هددت الشرطة السودانية في اخطار اطلعت عليه رويترز يوم الاربعاء باستخدام القوة لمصادرة أسلحة من نازحين من دارفور في واحد من أكثر المخيمات اضطرابا في الاقليم.
وذكرت جماعات للاغاثة أن التهديد بدأ يثير الذعر بالفعل بين سكان مخيم كلمة في جنوب دارفور وأعربت عن قلقها من احتمال أن تؤدي عمليات مصادرة الاسلحة الى مصادمات عنيفة أو نزوح جماعي من المخيم.
وقال عاملون في مجال المساعدات الانسانية اشترطوا عدم نشر أسمائهم ان بعض سكان المخيم البالغ عددهم 90 ألف شخص بدأوا بالفعل يضعون متاريس على الطرق لعرقلة عمليات تفتيش المخيم الضخم الواقع خارج نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وقالت مصادر من الامم المتحدة في السودان انها على علم بالاخطار وتعقد اجتماعات لمناقشته مع بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في المنطقة.
وجاء الاخطار في رسالة موجهة من المقر الرئيسي لشرطة جنوب دارفور الى قائد قطاع جنوب دارفور في بعثة الاتحاد الافريقي ووزع على نطاق واسع في المخيم.
وأمهلت الوثيقة سكان كالما ثلاثة أيام اعتبارا من يوم الاربعاء لتسليم الاسلحة الموجودة في المخيم.
وأضافت أن أفراد الجيش سيصادرون الاسلحة اعتبارا من 24 وحتى 30 نوفمبر تشرين الثاني دون ذكر تفاصيل عن الكيفية التي ستجري بها عمليات المصادرة.
وذكر الاخطار أن الشرطة ستصادر بالقوة كل الاسلحة التي لم تسلم حتى التاريخ المذكور تاركا الموعد النهائي مبهما.
وجاء في الاخطار الذي وقعه «مدير شرطة» نيالا العقيد عمر محمد علي محمد أن الاجراء يهدف لضمان أمن النازحين سكان المخيم.
وأضاف أن معلومات وردت من بعثة الاتحاد الافريقي في السودان وأجهزة أمنية أخرى تشير الى وجود أسلحة في حوزة النازحين داخليا في كالما الامر الذي يؤدي الى زيادة الانشطة الاجرامية وانعدام الامن بصفة عامة.
ولم يتسن على الفور الاتصال بأحد في بعثة الاتحاد الافريقي في السودان أو شرطة جنوب دارفور للحصول على تعليق.
وقال عاملون في مجال الاغاثة انهم واجهوا صعوبات كبيرة في دخول مخيم كالما خلال الاسبوعين الماضيين. وأمرت سياراتهم بالعودة من حيث أتت عند نقاط تفتيش حكومية في عدة أيام خلال الاونة الاخيرة.
وقال أحد العاملين في المجال الانساني «الناس يساورهم قلق بالغ مما سيحدث في غضون بضعة أيام. التوتر شديد.»
وأضاف أن أشخاصا اخرين يعملون في المخيمات شاهدوا متاريس موضوعة بالقرب من مداخل ومخارج «لمحاولة منع الجنود من الدخول».
وأعرب عاملون في الاغاثة عن خشيتهم من أن تكون عمليات المصادرة جزء من خطة أوسع نطاقا لاغلاق مخيم كالما وتفريق سكانه. وكالما واحد من أكبر المخيمات وأكثرها اضطرابا في المنطقة.
ويقول خبراء دوليون ان أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام أجبرت ما يزيد على 2.5 مليون من سكان دارفور على ترك ديارهم والبحث عن مأوى في مخيمات مثل كالما. ويتهم السودان وسائل اعلام غربية بالمبالغة في تصوير الصرا