يلتئم بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا ظهر اليوم مجلس السلم والامن فى غياب السودان للمصادقة على اتفاق العملية الهجين الذى توصلت اليه الحكومة والامم المتحده والاتحاد الافريقى أخيراً، فيما يتوقع ان يصل الخرطوم خلال الاسبوع المقبل المبعوث المشترك رودلف ادادا بغرض الوقوف على الوضع فى دارفور تمهيدا لمباشرة مهامه كرئيس للبعثة المشتركة لدارفور.
وبحسب مصدر ملم بتفاصيل ملف المعالجات الدبلوماسية لازمة دارفور ان جلسة مجلس السلم والامن الافريقى اليوم التي يغيب عنها السودان باعتباره ليس عضوا فى المجلس سيتم خلالها تمديد بقاء بعثة الاتحاد الافريقي في الخرطوم حتى نهاية العام الحالي باعتباره موعد بداية العملية الهجين وتبحث الجلسة المحددة بساعات فقط تفاصيل اتفاق (الهجين) ومن ثم ستعمل على اعتماده توطئة لرفعة الى الامين العام للامم المتحدة بان كى مون مستوفياً لخطواته القانونية بغرض تقديمه لاعتماده من مجلس الامن وفى سياق ذى صلة تبدأ بالعاصمة الغانية اكرا الاثنين المقبل الاعمال التحضيرية على مستوى الخبراء لقمة الرؤساء الافارقة فى وقت شرعت مجموعة من الجهات المهتمة بملف دارفور فى مشاورات مكثفة تمهيدا لطرح رؤى محددة بشأن القضية على الزعماء الافارقة المتوقع وصولهم الى غانا مفتتح يوليو المقبل وبحسب المصدر ذاته ان مفوض السلم والامن الافريقى سعيد جنيت سيطرح تقريرا مفصلا على القمة التى تبدأ فعليا على المستوى الوزارى فى السابع والعشرين من الشهر الجارى وتستمر حتى الثالث منه وقال المصدر ان جنيد ربما يحث القادة الافارقة للاسهام بقوة فى العملية الهجين التى تم الاتفاق عليها.
وفى سياق ذى صلة انهى مجلس الامن الدولى جولته الافريقية التى زار خلالها السودان وبحسب مندوب السودان الدائم لدى الامم المتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم ا ن المجلس سيستغرق زمنا طويلا لاعتماد اتفاق (الهجين) متوقعا ان تستغرق المشاورات بشأن العمليةوقتا لافتا الى ان استصدار قرار من المجلس باعتماد العملية يتوقف على التمويل المرهون بالتقارير المالية التى تعمل حاليا ادارة حفظ السلام بالامم المتحدة على اعدادها توطئة لرفعها الى المجلس ومن ثم صياغة مشروع قانون التمويل متوقعا اكتمال تلك الخطوات خلال شهر يوليو المقبل الذى تتولى الصين فيه مهمة رئاسة المجلس وتوقع عبد المحمود ان يصل الخرطوم بنهاية الشهر الجارى مبعوث الامين العام للامم المتحدة لدارفور يان الياسون للشروع فى انفاذ المرحلة الاولى من خارطة الطريق التى تتكون من ثلاث مراحل تبدأ بتوحيد المبادرات ومرحلة ما قبل التفاوض من ثم الشروع فى المفاوضات. إلى ذلك أجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط امس مباحثات مع المبعوث الخاص للحكومة الصينية لدارفور ليو جوين تناولت التطورات الداخلية و الدولية الخاصة بأزمة دارفور والجهود التى تبذلها مصر والأطراف الأخرى – دولية و إقليمية – من أجل التوصل إلى حل سريع لهذه الأزمة. وصرح المبعوث الصيني عقب المباحثات بأن بلاده تولي اهتماما خاصاً للتشاور مع مصر والتعرف على وجهة نظرها و الوقوف على جهودها فى تسوية أزمة دارفور مؤكداً الحاجة الماسة لتضافر جهود الأطراف الداعية إلى الحل السلمي للأزمة وتغليب لغة الحوار وتجنب التصعيد غير المبرر خاصة في ضوء التطور الإيجابي بعد موافقة حكومة السودان غير المشروطة على البعثة المختلطة فى دارفور والتزامها بمراحل حزم الدعم الأممى الثلاث للقوة الإفريقية فى الإقليم. من ناحيته أكد وزير الخارجية المصري أن بلاده تشارك فى بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى جنوب السودان منذ نشأتها العام 2005 لمراقبة اتفاق السلام الشامل بين الحكومة والحركة الشعبية ، مشيرا إلى أن مصر عرضت تعزيزات إضافية للبعثة الأفريقية فى دارفور فى إطار حزم الدعم الخفيفة والثقيلة المقدمة من الأمم المتحدة بالاضافة إلى عرض من القوات المسلحة فى المكون العسكرى للبعثة جارى التشاور بشأنه مع سكرتارية الأمم المتحدة وقال أبو الغيط أنه بموافقة السودان غير المشروطة على البعثة المختلطة فى دارفور أصبح الحديث عن تعزيز العقوبات أمرا غير منطقى كما أصبح لازما على المجتمع الدولى أن يكثف من جهوده لدعم العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى والتركيز على أهمية البدء الفورى فى الجهد السياسى لضم الأطراف غير الموقعة على اتفاق أبوجا إلى اتفاق السلام الشامل فى دارفور