قال الدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية، لـ«الشرق الأوسط» انه سيعود الى السودان، بعد شهور قليلة للاشتراك في خطة حفر آبار في دارفور. وذكر الباز ان الرئيس السوداني عمر البشير رحب بالفكرة، وشجعه، عندما قابله في مكتبه بالقصر الجمهوري في الخرطوم. وكان الباز زار السودان الشهر الماضي، بعد نشر تقرير جامعة بوسطن، الذي أشرف عليه والذي أوضح أن الاقمار الفضائية اثبتت وجود بحيرة ضخمة قديمة تحت الارض في دارفور.
وقال الباز ان مقابلة البشير وكبار المسؤولين السودانيين، جاءت بمبادرة منه بعد أن تلقى دعوة من المسؤولين في مكتب الأمم المتحدة في السودان لزيارتهم. وكان المسؤولون في المكتب قالوا له انهم قرأوا عن تقرير جامعة بوسطن عن بحيرة دارفور. وقال الباز: «قلت لنفسي: أنا عربي، وأفضل أن أسافر الى السودان لأقابل أشقائي السودانيين أولا، قبل ان أزورهم كمبعوث من الأمم المتحدة، أو تحت قبعة الأمم المتحدة».
وقال إن عددا من كبار المسؤولين السودانيين، حضروا مقابلته مع البشير، وانهم اهتموا كثيرا بالموضوع، وان البشير شجعه للاستمرار فيه.
وقلل الباز من الضجة التي ثارت بعد المحاضرة التي القاها في الخرطوم عن بحيرة دارفور. وكان سياسيون وخبراء سودانيون قالوا ان الباز لم يكتشف بحيرة جديدة، وانها حوض جوفي وليس بحيرة، وانها مكتشفة منذ اكثر من نصف قرن. واتهمه آخرون بأنه يحمل مشروعا مصريا لزيادة نصيب مصر من ماء البحيرة.
وقال الباز: «عندما قابلت الرئيس البشير، كان يعرف انني سألقي محاضرتي. وأنا سألته: «هل أعلن خبر البحيرة في المحاضرة، أو لا؟»، وقال ان البشير قال له: «اعلنها على لساني». وذكر الباز انه في بداية محاضرته، أشار الى انه قابل البشير، وان البشير هو الذي طلب منه اعلان الخبر.
وأضاف الباز: «لست غاضبا، ولا يمكن ان اغضب من اخواني السودانيين. وأنا متعود على النقاشات العلمية، واختلاف الآراء والنظريات. عبر التاريخ يتناقش العلماء ويختلفون، واهم شيء هو انهم، في النهاية، يتوصلون الى نتائج علمية وموثقة».
وقال الباز إن الأمم المتحدة مهتمة بمشروع «الف بئر في دارفور». وقال انه نصحهم بالاستعجال ببدء الخطوات التمهيدية قبل موسم الخريف. وتوقع أن يبدأ حفر الآبار مع بداية السنة المقبلة، وأن يخرج الماء مع نهايتها.
وذكر الباز أن الأبحاث التي جرت في دارفور، هي جزء من دراسة فريقه الذي يقوده للصحراء في شمال أفريقيا، وقال «إن تركيزنا قد انصب في البحث عن المياه في تلك الصحراء، وأهم جزء فيها بالنسبة لنا هو الصحراء الغربية في مصر». وأضاف بعد أن انتهى فريقه من الصحراء الغربية، تطلع جنوبا آخذا بنظر الاعتبار الوضع الراهن في دارفور، وقال الباز «قد اكتشفنا موقعا لبحيرة كبيرة الحجم جدا، وان المياه التي كانت توجد فيها قد تسربت إلى ما تحت الصخور»، واضاف قائلا «إن الشكل المعين للبحيرة التي اكتشفناها، لا بد أن يحتوي على كميات من المياه الجوفية». وأوضح الباز أن الفريق العامل معه، لا يستطع الآن معرفة كمية المياه الجوفية الموجودة في دارفور، إلا بعد حفر الآبار، ومن ثم تضخ منها المياه لعدة أشهر، حتى يمكن التعرف على منسوب المياه فيها. وذكر ان فريقا عاملا معه من جامعة بوسطن، سيتوجه في منتصف أغسطس (آب) المقبل إلى السودان، وبعد ذلك سيعود مرة أخرى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لاختيار مواقع حفر الآبار. وذكر أن الحكومة السودانية، تعهدت في تمويل حفر 1000 بئر، وتعهدت الحكومة المصرية بحفر مجموعة أخرى من الآبار.