حذّرت «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، أمس، من أن البلاد على شفا حرب جديدة، وطالبت بسحب الجيش الحكومي وقوات «الجيش الشعبي لتحرير السودان» (جناحها المسلح) من منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها ونشر قوة دولية في المنطقة وتنفيذ بروتوكول أبيي، لمنع انهيار اتفاق السلام. لكن الرئيس عمر البشير أكد أنه لن يسمح بانهيار الاتفاق بسبب القضايا العالقة بين شريكي الحكم.
واقترح باقان أموم وزير شؤون مجلس الوزراء الأمين العام لـ «الحركة الشعبية»، في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس، تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتحديد المسؤولية عن بدء الهجوم على أبيي الأسبوع الماضي، والذي قاد إلى مواجهات بين طرفي السلام تسببت في احتراق المنطقة في شكل كامل ونزوح 50 ألفاً من سكانها ومقتل واصابة العشرات من الطرفين. وأضاف: «نحن على شفا حرب. وقعت اشتباكات بالفعل»، متهماً القوات الحكومية بتعزيز مواقعها، و»أنا متأكد أن ذلك سيستدعي رداً من الجيش الشعبي لتحرير السودان». لكنه شدد على أن «الحرب ليست خياراً بالنسبة إلينا».
ورأى أن الحل في سحب جيشي الطرفين ونشر قوة تابعة إلى بعثة حفظ السلام الدولية في جنوب البلاد («يونميس»، وتشكيل ادارة انتقالية لملء الفراغ الأمني والسياسي وتقديم الخدمات للمواطنين، وتنفيذ بورتوكول أبيي الذي منح معظم المنطقة الى جنوب البلاد، الأمر الذي يرفضه حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
لكن الرئيس عمر البشير أكد انه لن يسمح بانهيار اتفاق السلام، مؤكداً عزم الحكومة على تنفيذه. واتهم دولة أوروبية لم يسمها بتقديم دعم عبر الأقمار الاصطناعية لـ «حركة العدل والمساواة» بزعامة خليل ابراهيم في هجومها الأخير على أم درمان.
واعتبر البشير في لقاء مع الجالية السودانية في سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، أن مشكلة دارفور مفتعلة والهدف منها وقف مسيرة التنمية في الاقليم وايجاد سبب لعدم تنفيذ الوعود الدولية بدعم السودان حال التوصل لاتفاق سلام في الجنوب. وشدد على جدية الحكومة في انهاء مشكلة دارفور، وقال إن الحركات المتمردة تجد دعماً خارجياً وتشجيعاً حتى لا تلحق بركب السلام، معتبراً أن تشاد لعبت دوراً كبيراً في التمرد في دارفور وكذلك في حشد العدة والعتاد والمركبات لهجوم «حركة العدل والمساواة» على أم درمان.
وأشار إلى أن قوات «حركة العدل والمساواة» دخلت أم درمان على متن 300 سيارة مجهزة، وقال إن الجيش حاول تدميرها بالطيران في دارفور ثم في كردفان، ثم دفع بالقوات الحكومية لتقابلها في خارج أم درمان لكنها غيّرت اتجاهها نحو الشمال على بُعد نحو 30 كيلومتراً منها، ومن ثم أخذت طريق دنقلا متوجهة إلى أم درمان حيث واجهت «مصيرها النهائي بالتدمير خلال ساعتين». وقال إن السيارات الـ 300 التي شاركت في الهجوم عادت منها الى تشاد 17 عربة فقط تُقل بعض الفارين من قادة التمرد.
وفي الشأن ذاته، شن مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع هجوماً عنيفاً على بعض الحركات المسلحة في دارفور والموالين لها ممن اسماهم عناصر «الطابور الخامس». وقال إن تلك الجهات التي لم يسمها اتخذت من قضية دارفور «وسيلة للارتزاق وكسب العيش جاعلين مصلحة الوطن والمواطن آخر اهتماماتهم». ووصف نافع خلال مخاطبته لقاء جماهيرياً في الولاية الشمالية بعض تلك القيادات بـ «عبيد السفارات»، وقال إن «الحر لا يكون متمرداً ولا خائناً ولا يطلب النصرة إلا من الله». واضاف: «السودان لن يحكمه متمرد أو عميل».