»
وتنظر اسرائيل الى اللاجئين السودانيين باعتبارهم أعداء لها جزئيا بسبب عداء الخرطوم للدولة اليهودية. وهناك بضع عشرات منهم موجودين في السجن بانتظار تحديد مصيرهم.
وتقول جماعات حقوقية ان أكثر من 2000 مهاجر غير شرعي من أفريقيا تسللوا الى اسرائيل من مصر خلال العام المنقضي سعيا وراء حياة أفضل. ويجري تهريب عاهرات من أوروبا الشرقية ومخدرات أيضا عبر الحدود.
وقال المسؤولون المصريون ان السلطات نقلت المهاجرين السودانيين الذين تسلمتهم الى القاهرة لاستجوابهم.
وخاطر مهاجرون سودانيون غير شرعيين معظمهم من اقليم دارفور بحياتهم وهم يتسللون الى اسرائيل عبر الحدود مع مصر هربا من الحرب في الاقليم الذي يقع في غرب السودان وكذلك بسبب شظف العيش في مصر.
وقال المتحدث الاسرائيلي ان من سلمتهم اسرائيل لمصر يوم السبت ليسوا من دارفور.
وكثفت مصر جهودها لوقف تهريب الاشخاص الى اسرائيل عبر حدودها منعا لتفاقم مشكلة تتسبب في توتر العلاقات بين البلدين.
وأطلقت الشرطة المصرية النار على مجموعة من المهاجرين السودانيين والافارقة كانت تحاول التسلل الى اسرائيل في يوليو تموز فقتلت سودانية وأصابت أربعة أشخاص بينهم طفلة.
وفي يونيو حزيران ألقت السلطات المصرية القبض على 106 سودانيين يحاولون التسلل الى الدولة اليهودية التي قوبلت بمشاعر معادية لفترة طويلة بسبب احتلالها لاراض عربية.
ومصر هي أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979 لكن استطلاع رأي أجرته هيئة حكومية عام 2006 أظهر أن 92 في المئة من المصريين يعتبرون اسرائيل دولة معادية.
وقال جمال عيد رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان » نستطيع أن نلومهم (السودانيين) لكن يجب أن نلوم الحكومات. القمع والظلم جعل هؤلاء الناس يبحثون عن الخلاص حتى في اسرائيل.»
ويقول نشطون ان اللاجئين السودانيين في مصر يعانون من العنصرية واساءات الشرطة والتهميش الاقتصادي.
وقال عيد ان حوالي 12 ألف مصري يعيشون ويعملون في اسرائيل فرارا من الفقر والبطالة المرتفعة في أكثر الدول العربية سكانا.