أصدرت الصين الواقعة تحت ضغط دولي كي تساعد في انهاء الصراع في دارفور دعوة نادرة لحليفها السودان يوم الاحد لبذل المزيد من الجهد للسماح لقوات حفظ السلام الاجنبية بالانتشار في المنطقة.
ولكن لم يكن هناك توقف للقتال وقالت الامم المتحدة انها تخشى على الاف المدنيين بعد تقارير بأن القوات السودانية قصفت منطقة يسيطر عليها المتمردون في غرب دارفور.
وفي خروج عن الغموض الدبلوماسي الصيني المعتاد وجه مبعوث الصين لدارفور توبيخا غير معتاد للخرطوم خلال زيارة هناك ودعا السودان لازالة العقبات التي تعوق الانتشار الكامل لقوة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة لحفظ السلام في اقليم دارفور.
وقال ليو جويجين لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية خلال زيارة للسودان «نشر قوة حفظ السلام المختلطة وحل قضية دارفور يتطلب جهودا مشتركة من جميع الاطراف.»
وأضاف «أولا..ينبغي على حكومة السودان أن تتعاون بشكل أفضل مع المجتمع الدولي وأن تبدي قدرا أكبر من المرونة تجاه بعض القضايا الفنية. ثم بعد ذلك ينبغي أن تعود المنظمات المعادية للحكومة في اقليم دارفور الى مائدة المفاوضات.»
وسلطت الاضواء مرة أخرى على دور الصين في السودان عندما تنحى المخرج الامريكي ستيفن سبيلبرج في الاونة الاخيرة عن منصب المستشار الفني لدورة الالعاب الاولمبية التي ستقام في بكين العام الجاري قائلا ان الصين تقاعست عن استغلال نفوذها لدى الخرطوم للسعي لاحلال السلام في دارفور.
والصين مستثمر كبير في قطاع النفط السوداني وهي أكبر جهة تمد الخرطوم بالاسلحة.
ويقدر خبراء دوليون أن 200 ألف شخص لاقوا حتفهم وأن 2.5 مليون نزحوا عن ديارهم خلال سنوات الصراع في دارفور. ويقول السودان ان وسائل الاعلام الغربية لفقت هذا العدد وان تسعة الاف قتلوا.
وحتى بعد أن تحدث المبعوث الصيني رفض علي نافع علي مساعد رئيس الجمهورية أي مبدأ خاص بالقبول بقوات غير أفريقية في القوات الدولية قبل انتشار جميع الجنود الافارقة في دارفور
وتتهم دول غربية السودان باستغلال شروط مثل تشكيل القوة كتكتيك من أجل تأخير الامر. وحتى الان لم ينتشر الا 9000 من أصل 26 ألفا.
وقالت الامم المتحدة يوم الاحد انها تلقت تقارير عن قصف جوي في منطقة جبل مون في غرب دارفور وهي منطقة شن السودان هجوما فيها في الثامن من فبراير شباط من أجل استعادة المناطق التي يسيطر عليها متمردون.
وأفاد بيان الامم المتحدة «اننا قلقون للغاية على سلامة الاف المدنيين في هذه المنطقة.»
ويقول الاهالي ان 114 شخصا على الاقل قتلوا في الهجوم ولكن الجيش يقول ان كثيرا منهم كانوا متمردين يرتدون ملابس مدنيين. وفر الاف الناس من القتال وبعضهم توجه الى تشاد المجاورة.
وتشير تقديرات مسؤولين الامم المتحدة الى أن نحو 20 ألف شخص كانوا في جبل مون. ويقولون ان القصف وقع على الرغم من تطمينات من الخرطوم يوم الاحد بأن المدنيين سيسمح لهم بمغادرة المنطقة. وسعت قوات الامم المتحدة للحصول على تطمينات مماثلة من المتمردين.
وأضاف البيان «ان الخطورة على المدنيين في هذه المرحلة عالية بصورة غير مقبولة. والحل بالنسبة لمشاكل دارفور لا يمكن أن يكون عسكريا.»
وفي تلك الاثناء قالت حركة العدل والمساواة انها أسقطت طائرة هليكوبتر شمالي مدينة الجنينة في غرب دارفور يوم الاحد. وقال الجيش السوداني ان مشكلة في المحرك تسببت في ارتطام الطائرة بالارض عند هبوطها. وأضاف أن الطيار نجا دون أن يلحق به سوء.
وقال المتحدث «حاول الطيار العودة الى الجنينة حينما تعطل المحرك الثاني فارتطمت الطائرة بالارض عند هبوطها.» واستبعد أي ضلوع للمتمردين في ذلك.
ويشير التأخر في نشر قوات حفظ السلام الدولية الى أن القوة تلاقي صعوبات في تحقيق التوقعات العالية الخاصة بأهالي دارفور بأنها ستحسن الاداء كي تؤمن غرب السودان بصورة أفضل مما كان الوضع عليه في وجود القوة السابقة التي كانت تتألف من الاتحاد الافريقي وحسب