انسلاخ 3 من القادة و35 جنديا من حركة تحرير دارفور بزعامة مناوي: القائم بالأعمال الأميركي بالخرطوم: العقوبات على السودان محاولة غير دقيقة في المعالجة

June 2007 · 4 minute read

انسلخ 3 من كبار القادة العسكريين، برفقتهم 35 جنديا من حركة تحرير السودان المسلحة الموقعة على سلام دارفور وانضموا الى الحركات الرافضة للاتفاق، احتجاجا على «تردي الأوضاع الغذائية لجنود الحركة في الميدان وتجاهل القيادة السياسية لهم».

وتوقع قائد كبير في الحركة، التي يتزعمها كبير مساعدي الرئيس البشير مني اركو مناوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» انضمام جنود وقيادات أخرى من حركته الى المسلحين الرافضين للاتفاق، فيما وصف اوضاع الميدانيين بـ«السيئة»، وحمل الناطق في الحركة الحكومة والاتحاد الافريقي وزعيم الحركة مناوي مسؤولية ما يحدث لقواته في الميدان.

وفي الخرطوم، أجرى المبعوث الصيني الخاص للسودان في ثاني زيارة له منذ تعيينه في المنصب قبل ثلاثة اشهر مباحثات أمس مع الرئيس عمر البشير حول الأوضاع في اقليم دارفور. وقال قويجين الذي وصل الخرطوم في إطار جولة افريقية عربية حول دارفور شملت عددا من الدول الافريقية ورئاسة الاتحاد الافريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بجانب الجامعة العربية ان بلاده يسعى مع جميع الأطراف لتعزيز الحل السياسي السلمي لقضية دارفور. وجدد المبعوث الصيني حرص بلاده على دفع جهود الأسرة الدولية لدعم السلام والاستقرار بدارفور، قال لقد ناقشنا مسار العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بجانب القضايا الحية ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا. وطالب قويجين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والحكومة السودانية للعمل معا لعودة الاطراف الرافضة للاتفاق للجلوس للحوار وصولا للسلام والاستقرار في دارفور.

وعبر المبعوث الصيني عن سعادة بلاده بتجاوز قضية دارفور للحديث عن القوات الدولية والتركيز على الحل السياسي. وقال علي كرتي وزير الدولة بالخارجية إن المبعوث يسعى من خلال جولته الحالية لبلورة موقف مناصر للدفع الإيجابي للحل السلمي لقضية دارفور ستعرضه الصين خلال مؤتمر باريس.

وفي غضون ذلك، قال البرتو فرناندز القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية الجديد ردا على أسئلة الصحافيين امس أن سبب العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على السودان هو الإحباط الاميركي من الوضع في دارفور، واضاف «انها محاولة غير دقيقة في المعالجة ولكن على العموم الهدف من العقوبات ليس الشعب السوداني ونحن نؤمن بمستقبله المشرق». واضاف قائلا «انا أفهم أن العقوبات موضع جدل، مشيرا الى أن القلق من العقوبات هو تأثيره على الأبرياء، الأمر الذي لا تقصده أميركا بفرضها العقوبات على السودان»، قبل ان يؤكد دعم بلاده للعمليات الهجينة في دارفور وتأييد جهود الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في حل المشكلة سلميا.

وينشط الدبلوماسي الاميركي هذه الايام في لقاءات مع المسؤولين في الخرطوم بالتركيز حول ملف دارفور، والتقى في هذا الخصوص امس بوزير الخارجية الدكتور لام أكول، وقال الدبلوماسي الاميركي ان بلاده على استعداد للعمل المشترك مع الخرطوم «لتجاوز مرحلة عدم الثقة عبر الحوار الصريح والمستمر والتركيز على الجوانب الإيجابية لتطوير العلاقات بين البلدين». وعلى صعيد الميدان في دارفور، اكد مسؤول عسكري كبير فى حركة تحرير السودان انسلاخ 3 من كبار القادة العسكريين وهم: مسؤول ملف الترتيبات الامنية لاتفاق ابوجا وقائد قطاع دار السلام بفصيل مناوي ابوبكر محمد نور وقائد العمليات بالقطاع الأوسط يوسف داؤود الى حركة تحرير السودان الرافضة لابوجا برفقتهم 35 جنديا من الحركة.

وحذر الناطق العسكري لحركة تحرير السودان جناح مناوي محمد حامد دربين من انهيار اتفاقية أبوجا في حال استمرار الأوضاع المعيشية لقواته في الميدان، ووصفها بأنها «سيئة». وقال الناطق العسكري لحركة تحرير السودان ان الأوضاع المعيشية لقوات الحركة من متردية «وهناك نقص في الإمداد والمؤن والمواد طبية»، وأضاف ان الجيش يرى ان هناك قصوراً من الحكومة والاتحاد الأفريقي ورئيس الحركة مناوي نفسه بشان المشكلة.

وذكر ان الاتفاق ينص على انه بعد 18 يوما من التوقيع على الحكومة بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي توفير الدعم الصحي لقوات الحركة خاصة الجرحى «ولكن شيئا من ذلك لم يحدث حتى الآن». وقال دربين ان القيادة السياسية لا تهتم بالقيادة الميدانية وحذر دربين من كارثة ستحل بالحركة من جراء استمرار تردي الأوضاع التي أحبطت الجنود، وقال ان الحكومة أرسلت مواد تموينية غير صالحة «ذرة مضروبة بالسوس لا تصلح لغذاء الحيوان».

وكشف دربين ان قوات الحركة لم تصرف اي مرتبات منذ توقيع الاتفاق الذي يسمح بذلك حتى الآن، وقال ان جيش الحركة لا توجد له ميزانية تسيير ولا يوجد به تأهيل للدمج ولا يتلقى خدمات طبية، «ان إهمال القيادة السياسية للجيش جعلنا نعيد 52 من جرحى احداث حي المهندسين بالخرطوم الدامية مطلع العام هذا العام لعلاجهم بالميدان».