طالب متمردو دارفور يوم السبت بكين بسحب قواتها لحفظ السلام من دارفور بعد ساعات من وصول وحدة تابعة لسلاح المهندسين بالجيش الصيني الى المنطقة الواقعة بغرب السودان.
ووصل أكثر من 130 مهندسا صينيا الى نيالا عاصمة جنوب دارفور يوم السبت لتمهيد السبيل امام نشر قوة مشتركة قوامها 26 الف فرد من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في المنطقة التي قتل فيها ما يصل الى 200 الف شخص خلال اربعة اعوام من الصراع.
لكن حركة العدل والمساواة قالت انها لن تسمح للمهندسين بدخول المناطق التي تسيطر عليها قواتها. واتهمت بكين باذكاء الازمة من خلال دعمها للخرطوم.
وقال خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة لرويترز «ليسوا (المهندسون الصينيون) محل ترحيب .. لن يستطيعوا ابدا دخول منطقتنا.»
واضاف «نعارض مجيئهم لان الصين لا تهتم بحقوق الانسان. انها لا تهتم سوى بموارد السودان. ونحن نطالبهم بالرحيل عن السودان لا سيما مناطق البترول.»
وكانت الصين قد نصحت السودان بالتعاون مع جهود الامم المتحدة لحل الازمة لكنها لا تزال اكبر مورد سلاح للخرطوم بمبيعات زادت 25 مثلا في الفترة بين عامي 2002 و2005. وزاد اجمالي التعامل التجاري 124 في المئة في النصف الاول من هذا العام مقارنة مع عام 2006.
وهاجمت حركة العدل والمساواة منشاة نفطية تديرها الصين الشهر الماضي في منطقة كردفان بوسط السودان لكن ابراهيم امتنع عن التعليق على ما اذا كانت الحركة ستستهدف المهندسين الصينيين.
وقال «لا اقول انني سأهاجمهم. ولن اقول انني لن أهاجمهم. ما اقوله هو انهم يأخذون نفطنا مقابل دمائنا.»
واضاف «لم تقدم الصين حتى الان سوى مليون دولار لنازحي دارفور. في الوقت الذي تأخذ فيه مليون برميل من النفط يوميا من السودان. لا نرحب بهم.»
وقال المتمردون انهم سيرحبون بقوات حفظ سلام من اي دولة باستثناء الصين. لكن الرئيس السوداني عمر حسن البشير اصر يوم الجمعة على انه لن يقبل بنشر قوات غير افريقية الا من الصين وباكستان.
وقال موقع سودان تريبيون على الانترنت الذي يزوره الكثير من القراء يوم السبت ان نازحي دارفور يعترضون ايضا على الوحدات الصينية.
وقال حسين ابو شرتاي المتحدث باسم نازحي ولاجئي دارفور الموقع ومقره باريس انه يرفض مشاركة بكين بسبب «الابادة الجماعية والسرقة التي تحدث في دارفور منذ عام 2003 بفضل الاسلحة الصينية.»
وقال علي هاماتي المتحدث باسم الامم المتحدة ان 135 مهندسا صينيا ومسؤولا طبيا الذين وصلوا الى نيالا الساعة 10.30 صباحا (0730 بتوقيت جرينتش) يمثلون الدفعة الاولى من الوحدة التي وعدت بكين بنشرها وعددها 315 فردا.
وسيقومون ببناء الجسور وشق الطرق وحفر الابار تمهيدا لوصول قوات حفظ السلام التي يبلغ قوامها 26 ألف فرد اعتبارا من يناير كانون الثاني.
ومن المفترض ان تحل القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي محل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي البالغ قوامها سبعة الاف فرد والتي تحاول حفظ الامن في دارفور التي تبلغ مساحتها مساحة فرنسا تقريبا.
وقتل عشرة من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي خلال هجوم على قاعدتهم في بلدة حسكنيتة بشرق دارفور في سبتمبر ايلول. وفي وقت لاحق القى خليل ابراهيم بالمسؤولية في الهجوم على فصيل منشق عن حركة العدل والمساواة.
ويقول خبراء دوليون ان الصراع في دارفور بين الجماعات المسلحة من جانب والحكومة السودانية والميليشيات التي تدعمها من جانب اخر ادى الى مقتل اكثر من 200 الف شخص وشرد اكثر من اربعة ملايين اخرين. وتقول الخرطوم ان وسائل الاعلام الدولية تبالغ في حجم الص