مفاوضات لتوحيد مسلحي دارفور بلندن

June 2007 · 3 minute read

اتفق التحالف الفيدرالي وإحدى فصائل حركة تحرير السودان على التنسيق والعمل المشترك،فيما طالبت الحركات المسلحة الرافضة لاتفاق أبوجا عشية انعقاد المؤتمر الدولي الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس بخصوص دارفور وضع الحل السياسي وتحقيق السلام والاستقرار بحل جذور المشكلة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتواترة، ووضع حدٍّ للإنقسام الدولي تجاه المشكلة خاصة من الصين، وتقديم الذين ارتكبوا جرائم حرب وضد الإنسانية للعدالة، ورفضها أن تصبح اتفاقية أبوجا أساساً للتفاوض مع الحكومة السودانية والتعجيل بايقاف قتل المدنيين وإغاثة المتضررين.

 

وقال رئيس حركة تحرير السودان الرافضة لاتفاق أبوجا لسلام دارفور أحمد عبد الشافي الذي وصل العاصمة البريطانية لندن أمس لإجراء حوارات مع الحركات المسلحة في الإقليم وعدد من المسؤولين البريطانيين لـ(السوداني) «إن الحركات لم تتم دعوتها لمؤتمر باريس»، داعياً ألا تصبح مثل المؤتمرات التي انعقدت من قبل دون أن تنفذ نتائجها، وأضاف «على المجتمع الدولي ألا يحصر نفسه في القضايا الإنسانية وحدها اذ لا بد من حل سياسي ومعالجة جذور المشكلة»، وشدد على ضرورة أن يراجع المؤتمرون قرارات مجلس الأمن الدولي لتنفيذها وانعقاد المحكمة الجنائية الدولية للذين ارتكبوا جرائم حرب وضد الإنسانية في دارفور، معتبراً أن الأمم المتحدة باتت تجامل الحكومة السودانية في تنفذ قراراتها، وقال «هذا ما يجعل الخرطوم تستهتر بقرارات المنظمة الدولية ولا تعيرها إهتماماً وتتحداها».

 

وقال عبدالشافي إن حركته ترفض أن تصبح اتفاقية أبوجا أساساً للتفاوض المرتقب مع الحكومة، وأضاف «إن اتفاق أبوجا لم يحقق سلاماً أو استقراراً ولا بد من معالجة جذور القضية دون النظر لأبوجا»، سارداً الجهود التي بذلتها حركته مع بعض من المنظمات الدولية لتوحيد الحركات التي تقف في خندق واحد مع حركته، متهماً الخرطوم بأنها تقف في عرقلة تلك الجهود باستمرار قصفها للمواقع التي حددت لإجراء اجتماعات للميدانيين في دارفور، مشيراً الى وجود ثلاث مبادرات تعمل على تحقيق وتوحيد الحركات، وقال «إن هناك مبادرة من مركز الحوار الإنساني ومقره جنيف، ومنظمة أخرى ايطالية ومبادرة الحركة الشعبية»، واضاف «سنبذل جهدنا مع المبادرة الأقوى» دون أن يحددها، معتبراً زيارته الى لندن فرصة لعقد حوارات مع رئيس حركة التحالف الفدرالي أحمد إبراهيم دريج وقيادات الحركات الموجودة في لندن، وقال «سنركز على توحيد الحركات وكل قوى الهامش لمواجهة المركز –الخرطوم- ونسعى للعمل المشترك معها».

 

من جهته عبر الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة أحمد حسين عن تقدير حركته للدور الذي تلعبه فرنسا تجاه قضية دارفور، وأعرب عن أمله ألا يصبح مؤتمر باريس حلقة من العلاقات العامة وأن يتجه إلى وقف الانقسام الدولي حيال دارفور، وقال إن هناك رسائل مهمة يجب أن يضعها المؤتمرون في اجتماعهم، وحددها بايجاد وسائل لايقاف قتل المدنيين وإغاثة المتضررين، وأن توحد الصين جهودها مع المجتمع الدولي، وأن يكون هناك نهج شامل للمشكلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً دون الوقوف على القضية الأمنية والإنسانية وحدهما.

 

ودعا حسين في تصريحه لـ(السوداني) مؤتمر باريس أن يوصل رسالة واضحة لمن اسماهم بالمتنفذين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بأنه آن الأوان لحل جذري للأزمة، وقال إن على المجتمع الدولي أن يتعامل مع ممثلي دارفور من الحركات لأنهم أصلاء في القضية وليسوا ملتحقين بها، مناشداً المؤتمر أن يخرج بمعالجات حول قضايا ما بعد السلام في دارفور من إعادة الإعمار والتنمية وتحقيق النهضة الشاملة ضمن سودان حر وعادل وديموقراطي.

 

ولفت حسين إلى أن حركته تجري حواراً معمقاً مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقال إن ثمار الحوار تتجه في التلاقي حول الحل السياسي والسلمي والعادل والتحول الديموقراطي وقضايا العدالة الاجتماعية، وأضاف أن حركته راضية باتجاهات الحوار ونهاياته التي يمكن أن يجلبها الى السودان بتحقيق وحدته على أسس جديدة، وتابع «ستكون هناك حوارات عميقة مع دول الجوار الإقليمي للسودان والقوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية»، مشيراً الى الاتصالات التي أجرتها الحركة الشعبية في واشنطون مع مراكز اتخاذ القرار فيها.