أبدى الرئيس المصري محمد حسنى مبارك تفهما كاملا لمسارات المشكلة السودانية التي تضمنتها رسالة الرئيس البشير والتي حملها إليه مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل والمتركزة فى ثلاثة مسارات هي
المسارات الثلاثة التي تتمحور فى مسار الحل السياسي والذي تم فيه الاتفاق على أن تبدأ جولة المفاوضات فى نهاية أكتوبر المقبل فى طرابلس وأهمية الدور المصري ومشاركتها فى ذلك ، وثانيا مسار القوات الهجين التي تم الاتفاق عليها مع الاتحاد الافريقى والأمم المتحدة وكذلك الدور الذى لعبته مصر فى ذلك ، وأهمية مشاركتها فى هذه القوات ضمن الجهد الذى يبذله السودان لمشاركة افريقية فاعلة ، والمسار الثالث مسار الشئون الإنسانية والمؤتمر العربي الذي سيعقد فى الخرطوم نهاية أكتوبر المقبل وأهمية المشاركة المصرية فى ذلك المؤتمر .
ومن جانبه اعتبر د.مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية فى سياق حوار خص به مراسلة (أخبار اليوم) من القاهرة (ننشره غدا) عقب لقائه الرئيس المصري أمس .. اعتبر إن اللقاء مع الرئيس المصري كان مثمرا وايجابيا تم فيه تناول كافة القضايا ذات الهم المشترك بين البلدين مؤكدا على إن مصر كانت وستظل ( قلب الأمة النابض) والشقيقة الكبرى التى نحرص أن تكون فى مقدمة الساعين لاستقرار الأوضاع فى المنطقة وحماية حرمات الأمة العربية .
وطالب إسماعيل القاهرة بأن تكثف وتضاعف من جهودها المبذولة تجاه إقليم دارفور ، مشيرا الى إن لمصر الآن كوادر تعمل فى المجال الانسانى فى دارفور سواء كان فى المجال الطبي او فى غيره من المجالات منبها الى المستشفى المصري المتحرك الموجود الآن فى شمال دارفور ،
وثمّن إسماعيل عاليا مشاركة مصر فى المؤتمر الذى سيعقد فى الخرطوم للدعم الانسانى فى دارفور نهاية أكتوبر المقبل .
وقال إن الرسالة التى حملها للرئيس المصري محمد حسنى مبارك قد تضمنت أيضا شكر وتقدير من الرئيس البشير بخصوص التنسيق الذى يجرى فى ملف دارفور ودعمها إنسانيا بين مصر والسودان وأهمية استمرار هذا النهج حتى نضع حدا لهذه القضية التى شغلت الرأي العام الاقليمى والمحلى .
وفى سياق أخر أكد د. إسماعيل لـ : (أخبار اليوم) من خلال حواره الصريح أن مفاوضات طرابلس ستقوم فى موعدها ومكانها دون اى تأجيل أو تأخير مشيرا الى أهمية الدور الليبي فى ملف دارفور التى ذكر إنها استضافت عددا من المؤتمرات المهمة الخاصة بقضية دارفور الأمر الذى جعل الأمم المتحدة والاتحاد الافريقى يوكلان إليها مهمة رعاية المفاوضات ، إلا إن د. إسماعيل قد أكد ان اختيار ليبيا لاستضافة المفاوضات لا يلغى الدور المصري بحسبان أن اختيار المكان هو أمر شكلي مشددا على إن الأهم هو كيفية سير المفاوضات والعمل على نجاحها .
وحول رفض رئيس حركة تحرير دارفور عبد الواحد محمد نور المشاركة فى مفاوضات طرابلس وإعلانه عدم ثقته فى الرئيس الليبي معمر القذافي اعتبر د. إسماعيل ان عبد الواحد (لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب ) !! إلا انه أكد على ان الجهود ستظل متواصلة لإشراكه فى المفاوضات وقال لو ان إقناع عبد الواحد سيأتي بالاتصال الشخصي به فهو لا مانع لديه من مهاتفته لإقناعه بالمشاركة فى المفاوضات من اجل دارفور داعيا إياه بان لا يفوّت فرصة المشاركة فى المفاوضات ان كان حريصا على دارفور وأهلها !
وأكد ان الحكومة ستعمل على تكثيف الجهود أملا فى ان لا تترك أحدا خارج دار المفاوضات حتى نخرج جميعا ونعلن ان دارفور قد عادت لسيرتها الأولى آمنة مستقرة دون حرب ولا قتال !
وشدد إسماعيل على ان المفاوضات القادمة فى طرابلس ستكون الأخيرة فى قضية دارفور محذرا من إن كل رافض للمشاركة سيعزل نفسه داخليا وخارجيا مؤكدا أنها لن تتأجل نزولا عند رغبة (شخص) وستقوم بحسب الموعد المتفق عليه فى السابع والعشرين من أكتوبر المقبل