قال وزير الخارجية السوداني دينق ألور يوم الاثنين بعد محادثات مع المبعوث الامريكي الجديد الزائر ان السودان يتوقع تطبيع العلاقات مع واشنطن خلال ما بين أربعة وستة أشهر بعد أكثر من عشر سنوات من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على البلاد.
غير ان وزارة الخارجية الامريكية قالت في واشنطن انه ليس هناك جدول زمني مقترح لتطبيع العلاقات.
وقال المتحدث توم كيسي ان السودان يجب ان يساعد اولا في انهاء العنف في منطقة دارفور والتعاون في تشكيل قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على السودان عام 1997 واعتبرتها «دولة راعية للارهاب». وعلى الرغم من وجود سفارة أمريكية كبيرة في الخرطوم الا أنه لا يوجد بها سفير.
وكان الغاء العقوبات مشروطا أولا بانهاء حرب استمرت لسنوات طويلة بين شمال وجنوب السودان ولكن بعد اتفاق السلام بين الشمال والجنوب أدى الصراع الاخر الذي ظهر في منطقة دارفور الى تركيز الولايات المتحدة على حقوق الانسان وفتور العلاقات.
وقال وزير الخارجية السوداني للصحفيين بعد الاجتماع مع المبعوث الجديد ريتشارد وليامسون الذي يقوم بأول زيارة له للسودان منذ توليه المنصب » المحصلة النهائية هي تطبيع العلاقات بين البلدين.»
وأضاف «هناك جدول زمني بين الفترة الحالية والاشهر الاربعة المقبلة… ستة أشهر بحد أقصى.»
ومضى يقول ان التطبيع من الممكن أن يتضمن اعادة السفير الامريكي الى السودان ورفع بعض من العقوبات أو كلها وشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب.
ولكن لم يوضح وزير الخارجية السوداني ولا المبعوث الامريكي الشروط التي يتعين على السودان تنفيذها للوصول لهذه النتيجة.
ووصف وليامسون الاجتماع بأنه كان «عمليا» مضيفا أن مهمته هي تحريك عملية السلام في دارفور وترسيخ اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب التي جرى التوصل اليها عام 2005 والمعروفة باسم اتفاقية السلام الشامل.
وقال «التقدم لايمكن ان يكون خطابا رفيعا بل تفاصيل محددة يمكن تنفيذها على الارض حيث نجد قضية مشتركة.»
وفي واشنطن قال كيسي ان السياسة الامريكية فيما يتعلق بعلاقاتها بالسودان لم تتغير.
وقال انه لكي يكون هناك تقدم في العلاقات الثنائية تتوقع الولايات المتحدة من السودان ان يتعاون تعاونا كاملا في نشر القوة المختلطة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي «وان يتخذوا ايضا خطوات ملموسة لوقف العنف من قبل (ميليشيات) الجنجويد والاخرين في دارفور.»
وقال كيسي ان المبعوث الامريكي وليامسون من المقرر ان يتوجه الى دارفور وجنوب السودان في وقت لاحق من الاسبوع.
وحل وليامسون محل اندرو ناتسيوس الذي كان مخضرما في شؤون السودان والذي استقال العام الماضي في خطوة قال دبلوماسيون انها جاءت نتيجة شعوره بالاحباط بسبب عدم اتخاذ واشنطن لاجراءات ملموسة في مسائل حيوية مثل دعم الاتفاقية بين الشمال والجنوب.
وعلى الرغم من أن العلاقات تبدو فاترة علانية الا أن السودان تعاون مع واشنطن في المجال الامني وفي «الحرب ضد الارهاب».
غير أن مجموعة ضغط قوية داخل الولايات المتحدة مارست ضغوطا على واشنطن لمواصلة نهجها المتشدد تجاه الخرطوم الى أن يحل الصراع في دارفور.
وظلت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش صوتا وحيدا في وصف القتال الدائر في دارفور بالمذبحة الجماعية. وتوصل تحقيق أجرته الامم المتحدة إلى أن بعض الافراد فحسب ربما تصرفوا بنية ارتكاب مذابح جماعية
وحمل المتمردون وأغلبهم من أصول غير عربية السلاح في أوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية بتجاهل منطقتهم. وحشدت الخرطوم ميليشيا الجنجويد التي تضم أفرادا أغلبهم من أصول عربية لقمع التمرد