علنت الأمم المتحدة، أمس، ان فصيلين وافقا على المشاركة في لقاء لتوحيد فصائل دارفور قبل اجراء محادثات مع الحكومة السودانية، لكن فصيلاً رئيسياً رفض المشاركة، في وقت قال مسؤول دولي إن عقبات تعترض نشر القوة الأممية – الأفريقية المشتركة في الاقليم، وكشف عن لقاء مرتقب بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس السوداني عمر البشير قريباً لمناقشة ذلك وتسريع عملية السلام في المنطقة المضطربة.
وأجرى مبعوثا الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي إلى دارفور يان الياسون وسالم أحمد سالم اللذان يزوران الإقليم محادثات مع السلطات المحلية لتسهيل نشر القوة المشتركة، ومع قيادات فصائل دارفور لاقناعها بالمشاركة في لقاء تمهيدي لتوحيد مواقفها قبل معاودة المفاوضات مع الخرطوم لاقرار اتفاق سلام.
وقال القيادي في فصيل «جيش/تحرير السودان – الوحدة» سليمان جاموس انهم مستعدون لأي اجتماعات في أروشا التنزانية «خلال 4 الى 6 اسابيع» لتوحيد فصائل المتمردين كما حدث في آب (اغسطس) الماضي من دون تحديد موعد قاطع.
لكن «حركة العدل والمساواة» بزعامة الدكتور خليل ابراهيم قالت إنها لن تحضر المحادثات اذا لم تضم الفصائل المعنية فقط. وقال المسؤول في الحركة عبدالعزيز النور «هذه مضيعة للوقت». ورأى ان «الوساطة تكرر الأخطاء نفسها».
وقال مبعوث الاتحاد الافريقي سالم أحمد سالم ان زعيم «حركة تحرير السودان» عبدالواحد محمد نور الرافض للمفاوضات أصبح مستعداً الآن للمشاركة، كاشفاً عن اجتماع جمع مسؤولين في الوساطة مع قياديين في حركة نور اكدوا خلاله استعدادهم لأي لقاء تشاوري. وقال سالم في الفاشر عقب محادثات مع حاكم ولاية شمال دارفور عثمان يوسف كبر، انهما ناقشا منع وقوع حوادث تعوق سير علاقات الحكومة والقوة المشتركة.
أما الياسون فأعرب عن تفاؤله بمهمتهم في التحضير للمحادثات بين الحكومة والجماعات المسلحة، وأضاف: «نعرض أيضاً احتمالات عقد اجتماع مماثل للقاء أروشا الذي عقدناه في أوائل آب من العام الماضي وكان من أنجح المحطات في جهود الوساطة». لكنه أقر أن الظروف الراهنة تختلف عما كانت عليه في الصيف الماضي، مشيراً الى الأنشطة العسكرية بين الحكومة و «حركة العدل والمساواة « والعلاقة بين السودان وتشاد. ورأى أن ذلك يثير القلق وتؤثر على المناخ الذي نريد توفيره للمحادثات.وأضاف إلياسون إن بطء نشر القوات المشتركة وعدم توافر الإمكانات اللازمة لها يؤثران في شكل سلبي على التطورات على الأرض.
وفي الخرطوم، أكد رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور رودلف أدادا ان بعض العقبات ما زال يعترض مهمة حفظ السلام المشتركة في الاقليم المضطرب. واعتبر أدادا فى تصريحات عقب محادثات مع وزير الخارجية السوداني دينق الور أمس ان تلك العقبات طبيعية بحكم ان عملية حفظ السلام المشتركة هي الأكبر فى العالم. وقال ادادا انهما ناقشا التحضير لعقد لقاء بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس السوداني عمر البشير على هامش القمة الافريقية التي تعقد في أديس أبابا نهاية الشهر الجاري.
الى ذلك، قال الرئيس البشير ان السودان كسب من المقاطعة والعقوبات الاميركية «أضعاف أضعاف مما خسره»، وشدد على أن 80 في المئة من اقليم دارفور منطقة آمنة، قبل أن يشن هجوماً على الغرب، مشيراً إلى أن أعداء السودان كانوا يريدون أن تستمر الحرب في الجنوب وعندما فشلوا لجأوا إلى دارفور.
واعتبر البشير ما يجري في دارفور قضية تقليدية نشأت عن احتكاكات بين القبائل والرعاة، كما انها مشكلة بيئية باعتبار أن الإقليم تعرض الى الجفاف الامر الذي أدى الى حركة تنقل سكاني. وأضاف ان «اعداءنا حاولوا تدويل القضية واستخدموا عبارات مثيرة للرأي العام كالتطهير العرقي والابادة الجماعية في محاولة لتغطية جرائمهم خاصة في العراق».
وشدد البشير على ان الذين قتلوا منذ بدء الحرب في الإقليم لم يتجاوز عددهم 10 آلاف. وقال: «نتحدى أي احصاء غير ذلك». ورأى ان ما يحدث من تدويل للقضية هو «محاولة للسيطرة على مقدرات السودان، وقال «إلا اننا اغنياء بمواردنا من البترول والغاز والحديد والنحاس وغير ذلك»