قالت الامم المتحدة يوم الاثنين إن ثلاثة جنود سودانيين قتلوا عندما هاجمت القوات الحكومية مخيما للنازحين في دارفور في ثاني هجوم ترد انباء بوقوعه على مخيم للنازحين في أقل من أسبوع.
وكان القتال في مخيم الحميدية قرب بلدة زالنجي الغربية هو أحدث اشتباك ضمن سلسلة من الاشتباكات ووقع قبل أيام من محادثات السلام المقرر أن تجرى بين حكومة السودان وجماعات المتمردين.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من القوات المسلحة السودانية.
وقالت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون حقوق الانسان والشؤون الخارجية راما يادي يوم الاثنين في بداية زيارة تستغرق يومين للخرطوم ودارفور ان الوضع الامني في غرب السودان يتدهور.
وذكرت بعثة الامم المتحدة في السودان أنه وردت أنباء تفيد بمقتل ثلاثة أشخاص بعد أن حاصرت القوات السوادنية مخيم الحميدية وبدأت اطلاق النار على المخيم يوم السبت.
وقالت متحدثة باسم الامم المتحدة ان القوات الحكومية تحركت عقب أنباء أفادت بأن بعض النازحين قتلوا ضابط مخابرات حكوميا داخل المخيم في وقت سابق من اليوم نفسه.
وأضافت المتحدثة «حاول جنود القوات المسلحة السودانية دخول المخيم مرتين. وتشير التقارير الاولية الى سقوط ثلاثة قتلى في صفوف القوات المسلحة… وورد أن بعض النازحين داخليا غادروا المخيم خوفا من هجوم اخر.»
وقبل بضعة أيام أفاد سكان في مخيم كلمة خارج مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بوقوع سلسلة من الغارات نفذتها ميليشيات تدعمها الحكومة. وفي وقت لاحق أكد الاتحاد الافريقي أن مسلحين هاجموا المخيم وقتلوا عدة أشخاص.
وذكر المركز السوداني للخدمات الصحفية الذي تسيطر عليه الدولة يوم الاحد أن عشرة في المئة من سكان مخيم كلمة فروا منذ وقوع أعمال العنف التي قال انها ترجع الى اشتباكات بين جماعات قبلية في المخيم. ولم يشر الى أي ميليشيات.
وتنفي الحكومة تسليح ميليشيات وفصائل قبلية في دارفور لكنها سبق أن أغارت على مخيمات للنازحين بحثا عن معاقل للمتمردين.
ويقول خبراء دوليون ان 200 ألف شخص قتلوا وتعرض ما يربو على 2.5 مليون شخص للتهجير من ديارهم ونزحوا الى مخيمات مثل كلمة والحميدية بسبب القتال وأعمال الاغتصاب والنهب في دارفور على مدى ما يزيد على أربعة أعوام.
وتقول الخرطوم ان وسائل الاعلام والجماعات الحقوقية تبالغ في تقديراتها.
وأبلغت الوزيرة الفرنسية يادي الصحفيين يوم الاثنين أنها سلمت رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير تعرض بواعث القلق بشأن تدهور الوضع في دارفور.
وقالت «لا تزال هناك معاناة هائلة. نعلم من صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة أنه لا يزال 35 طفلا يموتون يوميا. ونعلم أن النساء ما زلن يتعرضن للاغتصاب. ونحن ندين بشدة المسؤولين عن هذه الجرائم الخطيرة وهي جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.»
وأضافت أن الحكومة الفرنسية ستواصل مساعيها لاقناع عبد الواحد محمد أحمد النور وهو أحد زعماء المتمردين في دارفور بمغادرة باريس والمشاركة في محادثات السلام المقرر أن تعقد في ليبيا.
ورفض النور وهو مؤسس جيش تحرير السودان الانضمام الى جماعات متمردة أخرى في محادثات ليبيا مطالبا الحكومة بتقديم عدة تنازلات قبل المفاوضات.
وقالت يادي «ستبدأ المفاوضات في ليبيا يوم 27 أكتوبر. وسنبذل أقصى ما في وسعنا حتى هذا الموعد لاقناعه بالمشاركة فيها.»
وأضافت أن فرنسا مستعدة «اذا اقتضت الضرورة» لدعم القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي المقرر ارسالها الى دارفور والتي ستضم 26 ألف جندي.
ومن المقرر أن تحل القوة المشتركة محل قوة الاتحاد الافريقي وقوامها سبعة الاف جندي بدءا من أول يناير كانون الثاني.
وتتردد بالفعل بواعث قلق بخصوص احتمال عدم تجهيز القوة قبل الوقت المحدد. وقالت الامم المتحدة يوم الاحد انها تحاول اقناع دول بتوفير 24 طائرة هليكوبتر للقوة.