أعلنت البعثة الإفريقية في السودان أن ضابطا مصريا في قوة الأمم المتحدة المنتشرة في دارفور لدعم قوة الاتحاد الإفريقي قتل الليلة قبل الماضية على يد سارقين سطوا على منزله في الفاشر. في وقت أعلن مجلس الأمن الدولي دعمه للخطة المفصلة التي وضعتها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لنشر قوة سلام مشتركة في الإقليم. فيما أعلنت الخرطوم أن بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية يعتزم زيارة السودان قريبا.
وفي تعليقه على مقتل الضابط المصري قال المتحدث باسم البعثة الإفريقية نور الدين مازني “إنها الخسارة الأولى التي تسجل في صفوف قوة الأمم المتحدة المنتشرة في إطار المرحلة الأولى من خطة الأمم المتحدة لدعم القوة الإفريقية”. وأضاف المتحدث أن الضابط القتيل وهو لوجستي من رتبة عقيد تعرض للهجوم لدى سطو سارقين على منزله الواقع على بعد اقل من كيلومتر واحد من مقر القيادة العامة للبعثة الإفريقية في السودان في الفاشر في شمال دارفور. وأوضح أن “السارقين أطلقوا النار عليه وسطوا على عدد من محتويات المنزل”، مشيرا إلى أن الضابط نقل إلى مستشفى البعثة الإفريقية حيث قضى متأثرا بجروحه.
وفي القاهرة أعلنت وزارة الخارجية المصرية في وقت لاحق أمس أن المقدم إيهاب احمد أحد المراقبين العسكريين المصريين المشاركين في بعثة حفظ السلام الإفريقية في دارفور قتل اثناء هجوم من قبل عناصر مسلحة على منزله بمدينة الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور.
وأوضح البيان ان الوزارة تجري الاتصالات للحصول على المزيد من المعلومات حول تفاصيل الحادث والعناصر التي قامت بالاعتداء الذي وصفته ب “السافر والمشين”. ونددت الوزارة بشدة بالحادث إلا أنها أكدت أن اغتيال الضابط المصري “لا يمكن أن يقيد من الدور المصري الفعال فى حفظ السلم والأمن في الإقليم”. وقالت انه “إذا ثبت تورط أحد أطراف النزاع في اقليم دارفور في هذا الاعتداء الغاشم فإنما يدل ذلك على رغبة هذا الطرف في استمرار حالة عدم الاستقرار والانفلات الأمني في إقليم دارفور”.
ويتزامن الإعلان عن الحادث مع إقرار مجلس الأمن الدولي خطة نشر القوة المشتركة في الإقليم، وأعرب المجلس الليلة قبل الماضية عن دعمه لخطة مفصلة وضعتها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لنشر قوة سلام مشتركة بينهما في إقليم دارفور يزيد عددها على 20 ألف رجل رغم تحفظ الخرطوم عليها. ودعا المجلس السودان ولكن من دون أن يسميه مع ذلك إلى ان “يدرس فورا” مضمون تقرير بهذا الخصوص للمنظمة الدولية والاتحاد الإفريقي، حسب ما جاء في إعلان تلاه رئيس المجلس لهذا الشهر سفير الولايات المتحدة زلماي خليل زاد. ومن المقرر تنفيذ خطة من ثلاث مراحل وضعت العام الماضي مع نشر قوة مشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي مؤلفة من حوالي عشرين ألف رجل لحماية المدنيين في دارفور وعلى أن تحل محل قوة الاتحاد الإفريقي المنتشرة حاليا في الإقليم وقوامها حوالي سبعة آلاف جندي يفتقدون التجهيز والتمويل. ولكن الرئيس السوداني عمر البشير لم يقبل حتى الآن إلا بالمرحلتين الأولى والثانية من الخطة متهما القوى الغربية بالسعي إلى إعادة استعمار السودان عبر قوة دولية.
وفي وقت لاحق أمس أعلنت وكالة السودان للأنباء الحكومية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل في اتصال هاتفي مع الرئيس السوداني عمر البشير دعوة لزيارة السودان “في القريب العاجل”. وبحسب الوكالة فإن بان كي مون اتصل هاتفيا بالرئيس البشير بشأن المرحلة الثالثة من دعم الأمم المتحدة لقوة السلام الإفريقية المنتشرة في دارفور التي اقر مجلس الامن الدولي تفاصيلها مؤخرا.
وقالت الوكالة أن الرئيس البشير “جدد الدعوة للامين العام للأمم المتحدة لزيارة السودان والوقوف على الأوضاع في دارفور على الطبيعة.