ينهي اليوم السيد «جاكوب كيلينبرغر», رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر, زيارة إلى السودان استغرقت خمسة أيام في ظل تصاعد العنف وتدهور الوضع الأمني في أرجاء عديدة من دارفور. وخلال رحلته, توجه السيد «كيلينبرغر» إلى «قريضة» و»نيالا و»الفاشر», في ولايتي جنوب وشمال دارفور, كما قصد «جوبا» في جنوب السودان. وتمحورت الأهداف الرئيسية لزيارته وهي الثالثة إلى السودان منذ عام 2004 حول ما يلي:
• الاطلاع بنفسه ومباشرة من الميدان على الأوضاع الإنسانية والأمنية السائدة في دارفور
• حث ممثلي الحكومة وجيش تحرير السودان بقيادة مني ميناوي والمجموعات المسلحة التي لم توقع اتفاق دارفور للسلام على الامتثال للقانون الدولي الإنساني ولاسيما واجبهم القاضي بحماية المدنيين والامتناع عن إلحاق الضرر بهم
• المطالبة بأن تتمكن اللجنة الدولية من الوصول إلى المعوزين بشكل آمن
وخلال الأشهر الأخيرة, هرب الناس إلى أماكن أبعد بسبب تصاعد حدة القتال في أرجاء عديدة من دارفور, الأمر الذي جعل من الأصعب وصول عاملي الإغاثة إليهم. أما الأشخاص الذين ظلوا في قراهم, فقد حال العنف وانعدام الأمن دون تمكنهم من زراعة حقولهم أو التوجه إلى الأسواق المحلية. بالإضافة إلى ذلك, لم تعد آليات المواجهة التقليدية فعالة. ومُنعت جماعات البدو المحلية من التوجه إلى الطرقات التي يسلكونها منذ قرون بحثاً عن المرعى , فاحتشدت الماشية في مناطق محصورة, وفُرضت بذلك ضغوط إضافية على المياه والمراعي المتوفرة.
وترى اللجنة الدولية في هذا الوضع نذير خطر , إذ إن أنشطتها في مجالي المساعدة والحماية تتركز إلى حد بعيد في المناطق الريفية أكثر منها في المخيمات. وإذا لم يصبح الوصول إلى هذه المناطق آمناً, فإن قدرة الوكالات على تلبية احتياجات السكان ستتقلص شيئاً فشيئاً. لذا, تجد الكثير من الجماعات المحلية نفسها في دوامة من العوز تدفعها إلى البحث عن ملاذ في المخيمات المكتظة بالناس. وكان الدافع الرئيسي وراء زيارة رئيس اللجنة الدولية إلى «قريضة» أن المنظمة, وهي الهيئة الإنسانية الوحيدة التي احتفظت بموظفين أجانب في الميدان, اضطرت إلى تولي أنشطة المساعدة في مخيم هذه المدينة وتوفير الغذاء والمياه والرعاية الصحية لحوالي 120 ألف نازح.
يعمل مع اللجنة الدولية حالياً 160 موظفاً أجنبياً وأكثر من 1800 موظف محلي يتواجدون في ولايات دارفور الثلاث وفي جنوب السودان والخرطوم. وقد باشرت اللجنة الدولية أنشطتها في السودان منذ عام 1984 عقب اندلاع الحرب الأهلية في جنوب البلاد, ومنذ عام 2004 , في دارفور.