العدل والمساواة تؤكد فى القاهرة عزمها على الدخول فى حوار مع الحكومة رغم اعتراض الحركات المسلحة الأخرى

March 2008 · 6 minute read

إستضافت وحدة دراسات حوض النيل والسودان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية المستشار السياسى لرئيس حركة العدل والمساواة المهندس أبوبكر حامد نور للحديث حول متغيرات ومآلات الأوضاع فى إقليم دارفور السودانى .إستهل الندوة الأستاذ هانئ رسلان الخبير فى شؤون السودان وأفريقيا ومدير الوحدة بالحديث عن إهتمام المركز بقضايا السودان من منطلق ما يربط بين البلدين الشقيقين من أواصر تجعل إهتمام كل دولة بشؤون الأخرى من الثوابت التى يجب المحافظة عليها . وأشار فى ذلك إلى رؤية المركز المتوازنة لمكونات السودان العرقية والسياسة والدينة والجهوية ، وقال إن الأهرام ــ شأنها شأن كل قطاعات وفئات ومؤسسات مصر ــ تنظر إلى السودانيين جميعاً بعين المساواة بصرف النظر عن تبايناتهم الداخلية ، واستشهد على ذلك باستضافة المركز لكل قوى السودان السياسية للحديث عن قضايا الوطن دون حجر أو تمييز.وأشاد الأستاذ رسلان بدعوة حركة العدل والمساواة الأخيرة للدخول فى حوار مباشر مع الحكومة من أجل السلام ، وثمن فى هذا مواقف الحركة التى وصفها بالوطنية فى إشارة إلى رفضها التدخل الأجنبى فى دارفور وموقفها من القرار 1706 وأخيراً رفضها المبكر لإتجاه حركة عبدالواحد محمد نور نحو دولة الكيان الصهيونى إسرائيل.

المهندس أبوبكر قدم الشكر للأهرام لدعمها الإيجابى للحوار الوطنى السودانى ، ولمصر بموقفها الداعم على الدوام لسلام ووحدة واستقرار السودان .وقال إن حركتهم العدل والمساواة تؤمن بالحوار وهو نهجها المعتمد وأنها لم تحمل السلاح إلا عندما أغلقت فى وجهها أبواب التفاوض . وبالتالى فإن الحرب حالة إستثنائية والحوار هو الأصل.وأشار فى ذلك إلى مرات سابقة عديدة جنحت فيها الحركة للسلام متهماً الحكومة بأنها لم تتفاعل معهم بالإيجابية المطلوبة ، وأضاف أن بعض الجهات الحكومية كانت تريد إقصاءهم عسكرياً وإسكات صوتهم. وذكر أنهم كانوا قد دعوا لمؤتمر جامع لأقاليم السودان المختلفة ليأتى الحل ملبياً لرغبات السودانيين فى كل مكان ومستوعباً لرؤاهم فى الحكم والتنمية وتوزيع الثروة وبناء دولة المواطنة المنشودة.

أبان المهندس أبوبكر أنهم يفضلون أن يسبق الحوار مع الحكومة التوافق معها على معطيات قدموا مشروعها عبر خارطة طريق يرون أنها يمكن أن تقود إلى وقف لإطلاق النار ينطلق بعده الحوار ، ولكنه أكد أنه فى حالة عدم التوافق مع الحكومة على متطلبات وقف إطلاق النار فهم مستعدون كذلك للدخول فى الحوار مع استمرار القتال إلى أن يتراضوا على غير ذلك أو يصلوا إلى سلام شامل.وقال المهندس حامد أن الحوار هو الخيار الأفضل ويفضل التعجيل به قبل أن ترتفع سقوفه مثلما حدث لقضية الجنوب التى بدأت بالمطالبة بالحكم الفيدرالى فقط وانتهت إلى حق تقرير المصير الذى وضع وحدة السودان أمام إمتحان عسير.

وحول طلب الحركة وساطة الأمين السابق للأمم المتحدة السيد كوفى عنان ،أوضح السيد حامد أن الأمر مجرد إقتراح قصد به الخروج من دائرة الوساطة القائمة التى وصفها بالعجز ، وسماها بذات الرأسين فى إشارة للأمم المتحدة التى يمثلها السيد ألياسون والإتحاد الأفريقى الذى يمثله السيد سالم أحمد سالم .وقال إن تعثر مفوضات الحكومة والحركات سببه الرئيس ضعف السيط وغياب الرؤية الواضحه . وأضاف السيد أبوبكر أن تشظى الحركات المسلحة فى سرت يعود إلى منهج السيط الذى فتح المفاوضات دون ضوابط معلومة.

وناشد المهندس أبوبكر حامد المستشار السياسى لرئيس حركة العدل والمساواة مصر ودول الجوار المتمثلة فى ليبيا وتشاد وأرتريا وأفريقيا الوسطى وجامعة الدول العربية للتدخل لدى حكومة السودان لحثها نحو خطوات أسرع و جدية أكثر لتحقيق السلام فى دارفور لينعم السودان كله بالإستقرار الذى لا يمكن أن يتحقق فى ظل الحرب القائمة.

السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصرى للشؤون الأفريقية وسفير جامعة الدول العربية لدى السودان أشاد بدعوة حركة العدل والمساواة للحوار المباشر مع الحكومة من أجل السلام ،وأعلن إستعداد الجامعة لدعم هذه التوجهات ، وأضاف أن آمال وطموحات الشعوب العربية تظل دائماً أكبر من جهد الجامعة ، وتظل الجامعة على الدوام تسعى لتحقيق طوحات وآمال شعبها . ومن هذا المنطلق ظلت الجامعة العربية تقود المبادرات المتتابعة لدعم إستقرار السودان ودفع قضية دارفور نحو التسوية الشاملة . وأشار سيادته فى ذلك إلى المؤتمر غير المسبوق الذى عقدته الجامعة فى السودان لإعادة بناء وتعمير دارفور.وقال إن الجامعة تعمل فى المناطق الآمنة وتناشد الحركات التعاون معها لتمتد يد البناء والإعمار للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحركات لأن التنمية مسؤولية الجميع وهى المدخل الأول للإستقرار.

الدكتور تامر سليمان الناشط فى المجلس المصرى للشؤون الأفريقية والمهتم بشؤون السودان .سار فى خط السفير حليمة بالإشادة بمبادرة حركة العدل والمساواة للحوار مع الحكومة ، وناشد الحركة التعاون مع التيار الموضوعى فى الحكومة السودانية الذى يعترف بالآخر ويقر بمطالب الحركات المسلحة المشروعة ويعمل بجد وصدق لتحقيق السلام والوفاق فى السودان وتأكيد الوحدة الوطنية ، فى مقابل تيار آخر وصفه بأنه إقصائى متوتر.

الذين تحدثوا من ممثلى الحركات الدارفورية المسلحة الأخرى عابوا على حركة العدل والمساواة دعوتها للحوار المباشر مع الحكومة متجاهلة الآخرين ، وقالوا إن ذلك يمثل تخاذلأ وإنهزاماً .بينما إعتبر بعض آخر هذا التوجه إستكمالاً لخطى تقارب المؤتمرين الوطنى والشعبى ، واتهموا حركة العدل والمساواة بأنها الجناح العسكرى للمؤتمر الشعبى . بينما إعتبر آخرون الخطوة تمت فى إطار التسوية السودانية التشادية التى وقع إتفاقها فى العاصمة السنغالية داكار على هامش إجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامى .وقال آخرون إن العدل والمساواة خشيت من الموقف الميدانى بعد الصلح السودانى التشادى ودخول قوات اليوفور المنطقة بجانب القوة الهجين.

وفى رده على تعليقات المشاركين جدد المهندس أبوبكر نفى صلة حركتهم بالمؤتمر الشعبى ، وقال إن جسورهم ممتدة مع كل القوى السياسية التى تمتلك رؤية للحل .وفى ذات الوقت أكد على العلاقة الوثيقة بينهم وتشاد كما أكد مساعدتهم للرئيس دبى فى مواجهة خصومه لأنهم رأوا أن سقوطه بتلك الطريقة كان من الممكن أن يعقد قضايا الإقليم ويباعد بينها وبين الحل . وأشاد فى ذات الوقت بالتسوية التى تمت بين الخرطوم وأنجمينا فى داكار وقال إن أى إستقرار يحدث فى المنطقة من شأنه أن يعجل بالحل السلمى المطلوب .أما عن إتهام الحركات لهم بالهرولة للحوار مع الحكومة قال إنهم إنتظروا الحركات بما يكفى لتوحيد رؤيتها نحو الحل الشامل ، وكانوا قد دعوهم أيضاً لتوحيد الجهود فى الميدان لكنهم فى كل المرات يطول إنتظارهم دون أن يجنوا شيئاً ، لذلك إختاروا طريق الحوار المباشر وما زالوا ينتظرون الحركات للتوحد حول رؤية شاملة للقضية تدعم تحقيق مطالب أهل دارفور وأهل السودان جميعاً وتعجل ببناء دولة الحق والواجب فى السودان دولة المواطنة التى تقوم على العدل والمساواة بين المواطنين دون تفريق أو تمييز. وتعليقاً على ما أشارت إليه الأستاذة أسماء الحسينى الصحافية المصرية المعروفة والمهمومة بقضايا السودان من إنتقادات لحركة العدل والمساواة وجهها النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الحركة الشعبية الفريق سلفاكير ميارديت خلال زيارته الأخيرة للعاصمة المصرية القاهرة ، وصف المهندس أبوبكر قول السيد سلفاكير بغير الموفق ، لكنه إعتبره رأياً عارضاً لم يحل بينهم وبين التواصل مع الحركة الشعبية ولن يحول ، وقال إن حركتهم تعرف قدر الحركة الشعبية كفصيل رئيس من فصائل الشعب السودانى ، وقوة لا يمكن تجاهلها ، وهم يأملون فى موقف إيجابى للحركة يدعم حل مشكلة دارفور ويقود إلى تحقيق السلام الشامل فى البلاد ، ذلك أن الحركة الشعبية خاضت غمار الحرب واكتوت بنيراها ، ودخلت دوحة السلام وجنت ثمارها، وبالتالى فإنهم يرجون أن تدفع الحركة الشعبية بقوة نحو الحل السلمى الذى يطرقون بابه.