كادت الصحف البريطانية الصادرة اليوم تخلو من الشؤون العربية، غير أن صحيفة الاندبندنت سلطت الأضواء على تطورات الأوضاع في السودان حيث ينذر خراب مدينة إبيي الواقعة في وسط البلاد بعواقب وخيمة.
وفي هذا الاطار كتب ستيف بلومفيلد في الاندبندنت يقول إن مدينة إبيي، الواقعة في قلب السودان، ويقطنها 30 ألف شخص كان بها مدرسة ومستشفى وسوق ولكنها لم تعد موجودة على الخريطة الآن.
وقالت الاندبندنت إن كل شيئ فيها سوي بالأرض تماما حيث تم إحراقه وصار أثرا بعد عين فبعد أيام من القتال الذي اندلع بها مازال الدخان يتصاعد في سماء المدينة المحترقة.
واضافت الصحيفة قائلة إنه وفي كل أنحاء المدينة يمكن مشاهدة البيوت المحترقة التي تتناثر محتوياتها والاطارات وملابس الأطفال والموائد المقلوبة فيما تفوح رائحة هذه المواد المحروقة في الهواء.
وتابعت الصحيفة قائلة إن اتفاق السلام الذي تم توقيعه عام 2005 لانهاء 20 عاما من الحرب الأهلية بين حكومة الخرطوم والمتمردين في الجنوب، وهو النزاع الذي اسفر عن مقتل مليوني شخص، بات مهددا بالانهيار.
ويخشى المراقبون ان يؤدي محو إبيي من على الخريطة إلى انهيار اتفاق السلام. ويحذر المحللون من تجدد الحرب الأهلية بشكل يدمر فرص السلام في دارفور.
وقالت الاندبندنت إن إبيي كانت واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها بين الشمال والجنوب حيث يزعم كل جانب حقه في السيادة عليها.
وكان معظم سكان إبيي قد عادوا إليها خلال العامين الماضيين حيث عاشوا تحت حماية الأمم المتحدة. وكان يتمركز هناك نحو 300 من القوات الدولية لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب.
وقالت الصحيفة إن الحزب الحاكم في السودان الذي يضع نصب عينيه الاحتياطيات البترولية الكبيرة في هذه المنطقة يرفض قبول قرار لجنة مستقلة باعطاء سكان المنطقة حق اختيار الالتحاق بالجنوب.
وقد حذر المبعوث الدولي في السودان أشرف قاضي من تصاعد العنف في مناطق أخرى قائلا «إن العنف قد ينتشر ويهدد اتفاق االسلام».
وذكرت الاندبندنت ان سكان إبيي ربما يكونوا فروا من القتال غير أنها لم تصبح مدينة أشباح بعد، فبعض الرجال الذين قاموا باحراقها يجوبون المنطقة بحثا عما ينهبونه.
ونسبت الصحيفة إلى ديفيد موزيريسكي من مجموعة الأزمات الدولية القول «إذا انهار اتفاق السلام بين الشمال والجنوب فان ذلك سيؤدي إلى انهيار اتفاق السلام في دارفور». فشل في أفغانستان
وحول شأن آخر، قالت صحيفة الديلي تلجراف إن يوم الأحد شهد مقتل الجندي البريطاني الـ79 في أفغانستان فيما يتزايد القلق من الخسائر الناجمة عن عدم كفاءة المعدات فضلا عن افتقاد الاستراتيجية تجاه هذا البلد.
وحول مسألة كفاءة المعدات تقول الصحيفة انه أثيرت شكوك حول قدرات المروحية العسكرية النمرود ولكن الحكومة تصر على أنها آمنة وان اعترفت بأن هذه الطائرة العجوز تعاني من بعض المشاكل.
واشارت الديلي تلجراف إلى أن 10 على الأقل من أطقم العاملين على هذه الطائرة قد استقالوا خوفا على سلامتهم.
كما ذكرت الصحيفة ما أثير من قبل عن عدم تزويد الجنود بالمعدات الواقية اللازمة وهو الأمر الذي وصل إلى المحكمة العليا في بريطانيا.
وقالت الديلي تلجراف انه بدلا من تزويد الجنود بالمعدات اللائقة التزمت وزارة الدفاع الصمت المطبق أو نفي الاتهامات الموجهة إليها.
وأكدت الصحيفة ان الحكومة البريطانية تفتقد إلى استراتيجية طويلة الأمد في أفغانستان.
واشارت الديلي تلجراف إلى ان طلب الحكومة الشهر الماضي من حلف شمال الأطلنطي (الناتو) تمويل صندوق لتحسين المروحيات العسكرية يعكس فشل الحكومة في دعم للجيش من خلال توفير الموارد التي يحتاجها. أوباما وبريطانيا
وحول علاقة بريطانيا بأحد مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قالت صحيفة الجارديان إن السناتور باراك أوباما الذي يسعى لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية دعا إلى إعادة تقييم «العلاقة الخاصة» بين بلاده وبريطانيا.
وقال أوباما إن هذه العلاقة يجب أن تقوم على أسس أكثر عدالة وعلى قاعدة المساواة.
ونسبت الصحيفة إلى أوباما القول «إن لدينا الفرصة لاعادة تقييم العلاقة كي تعمل معنا بريطانيا كشريك كامل».
كما نسبت الجارديان إلى أحد مستشاري أوباما للشؤون الخارجية القول «إن الشراكة القائمة على اساس أننا في الطليعة والآخرين يتبعوننا يجب أن تتغير ليس فقط بأن نسمع بعضنا بل وفي بعض الأحيان بأن يتغير وضع من يكون في المقدمة».
وتقول الصحيفة إن فريق أوباما للسياسة الخارجية يرى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لم يحظ سوى بالقليل مقابل دعمه لغزو العراق فيما يتعلق بأجندته الخاصة بالقضايا العالمية مثل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن تصريحات أوباما أدلى بها هاتفيا خلال اجتماع في نوتينج هيل في العاصمة البريطانية لندن حضره عدد من الأثرياء الأمريكيين في بريطانيا لجمع تبرعات لحملة أوباما الانتخابية.
وأشارت الجارديان إلى أن المسؤولين البريطانيين يعتبرون أوباما أكثر ميلا لبريطانيا من منافسته على ترشيح الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون أوالمرشح الجمهوري جون ماكين. العنف والشباب
وحول شأن بريطاني، تناولت صحيفة التايمز آخر حوادث المراهقين مشيرة إلى أن الصبي الآسيوي عامر اسلام البالغ من العمر 17 عاما تعرض للضرب حتى الموت في حديقة في يوركشاير بعد عراك بين عصابتين من الفتية.
وقالت الصحيفة إن مقتل اسلام هو الحلقة الأخيرة في مسلسل العنف الدموي بين صغار السن في بريطانيا.
وأضافت التايمز انه لم يتضح بعد ما إذا كان الصبي عضوا في إحدى العصابات المتنازعة أم انه أحد المارة الأبرياء وذهب ضحية وجوده في الوقت الخطأ والمكان الخطأ.
وذكرت الصحيفة انه تم اعتقال شاب في العشرين وصبي عمره 15 عاما للاشتباه في تورطهما في هذا الحادث.