بدأ قادة «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، أمس، اجتماعات في جوبا عاصمة اقليم الجنوب لتحديد خياراتهم في شأن الأزمة التي دفعت الحركة الى تعليق مشاركة وزرائها في الحكومة الاتحادية منذ اربعين يوماً، بعد يوم من اتهام زعيم «الحركة الشعبية» النائب الأول للرئيس سلفاكير ميارديت الخرطوم بإعادة التسلح والتعبئة من أجل الحرب، وقال إنه يحتفظ بحق الدفاع عن النفس، ودعا أنصاره إلى أن يبقوا متيقظين أمام «تعطش الخرطوم للحرب».
وقال سلفاكير إنه لن يعود بجنوب السودان تحت قيادته إلى الحرب مطلقاً «لكنني أحتفظ مع ذلك بحق الدفاع عن النفس إذا ما تعرضنا لهجوم»، مؤكداً في الوقت ذاته أنه مستعد للقاء الرئيس عمر البشير لمحاولة حل الأزمة. وأضاف أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقيادته لا يفعلون شيئاً سوى التعبئة للحرب، وأن بعض أعضاء الحزب يزور دولاً عربية وإسلامية لعقد اتفاقات للحصول على معدات عسكرية هائلة. وقال ميارديت في خطاب أمام آلاف من انصاره في جوبا إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم مصمم على تقويض اتفاق السلام الذي يضع قواعد اقتسام السلطة وعائدات النفط بين الشمال والجنوب.
وقال وزير شؤون الرئاسة في حكومة جنوب السودان لوكا بيونغ لـ «الحياة» في جوبا أمس ان سلفاكير أطلع حكومة الإقليم على نتائج زيارته الى الولايات المتحدة ومحادثاته مع الرئيس جورج بوش، موضحاً ان الزيارة كانت ناجحة وحققت اغراضها. وأضاف ان قادة «الحركة الشعبية» يدرسون خيارات في شأن الأزمة التي دفعت الحركة الى تعليق مشاركة وزرائها في الحكومة الاتحادية احتجاجاً على تلكؤ المؤتمر الوطني في تنفيذ بنود مهمة في اتفاق السلام، لافتاً إلى أن اللجنة المشتركة بين الطرفين حسمت معظم القضايا الخلافية عدا النزاع على منطقة أبيي.
ويستعد زعماء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «ايغاد» التي رعت اتفاق سلام جنوب السودان، لعقد قمة في كينيا لحل الأزمة بين طرفي السلام. وعرض اقتراح عقد القمة أثناء اجتماعات بين رؤساء كينيا مواي كيباكي وأوغندا يوري موسيفيني وسلفاكير والرئيس الكيني السابق دانيال أراب موي موفد نيروبي للسلام في السودان.
ونقلت وكالة «رويترز» عن أمين أمانة الشباب في حزب المؤتمر الوطني قوله لأجهزة اعلام سودانية رسمية أمس ان مؤيدين شباناً للرئيس السوداني يستجيبون دعوته إلى التطوع في قوات الدفاع الشعبي التي شاركت في الحرب ضد المتمردين السابقين في الجنوب. وقال الحاج ماجد سوار أمين أمانة الشباب في المؤتمر الوطني: «بدأنا في تجميع المجاهدين استجابة لقرار الرئيس الذي كان المجاهدون ينتظرونه لفترة طويلة». وأضاف سوار للمركز السوداني للخدمات الصحافية الذي تسيطر عليه الدولة، ان قسم الشباب يجهز لافتتاح معسكرات تدريب استجابة لدعوة الرئيس، وأن «الجهاد سنّة ماضية إلى يوم القيامة لا يوقفه توقيع اتفاقات سلام». لكنه أضاف أن العدو الرئيسي في هذه المرحلة ليس «الحركة الشعبية» وانما «من يقفون خلفها».
إلى ذلك، سمحت وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات السوداني لمراقبي حقوق الانسان الدوليين بزيارة السجون والمعتقلات في دارفور للوقوف على حقيقة الأوضاع في شأن اطلاق سراح السجناء والمعتقلين في الإقليم، كما اثار الوفد الأممي مع المسؤولين رفع الحصانة عن العسكريين المتهمين بارتكاب انتهاكات في الاقليم.
وقال (رويترز) متمردو دارفور أمس انهم سيطروا على قاعدة تابعة للجيش السوداني بعدما صدوا هجوماً شنّته القوات الحكومية. ونفى ناطق باسم الجيش السوداني التقرير باعتباره «لا أساس له من الصحة».
وإذا ثبتت صحة زعم المتمردين سيكون هذا هو أول اشتباك يعلن عنه بينهم وبين القوات الحكومية في دارفور منذ نحو أربعة أسابيع ويمثل صفعة خطيرة لمحادثات السلام الجارية. كما انه سيمثل انتهاكاً لوقف القتال الذي اعلنته الحكومة.
وقالت «جبهة المقاومة المتحدة»، وهي مظلة شُكّلت حديثاً تضم خمسة من فصائل المتمردين، ان قوات الحكومة دخلت أراضي تسيطر عليها قواتها في شمال دارفور مساء الاثنين. وقال حسن خميس الناطق باسم الجبهة «انهم فتحوا النار. وبدأوا الهجوم علينا. كانوا قوة من الجيش السوداني والجنجاويد».
وذكر خميس ان قوات الجبهة تصدت للهجوم واجبرت الجيش على التراجع الى احدى قواعده في فورو الى الشمال من بلدة كتم. وتابع «هزمناهم ونحن الآن نسيطر على القاعدة». وأضاف ان الجبهة احتجزت بعض افراد الجيش.