كارتر وتوتو يدعوان إلى نشر سريع للقوات المختلطة في دارفور

October 2007 · 4 minute read

دعت المهمة باسم &#146&#146القدامى&#146&#146 التي يترأسها حائز جائزة نوبل للسلام آسقف جنوب أفريقيا ديسموند توتو والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الى نشر سريع للقوة المختلطة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور بعد الهجوم الذي ادى الى مقتل جنود أفارقة من قوة حفظ السلام. وذكر الوفد الذي يضم عددا من كبار رجال السياسة والشخصيات الدولية البارزة من بينهم اثنان حاصلان على جائزة نوبل للسلام لدى عودته من زيارة لدارفور أمس أن العنف والانقسامات متفشية في الاقليم الواقع في غرب السودان. فيما تعهدت أثيوبيا بنشر 5 آلاف جندي في دارفور ضمن القوة &#146&#146المختلطة&#146&#146. وحذر الوفد من تفشي حالات الاغتصاب وان السلطات السودانية تتجاهلها وحث الخرطوم على تسليم المحكمة الجنائية الدولية متهمين بارتكاب جرائم حرب لمحاكمتهما. ويضم الوفد إلى جانب كارتر وتوتو اسقف جنوب افريقيا كل من الناشطة المدافعة عن حقوق الانسان جراسا ماشيل ورجل الاعمال البريطاني ريتشارد برانسون.

وقالت ماشيل &#146&#146كل امرأة قالت لنا نحن نغتصب نحن نضرب نحن نتعرض للتحرش. نحن قلقون للغاية لان الموقف لم يتغير للافضل فيما يبدو بل على العكس تفاقم. بل علمنا أمس ان طفلة عمرها عشر سنوات اغتصبت.&#146&#146 وذكرت ماشيل انه على الحكومة السودانية ان تعترف أولا بمشكلة الاغتصاب وبعدها تساعد في وضع خطة لمكافحتها. لكنها اقرت بان اثارة مشكلة الاغتصاب مع المسؤولين في الخرطوم غير مشجعة. وأضافت &#146&#146علي أن أعترف بأنها كانت من أسوأ لحظات المناقشات. لا تفهم الحكومة معنى أن تقول النساء مرارا لكثيرين ..لقد اغتصبنا لقد ضربنا ونعامل بوحشية نحن نشعر بالخوف.&#146&#146

ومن جانبه قال كارتر إن استخدام واشنطن تعبير الإبادة الجماعية لوصف الموقف في دارفور حيث قدر خبراء دوليون مقتل 200 ألف وتشريد 2,5 مليون في الصراع لا يفيد. واستطرد &#146&#146هناك تعريف قانوني للابادة الجماعية وما يحدث في دارفور لا يتفق مع هذه المعايير القانونية. الاعمال الوحشية مروعة لكني لا اعتقد انها تصل الى حد الإبادة الجماعية.&#146&#146 وواشنطن هي الوحيدة تقريبا التي تصف ما يحدث من صراع في دارفور طوال أربعة أعوام ونصف بالابادة الجماعية. وترفض الخرطوم هذا التعبير كما تحجم الحكومات الاوروبية والافريقية عن استخدامه وقال كارتر الذي ساهم مركزه وهو مؤسسة خيرية في اقامة المحكمة الجنائية الدولية &#146&#146اذا قرأت كتب القانون…سترى بوضوح انه (الموقف) ليس ابادة جماعية وأن وصفه كذبا بذلك لمجرد المبالغة في موقف مروع لن يساعد على ما اعتقد.&#146&#146 وطالب كارتر الخرطوم بتسليم وزير دولة وزعيم ميليشيا متهمين بارتكاب جرائم حرب للمحكمة الجنائية الدولية. وصرح بأنه من المرفوض ان تعين الخرطوم المشتبه به أحمد هارون وزير الدولة للشؤون الانسانية رئيسا للجنة مدافعة عن حقوق الانسان.

وقال توتو إن الوفد استمع الى &#146&#146قصة بلدين&#146&#146 من وجهتي نظر مختلفتين تماما مبرزا صعوبة وتعقد الصراعات في السودان. وتحدث رجل الاعمال البريطاني برانسون عن تشكيل وفد من كبار الشخصيات الدولية قائلا &#146&#146هناك مشاكل تحتاج الى مجموعة من الناس ترتفع فوق السياسة وفوق الذات وتتمتع بقدر كبير من الحكمة&#146&#146.

وفي الوقت نفسه، تعهدت اثيوبيا اليوم الخميس بارسال 5000 جندي لبعثة قوات حفظ السلام المؤلفة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في اقليم دارفور الذي تمزقه الحرب في السودان. ومن المقرر أن تحل البعثة المؤلفة من 26 الف جندي محل قوة الاتحاد الافريقي التي تفتقر للخبرة والمعدات والاموال وكانت غير قادرة على وقف الصراع الذي سبب أزمة انسانية اشارت تقارير الى ان نحو 200 الف شخص قتلوا فيها. وقال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في مؤتمر صحفي في اديس ابابا مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي تزور البلاد &#146&#146أثيوبيا مستعدة والقوات مجهزة وننتظر طلبا من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لارسال القوات الى دارفور.&#146&#146

وفي نفس الوقت وصل فريق من الجيش النيجيري الى دارفور لاستعادة جثث الجنود النيجيريين الذين قتلوا في أسوأ هجوم على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي يوم السبت الماضي. ومن المقرر ايضا إعادة جثث ثلاثة جنود اخرين قتلوا من مالي وبوتسوانا والسنغال الى بلادهم. وقال المتحدث باسم الاتحاد الافريقي نور الدين مازني &#146&#146يوجد وفد عسكري على مستوى عال من نيجيريا الان في الفاشر سيرافق جثث جنودهم الذين قتلوا من الفاشر الى ابوجا مباشرة.&#146&#146

والفاشر هي العاصمة التاريخية لدارفور ومقر قوة الاتحاد الافريقي. واصبحت الحالة الصحية لسبعة جنود اصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم مستقرة بعد نقلهم الى مستشفى في الخرطوم. ويشتبه في ان مرتكب الهجوم فصائل متمردة دمرت قاعدة الاتحاد الافريقي في جنوب شرق دارفور. وتم احراق مسجد ونهب العربات والاسلحة. وفي البداية كان هناك نحو 60 جنديا في عداد المفقودين لكن مازني قال إنه تم معرفة اماكنهم جميعا باستثناء جندي واحد.