كشفت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور «يوناميد» أن قواتها المنتشرة في الإقليم تواجه مشاكل لوجستية وخصوصاً في الطيران، ونقصاً في المعدات. وأعلنت وصول طلائع قوات إثيوبية ومصرية مشاركة في العملية.
وقالت مسؤولة الإعلام في «يوناميد» شيرين زوربا إن طلائع القوة الإثيوبية المشاركة في القوة المشتركة ستصل إلى دارفور اليوم، وأشارت إلى أن نحو 90 فرداً من القوة المصرية وصلوا إلى نيالا ثاني أكبر مدن دارفور وكشفت عن ترتيبات لاستقبال بقية أفراد القوات المصرية الأسبوع المقبل.
وذكرت زوربا أن البعثة المشتركة تواجه بعض العراقيل في عملها مثل مسألة الطيران وبعض العقبات اللوجستية، وطالبت السلطات السودانية بالسماح للإعلاميين باستخدام طائرات «يوناميد»، مؤكدة أن اتفاق القوة المشتركة ينفّذ كل يوم في شكل جديد.
وفي الشأن ذاته، كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس الاثنين، تقريراً من دارفور أشارت فيه إلى أن بيروقراطية الحكومة السودانية ومراوغتها وتردد الدول الأخرى في إرسال قواتها إلى الإقليم ساهم في تقويض مهمات السلام حتى قبل أن تبدأ. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمميين قولهم إن القوة ذات المهمة المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، تسلّمت رسمياً زمام الأمور من قوات الاتحاد المنهكة في أول العام، وهي مكونة الآن من تسعة آلاف جندي من أصل 26 ألفاً، ولكن لن يتم نشر المزيد قبل نهاية هذا العام. غير أن الجنود المنتشرين هناك الآن يفتقرون إلى المعدات اللازمة كحاملات نقل الجنود المدرعة والطائرات المروحية لتنفيذ أبسط مهمات حفظ السلام. وأكد عناصر في حفظ السلام أنهم يضطرون أحياناً إلى شراء الطلاء بأنفسهم لتحويل لون خوذاتهم إلى الأزرق الذي يرمز إلى الأمم المتحدة.
وأضافت أنه على رغم كل ما تواجهه تلك القوات من معوقات، فإنها تحاول أن توجد شعوراً بالأمن لعشرات الآلاف من المدنيين المشردين في المناطق التي تسيطر القوة المشتركة عليها، وذلك بإرسال دوريات ليلية متكررة إلى المخيمات القريبة التي شهدت عمليات قتال ضارية. ولكن هذه الإنجازات البسيطة تبقى هشة، وستكون القوات غير فاعلة ومعرضة للخطر إذا لم يتم إرسال مزيد من القوات في القريب العاجل، كما كتبت الصحيفة.
إلى ذلك، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونسيف» أن اربعة سائقين كانوا يرافقون مهندسين للحكومة يعملون معها على مشروع لايصال المياه خطفوا في دارفور، وطالبت بالافراج الفوري عنهم. وقالت المنظمة إن عصابات أوقفت الخميس قافلة من ثلاث سيارات وشاحنة كانت تقل أربعة مهندسين وأربعة سائقين من مصلحة المياه السودانية في أم تاجوك في شمال دارفور. وأضافت ان السائقين اُجبروا على اللحاق بالخاطفين في سياراتهم فيما فقدت آلة حفر.
في غضون ذلك، وصل إلى الخرطوم أمس وزير الخارجية الكندي مكسيم برنيه في زيارة رسمية تستمر حتى الجمعة المقبل وسيلتقي بكبار المسؤولين في الحكومة الاتحادية وحكومة جنوب السودان لحضهم على التصدي لأعمال العنف المستمرة في دارفور وتنفيذ اتفاق السلام الشامل واحترام حقوق الانسان. ومن المنتظر ان يجتمع الوزير الكندي أيضاً مع عدد من ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لمناقشة ما يتعلق ببعثات حفظ السلام في السودان.
وفي تطور آخر، طالب وزير الخارجية السودانى السابق الدكتور لام أكول السلطات بسرعة الكشف عن الجناة الذين قتلوا سائقه وأحد حراسه وموظفاً في مكتبه، والقبض عليهم ومحاكمتهم. وقال إنه حزين ويشعر بألم شديد على فقدهم.
ورفض أكول، في تصريح من ملكال ثاني أكبر مدن جنوب السودان حيث يوجد حالياً، اتهام أي جهة أو تبرئتها من اطلاق النار على سيارته في منطقة نوك ديار قرب ملكال عصر السبت، موضحاً أنه لا يريد استباق الأحداث وسينتظر التحقيقات الرسمية الجارية. وحول ما إذا كان يشعر بأن حياته في خطر، أكد اكول أنه لا يخشى على حياته لأن حياته وأموره كلها بيد الله، مشيراً إلى أنه لم يكن في سيارته عندما تعرضت الى اطلاق نار.