قال موسى هلال المعروف بأنه يتزعم ميليشيا «الجنجويد» المنسوب اليها ارتكاب جرائم الحرب في اقليم دارفور، ان تغيير الاوضاع في دولة تشاد المجاورة سينعكس «خيرا» على السودان، ووصف اتهامات تشاد للسودان حول الهجوم الاخير للمعارضة التشادية على العاصمة نجامينا بأنها «أقاويل».
وتأتي تصريحات هلال المستشار الحكومي بعد يوم واحد من اتهام المسؤولين التشاديين للحكومة السودانية بدفع ميليشيات الجنجويد الموالية لها في المعارك التي دارت بين قوات الرئيس التشادي ادريس ديبي وقوات المعارضة داخل العاصمة نجامينا.
وكان هلال، وهو مرجح أن يكون من المطلوبين دوليا في ملف جرائم الحرب في دارفور، عينه الرئيس عمر البشير قبل اسبوعين مستشارا في وزارة الحكم الاتحاي، مما أثار غضب الحركات المسلحة في دارفور وبعض الدول الغربية والمنظمات المعنية بحقوق الانسان. ورفض هلال في تصريحات صحافية الاتهامات التشادية بتورط القبائل العربية في دارفور والحكومة السودانية في احداث تشاد الاخيرة، وقال «ليس هناك دليل ملموس يثبت دور الحكومة في ذلك». واضاف ان تغيير النظام الرئاسي في نجامينا سيسهم بفاعلية في تحسن الاوضاع بين السودان وتشاد وسينعكس خيرا على السودان، ويدرأ الفتنة التي ظل نظام ديبي يشعل أوارها من خلال تأجيجه للصراع من وقت لآخر. ووصف هلال الاتهامات التشادية بأن الحكومة قامت بدعم الهجوم على نجامينا بانها اقاويل معادية تستند الى معلومات واهية، وعزا ما يحدث في هذا الشأن الى الحدود المفتوحة بين البلدين وتدخل القبائل في السودان وتشاد.
الى ذلك، حذر أمين العلاقات الخارجية فى المؤتمر الوطنى مصطفى عثمان اسماعيل في تصريحات صحافية، تشاد من اقحام السودان في شأنها الداخلي. وقال ان أي جهة تحكم نجامينا سواء كانت في الحكومة او المعارضة ينبغي ان تنأى عن التدخل في الشؤون الخاصة بالسودان.
فيما دحض الجيش السوداني على لسان الناطق باسمه، الانباء التي تداولتها وسائل الاعلام عن دعم الجيش السوداني للمعارضة التشادية في هجومها على العاصمة نجامينا، ونسب مركز اخباري مقرب من حزب الرئيس عمر البشير للمتحدث باسم الجيش العميد عثمان محمد الاغبش أن ما يجري في تشاد شأن داخلي وان ما ذكره مسؤولون تشاديون عن اشتراك الطيران السوداني في بعض الاعمال الهجومية داخل الاراضي التشادية لا اساس له من الصحة ولا تدعمه أي شواهد أدلة.
ووصلت الى ولاية غرب دارفور المجاورة لتشاد من الناحية الشرقية مئات من اللاجئين التشاديين الفارين من توترات الاوضاع في العاصمة نجامينا ومدينة ادرى على الحدود الشرقية، ولم تشأ حكومة ولاية غرب دارفور تقديم أرقام محددة حول اعداد اللاجئين الذين وصلوا الولاية، غير ان والي الولاية أبو القاسم إمام الحاج قال ان سلطات ولايته اتخذت كافة التحوطات اللازمة لاحتواء أي انعكاسات سالبة للمواجهات بين المعارضة التشادية والقوات الحكومية على الولاية. وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة قد قالت اول من امس ان 400 تشادي على الأقل فروا من اعمال العنف في نجامينا ولجأوا الى مدينة كوسيري في الكاميرون، في تزامن مع تمكن القوات الفرنسية التي تتمركز في مطار العاصمة التشادية من إجلاء 400 أجنبي في رحلتين الى ليبرفيل وباريس.
وقال امام في تصريحات صحافية إن الواجب الإنساني يقتضى استقبال حكومة ولايته لأي لاجئ تشادي مثلما استقبلت الأراضي التشادية لاجئي دارفور. وحسب امام، فان الاوضاع غرب دارفور في استقرار، ونوه بأنها في وقت سابق تعرضت الى قصف جوي من الجيش التشادي بدعوى ملاحقة المتمردين عليها، وقال إن المعارك التي تحدث بين أطراف النزاع لا تزعج حكومة الولاية خاصة وأنها تدور حول العاصمة نجامينا بعيداً عن الحدود الشرقية ومدينة أدرى الحدودية. ودعا الأطراف التشادية لضبط النفس والتعامل بلغة الحوار للتوصل إلى نتائج أفضل. وقال مواطنون في غرب دارفور إنهم شهدوا نزوح مئات اللاجئين التشاديين إلى الأراضي السودانية خلال اليومين الماضيين بعد أن فقدوا المأوى والممتلكات.
وقالت وكالة السودان للأنباء «سونا» الرسمية إن القائد محمد عبد الله من حركة العدل والمساواة المسلحة في اقليم دارفور لقي مصرعه خلال تحرك قوات الحركة المساندة الجيش التشادي في مواجهة قوات المعارضة التشادية على مشارف مدينة نجامينا. ونسبت الوكالة لمصادر أن قوات حركة العدل والمساواة تشارك مع الجيش التشادي في تصديه لقوات المعارضة التشادية. وق الت مصادر الوكالة الرسمية إن قوات المعارضة التشادية اضطرت الى الانسحاب من مدينة ادرى التشادية بعد ان تعرضت لقصف بالراجمات؛ وذلك حفاظا على سلامة المدنيين فى ذات الوقت الذي تمكنت فيه قوات المعارضة التشادية من تكبيد كتيبة تشادية قادمة من حدود افريقيا الوسطى خسائر فادحة فى الارواح والمعدات؛ وذلك خلال تحركها لتقديم الدعم للقوات الحكومية