كبير مساعدي الرئيس السوداني يصل إلى تشاد.. وأنباء عن خلافات عميقة مع البشير

June 2008 · 3 minute read

قالت مصادر سودانية وتشادية مطلعة ان كبير مساعدي الرئيس السوداني ميني أركو مناوي، موجود حاليا في تشاد وسط انباء تشير الى وجود خلافات عميقة بينه وبين قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة الرئيس عمر البشير، حول تنفيذ اتفاق سلام وقعه قبل عامين مع الخرطوم. وقطع السودان علاقاته مع تشاد الشهر الماضي بعد شن حركة متمردة في دارفور هجوما على العاصمة السودانية اعتبرته سلطات الخرطوم مدعوما من تشاد. واختفى مناوي وهو رئيس حركة تحرير السودان التي كانت تحارب الخرطوم في دارفور قبل توقيع اتفاقية سلام معها في ابوجا (نيجيريا) عام 2005، عن الانظار منذ 3 اسابيع، وأشارت تقارير الى وجوده طيلة تلك الفترة بين قواته في اقليم دارفور، في شكل احتجاجي على عدم تنفيذ اتفاق ابوجا. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سودانية موثوقة ان مناوي وصل الى تشاد التي تربطه برئيسها علاقة قبيلية. واكد الفاضل التجاني الامين السياسي لحركة تحرير السودان، لـ«الشرق الأوسط»، هذه الانباء وقال ان مناوي زار تشاد وغادرها، في اطار زيارة غير رسمية، مؤكدا وجود تحفظات كبيرة لدى مناوي بسبب تعطيل اتفاق ابوجا وانه وصل مع قيادة المؤتمر الوطني الى طريق مسدود، لكنه قال خلافاته لا ترقى الى مستوى العودة الى الحرب، مشيرا الى ان قرار الحرب سياسي، ويتخذه مجلس قيادات الحركة مجتمعا. وقال التجاني ان مناوي اجرى في انجمينا حوارات مع الحركات غير الموقعة على اتفاقية ابوجا، ويحاول التوسط بين الخرطوم وانجمينا لحل خلافاتهما. من جانبه رفض وزير الاعلام التشادي الناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد حسين، تأكيد زيارة مناوي الى انجمينا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا علم لي بوجود مناوي.. اذا دخل البلاد جوا كنا عرفنا.. اما اذا جاء عن طريق البر، فيصعب التحقق من ذلك مباشرة». ولم يتسن الحصول على تعقيب من الخرطوم حول وصول مناوي الى تشاد، لكن مصادر رفضت ذكر اسمها قالت ان «وجود مناوي في انجمينا يعني رسميا تمرده، بلجوئه الى خصوم الخرطوم». ويتهم مساعد الرئيس السوداني حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، بعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق السلام. وكشفت مصادر قريبة من حركة مناوي لـ«الشرق الأوسط» ان «مناوي ارسل اكثر من 20 من كوادره الاساسية الى الولايات المتحدة، وكينيا خلال الايام الماضية، خوفا على تعرضهم للأذى، بعد تجريد قواته في جنوب دارفور أخيرا». وقالت ان مناوي اجتمع اكثر من مرة مع مساعد البشير، الدكتور نافع علي نافع باعتباره المسؤول عن ملف دارفور، لكنه لم يتوصل الى نتيجة ترضيه. واضافت ان اتفاق الترتيبات الامنية جردت بعضا من قوات حركته من السلاح وتم تسريحهم على عكس ما تم الاتفاق عليه، واعتبرت ان المؤتمر الوطني يدفع بالحركة لاتخاذ قرارات صعبة قد تقود البلاد الى كوارث.
وربطت المصادر تطور موقف مناوي بعدم هجوم حركة العدل والمساواة على العاصمة السودانية الشهر الماضي رغم انه ادان ذلك الهجوم ورفضه.
وقال التجاني ان كبير مساعدي الرئيس ذهب الى جنوده لاجراء مشاورات في دارفور لتقييم شامل للاتفاقية، لكنه لن يتخذ قرار العودة للحرب من دارفور بل من الخرطوم التي سيعود اليها الاسبوع القادم. واضاف ان سلطات الخرطوم اعتقلت عددا من مسؤولي الحركة عندما شنت حركة العدل والمساواة هجومها الشهر الماضي على الخرطوم، من بينهم الامين العام للحركة في الخرطوم يوسف حقار، والمسؤول في السلطة الانتقالية لدارفور والتي يرأسها رئيس حركة تحرير السودان عبده هاشم، الى جانب عزالدين التجاني، مشيراً الى ان الاجهزة الامنية لم تخطر حركته بذلك وهي التي يمثلها كبير مساعدي الرئيس البشير. وتابع «هذا استهتار واخلال بالاتفاقية وعليهم اطلاق سراحهم فوراً»، محذراً المؤتمر الوطني بما سماه التماطل في تنفيذ الاتفاقية. وقال «اذا استمر حزب البشير في التمادي بعدم تنفيذ الاتفاقية فان خياراتنا واضحة ومعروفة ومجربة»، نافياً اجراء مناوي اتصالات بحركة العدل والمساواة او الحركات الاخرى الرافضة لاتفاق ابوجا للتنسيق لعمل عسكري معها ضد الخرطوم، وقال «اننا على اتصال بكافة الحركات الرافضة لالحاقها بالاتفاقية»، وتابع «نحن لسنا دعاة هدم لمشاريع السلام ولكن اذا كانت رغبة المؤتمر الوطني في ذلك فان الشعب والتاريخ سيحكمان عليه».