كشفت مصادر تشادية عن زيارة غير معلنة قام بها وزير داخليتها احمد محمد باشر الى الخرطوم في إطار وقف التوتر الحادث بين البلدين في الشهر الماضي، مرحبة في ذات الوقت بالمبادرة التي اطلقها الاتحاد الاوروبي للتوسط بين انجمينا ومعارضيها في شرق البلاد. وابدت المصادر عن استعدادها لأي مبادرة آخرى من اي دولة لرأب الصدع مع السودان، بشرط التزام الخرطوم بالثوابت والاتفاقيات الموقعة في طرابلس والرياض بين البلدين.
وقال مسؤول الإعلام بالقصر الرئاسي جبريل محمد آدم، في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، إن المفوض الأوروبي المكلف شؤون التنمية والمساعدات الإنسانية، لوي ميشال، اطلق مبادرة لتحقيق الامن والاستقرار في تشاد عقب ختام زيارته الاخيرة، مشيراً في ذات الوقت الى ان مبعوث الزعيم الليبي الامين العام لتجمع دول الساحل والصحراء (س ص) محمد الازهري وصل امس الى انجمينا بهدف تبادل الرؤى والافكار مع المسؤولين حول التوترات بين السودان وتشاد، مبينا ان الجهود الدبلوماسية التي تقودها بعض الدول لذات المهمة مستمرة. وقال إن زيارة غير معلنة قام بها أخيرا وزير الداخلية والامن العام التشادي محمد احمد باشر الى الخرطوم متزامنة مع زيارة وزير الامن العام الجابوني لكل من انجمينا والخرطوم لرأب الصدع بين البلدين. واكد آدم تمسك حكومته بوقف الحكومة السودانية تسليح وإيواء المعارضة التشادية داخل اراضيها، وتجريدها من السلاح كخطوة اولى للتمهيد للجهود الدبلوماسية والسياسية بين الجارتين. وكان ميشال قد قال اول من امس في بيان ببروكسل إن أوروبا لن تتخلى عن واجبها في مساعدة اللاجئين السودانيين في تشاد، ووصف نشر القوة الأوروبية شرق تشاد بـ«العامل الأساسي لإعادة الأمن» للمنطقة.
وحسب آدم فإن المفوض الأوروبي التقى الرئيس التشادي إدريس ديبي، وأعضاء في حكومته وممثلين عن وكالة الأمم المتحدة العاملة في المنطقة في مجال المساعدات الإنسانية، وكذلك ممثلين عن منظمتي الصليب والهلال الأحمر. وبلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها المفوضية الأوروبية لضحايا نزاع دارفور ما يقارب الستين مليون يورو منذ عام 2005، وذلك بدون الحديث عن المساعدات التي قدمتها دول الاتحاد الأعضاء بشكل فردي.
الى ذلك قال برنامج الاغذية العالمي أمس ان السرقات المسلحة وهجمات قطاع الطرق تهدد شحنات الأغذية لأكثر من مليونين من سكان دارفور. ويعتمد نحو ثلثي سكان دارفور على أكبر عملية إغاثة في العالم إلا أن انهيار القانون والامن في المنطقة الشاسعة جعل الحياة صعبة بالنسبة لعمال الاغاثة الانسانية.
وحسب وكالة رويترز فإن مسؤولين من برنامج الغذاء العالمي قالوا انه حتى الان (2008) سرقت 22 شاحنة وفقد 18 سائقا. ودعا المسؤولون الحكومة السودانية للتأكد من أن الطرق آمنة. وقال كينرو أوشيداري رئيس برنامج الاغذية العالمي في السودان في بيان «شركاتنا الرئيسية للنقل ترفض الآن إرسال المزيد من العربات بسبب هذا التزايد في أعمال قطع الطر