يشارك مسؤولون حكوميون سودانيون وقياديون من حركتين مسلحتين في دارفور في اجتماعات ومناقشات تنظم في واشنطن يوم الأربعاء المقبل حول مشكلة دارفور. وينظم الندوة معهدان من معاهد «البحث والتفكير» في العاصمة الاميركية، وهما معهد «مانشستر ترييد» ومعهد «اكزكتيف ريسيرش اسوسييت». وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤولون حكوميون سودانيون مع أعضاء من حركة «العدل والمساواة» التي شنت الشهر الماضي هجوماً مسلحاً فاشلاً على الخرطوم، و«حركة تحرير السودان»، وذلك منذ توقيع اتفاقية سلام في ابوجا (نيجريا) في مايو (آيار) عام 2006، في مؤتمرٍ واحدٍ.
ومن أبرز الشخصيات التي ستشارك في المناقشات غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وعبد الواحد محمد نور رئيس فصيل حركة تحرير السودان الذي يقيم في المنفى في باريس، وهذه هي اول زيارة له لواشنطن، وطاهر الفكي رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة، والتيجاني صالح فضيل وزير التعاون الدولي في حكومة الخرطوم، وسيد محمد الخطيب مدير المركز الدراسات الاستراتيجية في الخرطوم. وتنظم المناقشات تحت عنوان «مشكلة دارفور وانعكاساتها على السودان والمنطقة». وستناقش الجلسة الأولى جذور مشكلة دارفور، وهي الجلسة التي يشارك فيها عبد الواحد محمد نور والتيجاني فضيل، وطاهر الفكي. وفي الجلسة الثانية ستتم مناقشة موضوع «هل دارفور حرب بالوكالة»، ويشارك فيها سيد الخطيب وفرانسيس دينق. وفي الجلسة الثالثة يحاول المشاركون الاجابة عن سؤال مفاده «هل تهدد أزمة دارفور اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب». ويشارك فيها الدكتور عبد الرحمن الخليفة الاستاذ في جامعة الخرطوم، وعبد الله عثمان التوم من حركة «العدالة والمساواة». اما الجلسة الرابعة التي ستنعقد تحت عنوان «البحث عن حلول.. وجهات نظر من أجل السلام والتنمية الاقتصادية في دارفور»، سيشارك فيها غازي صلاح الدين، وعمر إسماعيل، وهو باحث سوداني مقيم في اميركا، ولوال دينق لوال وزير الدولة في وزارة المالية في الخرطوم.
وذكرت مصادر مطلعة أن وفد الخرطوم سيصل اليوم إلى واشنطن، وهو يضم غازي صلاح الدين، وبونا ملوال مستشار الرئيس السوداني، والتيجاني صالح فضيل، ويحيي حسين بابكر، ولوال دينق لوال، ولام أكول وزير الخارجية السابق، وسيد محمد الخطيب، وعبد الرحمن الخليفة، ومضوي الترابي نائب برلماني، ومحمد عبد الله التوم من وزارة الخارجية. ولا يعرف ما إذا كان هذا الوفد الذي يزور العاصمة الاميركية والذي يضم شخصيات وازنة من حزب المؤتمر الوطني المهيمن على حكومة «الوحدة الوطنية» في الخرطوم، سيجري اتصالات مع الإدارة الاميركية، التي علقت مفاوضات متعثرة بين الجانبين لتطبيع العلاقات. وكان ريتش وليامسون مبعوث الرئيس الاميركي جورج بوش إلى السودان، قال يوم الاربعاء الماضي في واشنطن إن تطبيعاً للعلاقات بين البلدين لا يمكن ان يتم إذا لم تحدث تغييرات على الأرض وتحل مشكلة دارفور وابيي، وان يتم التطبيق الكامل لاتفاقية السلام بين الشمال والجنوب.
وكان اثنان من الشخصيات التي ستزور واشنطن قد شاركا في جولتين من المحادثات المتكتمة جرت في العاصمة الايطالية روما والخرطوم بين وفدين رسميين سوداني واميركي لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، وهما يحيى حسين بابكر، وسيد محمد الخطيب. وكانت الحركة الشعبية التي تهيمن على حكومة الجنوب شاركت في الجولة الأولى من المحادثات التي جرت في روما، بيد انها علقت مشاركتها بعد ذلك بسبب تطورات الموضوع في ابيي، المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.