أقر الرئيس السوداني عمر البشير أمس بوجود صعوبات تواجه تنفيذ اتفاق أبوجا لحل أزمة إقليم دارفور المضطرب، لكنه أكد أن القضية في طريقها إلى الحل وفق خطة للأمم المتحدة. ووجه البشير دعوة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزيارة دارفور والوقوف ميدانياً على الأوضاع هناك، فيما سلّمت المنظمة الدولية إلى الخرطوم أمس خطة لتشكيل «قوات هجين» (مختلطة) لحفظ الأمن في دارفور.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن بان كي مون قبل في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس البشير دعوة لزيارة السودان «في القريب العاجل». وأوضحت أن الاتصال تناول المرحلة الثالثة من حزم الدعم التي تقدمها الأمم المتحدة لقوة السلام الأفريقية المنتشرة في دارفور والتي أقر مجلس الأمن تفاصيلها وطلب من سفير السودان في نيويورك نقلها إلى حكومته.
وذكرت الوكالة السودانية أن البشير وافق على إرسال بعثة في الأسبوع الأول من حزيران (يونيو) إلى أديس أبابا، لعقد اجتماع في شأن هذه المرحلة التي تتمثل في نشر 20 ألف جندي في دارفور في إطار «قوة هجين» من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وتابعت أن البشير «جدد الدعوة للأمين العام للأمم المتحدة لزيارة السودان والوقوف على الأوضاع في دارفور على الطبيعة بدلاً من تلقي التقارير المغلوطة والملفقة في أغلب الأحيان». وأضافت أن «الأمين العام قبل الدعوة لزيارة السودان في القريب العاجل».
وأعرب مجلس الأمن الجمعة عن دعمه لخطة مفصلة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لنشر قوة سلام في دارفور.
وأكد البشير، في خطاب أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الأفريقي الذي التأم في الخرطوم، أمس، «أن قضية دارفور في طريقها إلى الحل وفق خطة الأمين العام للأمم المتحدة والمعدلة في قمة مجلس الأمن والسلم الأفريقي وتحت القيادة والسيطرة التامة للاتحاد الأفريقي (على القوة «المختلطة» المقترحة)». ودعا البشير الذي أقر بوجود عقبات تواجه تنفيذ اتفاق أبوجا، كل الفصائل إلى الانخراط في العملية السلمية. وشدد على أن «لا حل لقضية دارفور إلا باعادة الأوضاع إلى طبيعتها». وأشار إلى «محاولات مستميتة لسحب ملف دارفور من الاتحاد الأفريقي، وهي محاولات يائسة لاعادة الهيمنة الاستعمارية إلى أفريقيا».
وأفيد أن الحكومة السودانية تسلمت أمس تقرير اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي الخاص بتشكيل «القوات المختلطة» لنشرها في دارفور. وسيخضع التقرير لدرس المسؤولين السودانيين قبل الرد عليه. وينص التقرير على خطة لنشر «قوات هجين» تقدّر بنحو 23 ألف جندي في الإقليم المضطرب.
في غضون ذلك، قال ناطق باسم الاتحاد الافريقي أمس أن ضابطاً مصرياً تابعاً للأمم المتحدة أُرسل إلى دارفور لدعم قوات حفظ السلام الافريقية قُتل على أيدي لصوص في منزله في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وأضاف (رويترز) أن المقدّم إيهاب أحمد أرسل إلى دارفور ضمن قوة المعاونة التابعة للأمم المتحدة لدعم نحو سبعة آلاف جندي من قوات حفظ السلام الأفريقية. وقال الناطق نور الدين المازني: «دخل اللصوص المنزل وأطلقوا الرصاص على الضابط وأخذوا بعض المتعلقات… إنه ضابط مصري في الجيش». ويقع منزل الضابط المصري على بعد كيلومتر واحد من مقر قوة الاتحاد الافريقي في الفاشر.
وفي القاهرة («الحياة»)، دانت وزارة الخارجية «الاعتداء السافر والمشين» الذي تعرّض له المقدم أحمد، مشيرة إلى أنه «إذا ثبت تورط أحد أطراف النزاع في إقليم دارفور في هذا الاعتداء الغاشم فإنما يدل ذلك على رغبة هذا الطرف في استمرار حالة عدم الاستقرار والانفلات الأمني في الإقليم». وأكدت أن وقوع مثل هذا الاعتداء لا يمكن أن «يقيّد من الدور المصري الفعال في حفظ السلم والأمن في الاقليم لا سيما أن المشاركة المصرية في مهمات حفظ السلام في دارفور على مدار السنوات الماضية دائماً ما كانت تحظى بتقدير وترحيب أبناء الاقليم الذين تربطهم بأعضاء البعثة المصرية علاقات أخوة وتقدير».
وفي أبوجا (أ ف ب)، وافقت نيجيريا على تولي قائد أركان جيوشها الجنرال مارتن لوثر اغواي منصب قائد بعثة الاتحاد الافريقي في السودان. وجاء في بيان من الرئاسة ان الرئيس المنتهية ولايته اولوسيغون أوباسانجو وافق «على مضض» على تعيين الجنرال اغواي «بناء على طلب ملح» من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي. وقال اوباسانجو في البيان: «قلت لهم ان الرجل جنرال بأربع نجوم في حين تحتاج المهمة التي اقترحتموها لجنرال بثلاث نجوم، لكنهم ردوا علي أنهم، لتسوية هذه المسألة، مستعدون لإعادة تأهيل المنصب ليتناسب مع رتبته».
وأعلن أوباسانجو موافقته على تعيين الجنرال اغواي «ليخدم المجتمع الدولي» بعد استشارة الرئيس المنتخب الحاج عمر يار ادوا.
وفي بيان أخر اعلن اوباسانجوا انه عين اللفتنانت جنرال اوغويي اندرو ازازي قائداً عاماً لأركان الجيوش خلفاً للجنرال اغواي.