في أول تحرك بعد اختتام مؤتمر باريس بشأن إقليم دارفور, قدمت اليابان مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة أربعة ملايين دولار للنازحين من القتال في الإقليم الواقع غربي السودان إلى دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى المجاورتين.
وقال مصدر ياباني إن المساعدات التي تتضمن بطانيات ومعدات لتوزيع المياه ومواد صحية عامة جاءت بناء على طلب من الأمم المتحدة.
وتضاف قيمة هذه المساعدات إلى نحو 80 مليون دولار أخرى من المساعدات قدمتها طوكيو لمنكوبي الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2003.
وأسفرت الحرب في دارفور عن مقتل 200 ألف شخص ونزوح أكثر من مليونين آخرين، وفق التقديرات الدولية التي ترفضها الخرطوم.
مضاعفة الجهود
وفي ختام مؤتمر باريس بشأن دارفور يوم أمس اتفقت الدول الكبرى على مضاعفة الجهود الرامية لإنهاء العنف في الإقليم.
ولم تعرض وفود الدول المانحة ومجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى والصين تفاصيل تذكر بشأن الخطوات الخاصة بكيفية إنهاء الصراع.
وحذرت باريس وواشنطن الخرطوم من أي محاولة لتجميد نشر قوة حفظ السلام الدولية التي يفوق عددها 20 ألف جندي في دارفور. وشارك في المؤتمر 20 دولة ومنظمة عالمية, في حين قاطع السودان فعالياته.
وفي مقابلة مع التلفزيون الفرنسي بعد المؤتمر أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن أملها في أن تقرن الصين -التي تقيم علاقات طيبة بالسودان- أقوالها بشأن دارفور بأفعال، وأن تنفذ التعهدات التي قطعتها على نفسها وتحفز الحكومة السودانية على التعاون مع الجتمع الدولي بشأن إعادة الاستقرار إلى درافور.
ونفت المسؤولة الأميركية أي نية لبلادها في مقاطعة الألعاب الأولمبية في بكين للضغط على الصين, موضحة أن «الصين دولة مسؤولة, ولا أعتقد أننا سنربح أي شيء من منع رياضيي العالم من التقرب من بعضهم بعضا».
من جهته أكد المبعوث الصيني الخاص إلى دارفور ليو غيجين استعداد حكومة الخرطوم للحوار في أي وقت وفي أي مكان, مؤكدا أن التهديد بالضغط على الحكومة السودانية لتسوية النزاع «غير بناء وسيزيد المسألة تعقيدا». وقال إن على المجتمع الدولي لتسوية مسألة دارفور أن يرسل مؤشرات إيجابية ومتوازنة.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد طالب في افتتاح الاجتماع بالحزم مع الخرطوم إذا رفضت التعاون لإيجاد تسوية. وقال إن «الصمت يقتل ونريد حشد المجتمع الدولي ليقول كفى»، مشددا على ضرورة وضع خطة واضحة لحل الأزمة.
وأكد ساركوزي استعداد بلاده للمساهمة بنحو 14 مليون دولار لتمويل القوات الأفريقية الأممية. وأوضح أن المحور الأول للتحرك الدولي يقضي بترسيخ دور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في قيادة العملية السياسية، والمحور الثاني هو التحرك على عجل لتلبية الاحتياجات الأمنية والإنسانية على الأرض.
تشاد المتاخمة
فيما يخص منطقة شرق تشاد المتاخمة لدارفور، قال وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير إن فرنسا ودول أوروبية أخرى سوف تقترح نشر قوة دولية شرقي تشاد للمساعدة في تأمينها وإعادة بنائها.
وأكد كوشنير في ختام اجتماع دارفور بباريس أن بلاده ستسعى لكسب تأييد الأمم المتحدة لخطة إرسال أفراد أمن وشرطة لمساعدة القوات الحكومية التشادية في معركتها ضد المتمردين ومساعدة الأعداد المتزايدة من اللاجئين القادمين من دارفور.
وقد وافقت نجامينا على نشر جنود يرتدون قبعات زرقاء على أراضيها, بعد أن كانت تصر على نشر قوات للشرطة.