انتقد البرلمان السوداني الذي يهيمن عليه حزب المؤتمر الوطني الحاكم قبول الحكومة نشر قوات مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، واتهمها بالاستجابة للضغوط الأجنبية، وطالب الرئيس عمر البشير بالبر بقسمه المغلظ الرافض للقوات الدولية، في حين دعا وزير سابق إلى تطبيع العلاقات مع اسرائيل، قائلاً «ما دام قبلنا القوات الدولية وأميركا فلنتفق مع اسرائيل».
وطمأن وزير الخارجية الدكتور لام اكول نواب المجلس الوطني (البرلمان) أن قبول حكومته نشر «قوات هجين» في دارفور لا يتعارض مع قسم البشير، موضحاً أن الرئيس السوداني أقسم بعدم نشر قوات دولية وليس بعدم قبول «عملية هجين»، لافتاً إلى أن الأخطار ما زالت تحدق بالسودان على رغم موافقته على «العملية الهجين» في دارفور. وتوقع صدور قرار من مجلس الأمن بتمويل «العملية الهجين» في غضون شهر، والبدء في تنفيذها العام المقبل.
وقال في جلسة عاصفة عقدها البرلمان لمناقشة اتفاق أديس أبابا الذي ينص على نشر قوات مشتركة في دارفور، إن ما يتبع الأمم المتحدة من قوات وفقاً للاتفاق لا يصل إلى ثلاثة آلاف جندي سيعملون على المساعدة في عملية القيادة والسيطرة، بينما تكون القوات المنتشرة على الأرض أفريقية. وأضاف أكول: «إننا لن نركن ونقول إن التحديات غلبتنا ووصلنا إلى نهاية التوافق». وزاد: «كنا في السابق نقول إن الشيطان في التفاصيل، ولكن وجدنا الشيطان في التطبيق».
وانتقد القيادي في الحزب الحاكم وأحد قادة قوات «الدفاع الشعبي» حاج ماجد سوار قوات الاتحاد الأفريقي وشكك في أهدافها، موضحاً أن البرلمان رفض من قبل دخول أي قوات دولية إلى دارفور. ورأى أن الحديث عن أن غالبية القوات ستكون أفريقية «جملة فضفاضة» وناشد البشير أن يبرّ بقسمه الذي أدّاه برفضه القوات الدولية.
وقال وزير التجارة السابق القيادي في الحزب الحاكم عبدالحميد موسى كاشا: «بغض النظر عن الألفاظ فهي قوات أجنبية»، بيد أنه رأى أن دخول الملايين منها لن يحل أزمة دارفور. ودعا الى تطبيع العلاقات مع اسرائيل وتساءل عما سيحدث «اذا حصل هذا»، ما أثار حفيظة نواب ودفع رئيس الجلسة محمد الحسن الأمين الى قبول نقطة نظام لسحب العبارة من مضابط البرلمان.