أكد مصدر سوداني رفيع المستوى أن بلاده ستعلن وقفا لإطلاق النار في إقليم دارفور بغية إنجاح مفاوضات السلام التي ستبدأ في ليبيا بعد أيام مع الفصائل المتمردة في الإقليم، مجددا موقف الحكومة السودانية المؤيد لنشر القوة الدولية المشتركة في منطقة النزاع.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن السفير السوداني لدى الأمم المتحدة
عبد المحمود عبد الحليم قوله إن الحكومة السودانية قررت الإعلان عن وقف لإطلاق النار في إقليم دارفور يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري تزامنا مع افتتاح الجلسة الأولى من المفاوضات مع الفصائل المتمردة في الإقليم، والتي تستضيفها مدينة سرت الليبية برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وشدد المسؤول السوداني على أن هذا القرار يأتي في إطار المساعدة على منح المشاركين في مفاوضات سرت «الفرصة للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار والأعمال العدائية خلال الجولة الأولى من المباحثات»، فضلا عن كونها خطوة جيدة لبناء الثقة.
وفي رده على سؤال حول مدى استعداد الخرطوم للقبول بنشر قوة دولية مختلطة في إقليم دارفور، أكد عبد الحليم استعداد السودان للقبول بتلك القوة أيا كان حجمها داعيا الجهات المعنية إلى «عدم الاختباء» وراء عبارات مثل «السودان لم يمنح الأرض» أو أنه يعترض على مشاركة دولة معينة في تشكيل القوات.
عبد المحمود عبد الحليم (الجزيرة-أرشيف)
بيد أن السفير السوداني انتقد وبشدة قرار الأمم المتحدة منح شركة باسيفيك للبناء الأميركية عقدا بقيمة 250 مليون دولار لتشييد خمسة معسكرات جديدة في إقليم درافور لاستضافة أكثر من أربعة آلاف من عناصر الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
واعتبر أن منح الشركة العقد المذكور بطريقة التعاقد المباشر دون الإعلان عن مناقصة لاستدراج العروض يعد أمرا مخالفا لأنظمة التعاقد المتبعة في المنظمة الدولية، موضحا أن السودان سيقدم احتجاجا رسميا إلى لجنة الميزانية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وإلى الجمعية العمومية نفسها.
يشار إلى أن المتحدثة باسم الأمم المتحدة ميشيل مونتاس بررت الأسبوع الفائت هذا القرار بقولها إن «صعوبة المتطلبات وضيق الوقت المحدد» في قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بنشر قوة مشتركة في إقليم دارفور تطلب التعاقد مع «جهة تتمتع بخبرة ودراية كبيرتين في المنطقة المذكورة».
مقتل ثلاثة جنود
من جهة أخرى تحدثت البعثة الأممية في السودان أمس عن تلقيها تقارير ميدانية من إقليم دارفور تفيد بمقتل ثلاثة من جنود القوات الحكومية السودانية بعد محاصرتها مخيم حامدية للاجئين وإطلاق النار على الموقع.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن متحدثة باسم الأمم المتحدة قولها إن الجنود السودانيين تحركوا نحو المخيم في أعقاب الأنباء التي ترددت عن مقتل عنصر تابع للاستخبارات السودانية على أيدي اللاجئين داخل المخيم.
وأضافت أن القوات الحكومية السودانية «حاولت دخول المخيم مرتين»، مشيرة إلى أن التقارير الأولية أشارت إلى مقتل ثلاثة من الجنود المهاجمين وفرار عدد من اللاجئين خوفا من تكرار الهجوم.
بيد أن وكالة رويترز ذكرت أنها لم تستطع الحصول على أي تعليق حول هذه الأنباء من مصدر في الجيش السوداني.