طالبت باريس بممثلية لها في دارفور غربي السودان بعد تهديدها بموقف حازم لمن يهددون السلام بالإقليم, في الوقت الذي أعلنت فيه ستة فصائل متمردة مقاطعة محادثات سرت بين الخرطوم والفصائل المتمردة الأسبوع المقبل.
وقالت وزيرة الدولة بالخارجية الفرنسية راما ياد «علينا فتح مكتب تمثيل لفرنسا في دارفور كما اقترح وزير الخارجية برنار كوشنر».
وتساءلت ياد في ختام زيارتها للسودان التي شملت دارفور «لماذا لا يكون هناك شخص يمثل بلادنا في هذه المنطقة؟» قائلة إن على المجموعة الدولية وباريس ألا يتخلوا عن أهل الإقليم أو «إشاحة الوجه عنهم».
وفي تعليقها على محادثات السلام المرتقبة في الجماهيرية الليبية, أفادت الوزيرة الفرنسية أن بلادها والمجتمع الدولي يدعمون من يختارون طريق السلام قائلة إن الحل السياسي وحده هو الذي يضع حدا لأزمة الإقليم.
تهديد
وهددت ياد في وقت سابق باتخاذ موقف حازم ضد من يهدد السلام بدارفور. وأوضحت أن باريس ستبذل قصارى جهدها لإقناع رئيس أحد فصائل المتمردين -وتقصد حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور- لحضور محادثات سرت.
وخلال زيارتها توجهت الوزيرة للفاشر وزارت مخيمات اللاجئين, والتقت السلطات المحلية وممثلي المنظمات الإنسانية. ووصفت الوضع الإنساني في الإقليم بأنه «مستمر في التدهور».
مقاطعة سرت
وجاءت تلك التصريحات, فيما أعلنت فصائل متمردة مقاطعة محادثات سرت. وقال القائد الميداني في حركة تحرير السودان أحمد عبد الشافي إن فصيله وخمسة فصائل أخرى (منشقة عنه) اتخذت هذا القرار «لأن وسطاء الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لم يستجيبوا لطلبات المتمردين تأجيل المحادثات بما يسمح لهم بصياغة موقف موحد والاتفاق على وفد يمثلهم».
وأضاف عبد الشافي بعد اجتماع في جوبا شارك فيه نحو 70 موفدا للفصائل المتمردة أنه صدم لأن «الأمم المتحدة بدأت في توزيع الدعوات بينما الموجودون في جوبا يتحدثون عن الوحدة» معتبرا ما يجري «محاولة لتخريب عملية توحيد فصائل المتمردين».
كما اعترض على اختيار ليبيا مكانا لإجراء المحادثات باعتبار طرابلس «متورطة بشكل مباشر في الصراع في دارفور».
وأضاف المتحدث باسم هذه المجموعة عصام الحاج سببا آخر لمقاطعة اجتماع سرت وهو انسحاب الحركة الشعبية لتحرير السودان -فصيل التمرد السابق جنوب السودان- من حكومة الوحدة الوطنية، معتبرا أن «الحكومة الحالية ليست شرعية».
وكان السفير السوداني لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم أكد استعداد الخرطوم لوقف إطلاق النار في الإقليم بهدف إنجاح مفاوضات السلام القادمة