وصف المبعوث الصيني الى دارفور ليو كوي جينغ الهجوم الذى تتعرض له الحكومة الصينية، بسبب تعاونها فى مجال النفط مع السودان بأنه مغالطة كبرى، معتبراً أن الإعلام الغربي يتخذ من ذلك التعاون وسيلة للهجوم على بكين. وقال ان التعاون بين بلاده والسودان في مجال النفط، كان سبباً في أن يصبح السودان البلد الأفريقي الوحيد الذى يحقق معدلات نمو اقتصادية مرتفعة بلغت العام الماضي ما يقرب من11 في المائة، ونحو 9 في المائة عام 2006.
وأكد جينغ شفافية التعاون الصينى ـ السوداني في مجال النفط، وقال إن بلاده لا تستبعد أي دولة أخرى تريد أن تكون جزءا من هذه الشراكة. من جهته أكد وزير المالية د. عوض احمد الجاز، متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال لقائه مع مندوب شركة «سي ان بي سي» الصينية ـ السودانية، وقال «إنها متطورة ونامية»، مشيرًا الي ان «تبادل الخبرات والتعاون في المجال الفني والاقتصادي والتجاري يصب في مصلحة الشعبين السوداني والصيني»، مثمنا مواقف الصين تجاه السودان. وأعلن جينغ أن حكومة بلاده تعد ميزانية جديدة أكثر إنسانية بالنسبة لدارفور، وقال إن «المزيد من المساعدات الإنسانية ستبعث مستقبلا زاهرا لدارفور». وتابع «الصين تريد فقط إرسال إشارات إلى السودان والعالم الخارجى بأنها تتضامن مع حكومة الوحدة الوطنية السودانية في جهودها لمساعدة سكان دارفور»، ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية تدلل للعالم أن الصين صادقة في نيتها تجاه دارفور.
وأوضح أن «المستقبل سيثبت أن هذه المساعدات لا ترتبط بأي نوع من الشروط أو الأغراض السياسية»، وشدد المبعوث الصينى على أن الوضع فى دارفور، وخصوصاً الجانب الإنساني هناك، آخذ في التحسن تدريجيا.
من جانبه قال نائب رئيس المكتب المركزي للشؤون الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، دو تشى ون، إن بلاده لا تركز على الملفات الاقتصادية والموارد الطبيعية فقط في السودان، لكنها تسعى على خلاف الدول الغربية الى اقامة علاقات متوازنة قوامها المصالح والمنافع المشتركة. وأبان ان بلاده تسعى بشكل نشط الى الدفع من أجل تحقيق اختراق فى المفاوضات بين الأطراف المعنية بأزمة دارفور فى السودان وأيضا تعمل مع المجتمع الدولي على ضمان الانتشار السلس لقوات حفظ السلام للعملية (الهجين) بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي فى المنطقة.
وتحدث المسؤول الصيني خلال حلقة نقاشية عن التنمية فى الصين برعاية مركز السياسة الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي ببروكسل، إن القضية الأكثر الحاحا حاليا بالنسبة لقوات حفظ السلام فى دارفور هي توفير 24 مروحية والتي تعد أمراً حاسماً لجهود حفظ السلام فى المنطقة، ودعا الدول المتقدمة الى توفيرها، رافضا اقتراحات الدول الغربية القائلة بأنه ينبغى علي الصين فرض مزيد من الضغوط على الحكومة السودانية حول قضية دارفور. وأكد أن فرض الضغوط على دولة اجنبية والتدخل فى شؤونها الداخلية لا يتناسب مع السياسة الخارجية الصينية، وأوضح أن السياسة الصينية حول دارفور هي تبادل مخلص للمعلومات مع الحكومة السودانية على اساس المساواة والاحترام المتبادل حتى تفهم الخرطوم متطلبات وتطلعات المجتمع الدولي وطرح اقتراحات بناءة عليها بصفتها صديقاً حقيقياً.
المبعوث الصيني لدارفور: تعاون بكين والخرطوم النفطي جعل السودان قوة اقتصادية
February 2008 · 3 minute read